ahmed 

أبعاد الخفجي – متابعات:
هدوء في أروقة المكان، ومراجعون قلّة، وكراسي فارغة، وأوراق على الرفوف لا يحرك سكونها سوى هواء التكييف.
هذا ما رصدته «الشرق» عند زيارتها مبنى إدارة مرور محافظة الخفجي، الذي تم إنشاؤه قبل نحو 25 عاماً، بواسطة شركة أرامكو لأعمال الخليج، وتقدر مساحته بأكثر من 3000 متر مربع، ويتكون من دور واحد، إلا أن المشكلة في ذلك المبنى تكمن في الحجز الصغير والعشوائي، كما توجد بجوار مبنى المرور صالة أخرى تقام بها المناسبات والاحتفالات مثل أسبوع المرور الخليجي الذي أقيم مؤخراً.

المناطق التابعة:
ويستفيد من قطاع المرور في الخفجي عدد من الحواضر المجاورة والتابعة للخفجي، مثل السفانية وأبرق الكبريت وشركات نفط عاملة في المملكة والكويت، إضافه إلى الجزر الواقعة في منطقة منيفة التي تُعد من أكبر المدن في الشرق الأوسط، حيث توجد فيها معدات وموظفون وتقع 75% من الاختصاص على إدارة مرور الخفجي، لتنظيم الحركة، إضافة إلى الطرق الداخلية والخارجية.

صالات انتظار:
ويضم مبنى المرور عدداً من الأقسام منها، الحوادث والسير والرخص والاستمارات والحاسب الآلي والشؤون الإدارية والسلامة المرورية والتموين والشؤون الدينية، إضافة إلى مكتب خاص للمرور في منفذ الخفجي يختص بإصدار التفاويض وعملهم على مدار 24 ساعة، وأيضاً قسم للفحص الدوري وقسم مدرسة القيادة وهو يُعد قسماً للرخص ولكن خارج الإدارة.
حركة المراجعين داخل المبنى سهلة لأن المبنى دور واحد ولا يوجد فيه سلم، كما يحتوي على ثلاث صالات انتظار في قسم الحاسب والحوادث وقسم السير.

قلة الدوريات:
أما بالنسبة لعدد السكان المستفيدين من المرور، فقد جاء في إحصائية سابقة أن أعدادهم تتجاوز 60 ألفاً، بينما هناك تقديرات تشير إلى تجاوزهم حاجز الـ 100 ألف، حسبما يُقاس من انتشار عمراني وتزايد في أعداد المركبات في الشوارع والأسواق والميادين والطرق الرئيسة، ما يدل على تضاعف السكان في المحافظة والمناطق الأخرى التابعة لها.
وبالنسبة لحدود مرور الخفجي على الطرق الخارجية، تقع مسؤولية المرور بمسافة 150 كيلو متراً باتجاه طريق القاعدة، و 130 كيلو متراً باتجاه أبو حدرية.
ورصدت كاميرا «الشرق»، وقوف دوريات المرور داخل أسوار المبنى، يقابله امتعاض شديد من المواطنين، وذلك بسبب قلة الدوريات في الشوارع والميادين.

قصور العمل الميداني:
أراء المواطنين أجمعت على أن العمل جيد في إدارة المرور من خلال العمل المكتبي أو الإداري كما يسمى، ولكنهم أبدوا امتعاضهم من العمل الميداني الذي يشهد قصوراً كبيراً. وقال فرحان الشمري: وجدت تعامل موظفي المرور سريعاً جداً، حيث أنهيت استخراج الاستمارة في غضون 7 دقائق، وهذا يُعد شيئاً إيجابياً ويحق لنا أن نفخر بأن هناك جهة حكومية تتعامل مع المراجعين بسرعة وعدم تأخير، وهذا ما نتمناه من جميع الجهات الخدمية الأخرى.
المواطن عامر المالكي قال بدوره: قبل عدة أسابيع جئت هنا إلى المرور لاستخراج رخصة بعد أن سددت جميع المخالفات عن طريق البوابة الإلكترونية وأصدرت تأميناً من المكتب المختص الواقع أمام مبنى المرور وهذا يُعد شيئاً إيجابياً، حيث تم إصدار الرخصة في غضون خمس دقائق. لكنه قال: إن قسم الحوادث يشهد ازدحاماً من المراجعين بعض الأحيان، مقترحاً تكثيف الدوريات الأمنية، وقال: حسبما أسمعه من داخل أروقة المرور فإن مرور الخفجي يعاني نقص الأفراد والمركبات، مشيراً إلى وصول دوريات جديدة ولكن حتى الآن لم يتم تدعيهما بأفراد وهذا قصور في العمل الميداني.

الموقع قديم:
وعلَّق محمد الحربي بقوله: إن قلة الدوريات في الشوارع أدت إلى كثرة السيارات المخالفة، مثل تظليل السيارة بالكامل وتنزيلها من الأمام وتركيب الأصوات المزعجة وقطع الإشارة وعكس السير، وجميعها ناتجة من عدم وجود دوريات أمنية، فضلاً عن غياب الدوريات عن الطرق الخارجية التي أدت إلى انتشار بعض الظواهر غير المرغوبة ومضايقة سالكي الطريق، لذلك نطالب بتكثيف العمل الميداني داخل وخارج المحافظة.
ويضيف: أكثر ما يعيب على مبنى المرور أن موقعه قديم ومكان الحجز فيه يشغل مساحة صغيرة لم تتم الاستفادة منها بشكل جيد وأصبحت عشوائية وتحتاج إلى تعديل.

تغيير الحجز:
ووجهت «الشرق» أسئلتها إلى مدير مرور الخفجي العقيد سعد فالح الحميداني، ونقلت له ملاحظات المستفيدين، حيث قال: بالنسبة للحجز أحب أن أقول إن جميع حجوزات الأمن العام رست على شركة الرسام وجاري العمل عليها لتغيير الحجز، حيث تبدأ بالمدن الكبيرة ثم المدن الأصغر منها، بحيث أن الحجز سيتغير كلياً وتكون له آليه معينة.
ويضيف: بالنسبة لموقع إدارة المرور، فهو يقع وسط الخفجي، ولكن يفتقر إلى أنه لا يقع على شارع رئيس، والآن جاري العمل على إخراج المبنى إلى شارع رئيس على شارع الأمير نايف، ولكن ننتظر تحويل الصك باسمنا وستقوم إحدى الشركات الكبرى بإنشائه.

لا غياب لدينا:
وقال الحميداني: لا يوجد لدينا غياب موظفين، بل إن الموظفين يتمتعون بإجازات قبل الحج، لأن الذي يُكلف بالحج يكون من بداية شهر ذي القعدة لا يعطى أي إجازة، فنحن لذلك نضطر لإخراجهم في هذه الفترة، ولكن تمتعهم بالإجازه لا يؤثر ولا يخل على العمل، كما أنه لا يوجد غياب لدينا أبداً، لأن كل شخص يعرف مهامّ عمله المُناط به.
ويستطرد: من الساعة السابعة والنصف نكون موجودين في العمل، وتخليص المراجعين أولاً بأول حسب الدور، وإذا أصبح لدينا ازدحام فيتم توزيع الأرقام، وهذه لم نفعلها حتى الآن ولم نوزع لأن معاملة المراجع لا تستغرق أكثر من 10 دقائق كحد أعلى.

غياب الدوريات:
أما بالنسبة لغياب الدوريات وضعف العمل الميداني، فقال: الدوريات الرسمية موجودة وليست غائبة، مشيراً إلى أن المركز تمر به فترات تقل فيه الدوريات مثل شهر رمضان، لأن هناك دعماً للعاصمة المقدسة، حيث يتم أخذ عدد كبير من الأفراد، وأصبح لا يوجد ذلك العدد الذي تعوَّد عليه المواطنون، حيث نقصت دورية أو دوريتان ببعض الأماكن في أوقات معينة، فيرى المواطنون نقص الدوريات عن العدد السابق، أما الآن فسيشاهدون وجود دوريات المرور في الشوارع بشكلها الاعتيادي.

الإنجاز حتى آخر دقيقة:
وتابع الحميداني قائلاً: إذا تم رصد تعامل جاف أو استهتار أو تأخير أتمنى نشره، مستدركاً بقوله: في إدارتنا نحث الموظفين على التعامل بليونة وليس بجفاف وإعطاء المواطن احترامه وتقديره، حتى في تطبيق النظام في بعض الأحيان يأتينا بعض المراجعين بقميص نوم، فيتم التعامل معه باحترام ونفيده بأن الحضور بالزي غير الرسمي ممنوع، ونحن بدورنا نترك معاملته لدينا بكل احترام لحين عودته بمظهر لائق، وهذا ما يجب عليه احترامه لأنه نظام وزارة الداخلية.
كما أن المواطن أو المراجع يُعد مرآة للمسؤول، ويعكس تعامله معه، ونحن هنا دوامنا ينتهي الساعة 02:30م فإذا جاء شخص قبل نهاية الدوام بـ 5 دقائق يتم إنجاز معاملته حتى لو اضطررنا للجلوس من أجله، وأغلب من يأتون في وقت متأخر هم المسافرون، ومن واجبنا عدم تعطيلهم وإنجاز معاملتهم، بحيث يتم إنهاء الاستمارة وإرسالها للفحص الدوري، ويستمر العمل.

الطرق الخارجية:
ويقول أيضاً: الطرق الخارجية حسب الأنظمة هي من اختصاص الشرطة، في حالة عدم تغطيتها من قبل أمن الطرق، حسب تعليمات وزارة الداخلية، هذا لا يعني أن نتخلى عن مسؤلياتنا، فإذا حدث شيء خارج المحافظة سواءً تفحيط أو حادث فيجب أن نخرج لموقعه. مؤكداً أن دوريات أمن الطرق بدأت تنتشر على الطرق الخارجية خلال الأيام القليلة الماضية.