ابعاد الخفجى-محليات:سجلت طلبات الشركات والمؤسسات الوطنية داخل الأحساء وخارجها على المشالح “الأحسائية” زيادة غير مسبوقة في معامل خياطة المشالح في مدن وقرى الأحساء؛ تزامناً مع إجازة عيد الأضحى المبارك لتقديمها كهدايا لموظفيها وعملائها وزوارها. وحرصت تلك الشركات والمؤسسات على تسلم جزء من طلباتها قبل حلول عيد الأضحى الحالي، والكميات الأخرى بالتزامن مع نهاية العامين الهجري والميلادي الجاريين، إذ عادة ما تنفذ تلك الجهات حفلات نهاية العام لتكريم موظفيها وعملائها والمتعاونين معها.
وأشار عمار العمار “خياط وبائع وصاحب معمل خياطة”، إلى أن كثيراً من المعامل في الأحساء، استقبلت طلبات تلك الشركات والمؤسسات، وبعض تلك الشركات، وبالأخص “العملاقة” منها، وقعت عقوداً تجارية لتصنيع المشالح مع أكثر من معمل في الأحساء لتغطية الكمية الكبيرة التي تطلبها، وإنجازها في الوقت المحدد، مؤكداً أن الشركات الكبيرة تحرص على إبرام العقود مع معامل الخياطة المتخصصة ذات الخبرة في هذا المجال في الأحساء، علماً بأن أعدادها قليلة ولها صيتها داخل الأحساء وخارجها، مبيناً أن “بعض الزبائن الأفراد يجدون رفضاً لاستقبالهم خلال هذه الفترة بحكم ارتباطهم بتلك العقود الكبيرة، فالمعامل في حالة استنفار قصوى لتنفيذ الطلبات الكبيرة لهذه الشركات في وقتها المحدد، وجميع العاملين في هذه المعامل المتخصصة في سباق مع الزمن لتلبية هذه الطلبات بالمواصفات والجودة المرتفعة”.
وأضاف العمار أن الأمر متاح لتعديل قياسات “المشلح” في أي وقت لاحق، باعتبار أن القياس شرط أساسي لارتداء المشلح بطريقته الصحيحة، سواء كان ذلك من الشركة ذاتها أو من الشخص، الذي أهدي إليه المشلح، موضحاً أن شعار معمل الخياطة يكون مثبتاً في الجزء الداخلي لأعلى المشلح، إذ لن يجد صاحب المشلح أي صعوبة في إجراء التعديلات المناسبة والمتوافقة معه، وبعض تلك الشركات تضع “بطاقة” أو “ورقة” داخل مغلف المشلح، موضح عليها اسم وعنوان المشغل لإجراء التعديلات المتوافقة، فيما تحرص شركات على تزويد المعمل ببعض القياسات لبعض عملائها وموظفيها، والبعض الآخر من هذه الشركات تطلب من صاحب المعمل زيارة الشركة في يوم محدد لأخذ القياسات المطلوبة لموظفيها.
وشدد على أن “المشلح “الأحسائي”، الذي يخيطه أبناء وأسر الأحساء، لم ولن يفقد بريقه وهو المنتج الأول في طلبات كبار الشخصيات في المملكة ودول الخليج، وأن اختيار هذه الشركات “العملاقة” للمشلح الأحسائي لهو أكبر دليل على أهمية ظهورها بالمظهر المشرف أمام موظفيها وعملائها وزوارها”.
وحول مستويات الأسعار، قال الخياطون إبراهيم العمار وعلي العبدالسلام ومحمد الشهاب وعبدالعزيز القطان إن “الأسعار ثابتة لم تتغير منذ عيد الفطر المنصرم، وهي تبدأ من 500 ريال إلى أكثر من 15 ألف ريال، تختلف تبعا لجودة القماش، و”الزري” (نوع من الخيوط)، والنقوش، وجودة العمل اليدوي، مضيفين أن أكثر الطلبات على المشالح من هذه الشركات هي الأقمشة “الصيفية”، وهناك طلبات محدودة جداً على مشالح الأقمشة الشتوية، باعتبار أن معظم أيام السنة في المملكة ودول الخليج حارة.
وأضافوا أن معظم معامل المشالح في الأحساء توقفت عن استقبال طلبات الزبائن منذ النصف الثاني لشهر ذي القعدة الماضي، إذ إن بعضهم رفع لافتة “الاعتذار عن التفصيل” حالياً، حيث إن خياطة المشلح الواحد تستغرق قرابة الأسبوعين المتواصلين، فتمر مراحل صناعته وخياطته بخمس مراحل، هي: التركيب، والهيلة، والمكسر، والبروج، والتلميع، وتتطلب كل مرحلة شخصا يجيد التعامل معها، وتحرص المعامل في الأحساء على جودة إنتاجها، فلذلك ترفض استقبال المزيد من الطلبات باعتبار أن ذلك يؤدي إلى عدم إتقان العمل بالشكل “الاحترافي”، مؤكدين أن كثيراً من الزبائن يفضلون الخياطة “اليدوية” مقارنة بالصناعات الأخرى المستندة إلى الـكمبيوتر، أو الجاهزة المستوردة من دول أخرى.
وعزا الخياطون أسباب زيادة الطلبات على خياطة المشالح في أيام الأعياد على رغم أن خياطة المشالح “ثابتة”، إلى أن الكثيرين يحاولون مجـاراة “الموضة” في الألوان ونـقوش “الـزري” وأنواع الأقمـشة، والتي عادة ما تظهر في الأيام التي تسبق الأعياد، علاوة على أن تلك الخطوة هي جزء من بهجة وأفراح العـيد، مشددين على أنه لا يوجد اسـتغلال للمناسبة في رفع الأسعار، إلا أن هنـاك ظروفاً أخرى هي وراء زيادة الأسعار كارتفاع أسـعار الأقمـشة والزري وأجور الأيدي العاملة “المحلية” بسبب النقص الواضح في أعدادهم عاماً بعد عام بسبب كبر سنهم وعـجزهم عن العـمل في صناعة المشالح المرهقة، وعزوف الـشباب السعودي عن التوجه إلى هذه المهنة بسبب متاعبها الكبيرة.
10/20/2013 11:12 ص
شركات تضاعف مبيعات “المشالح”
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/10/20/20602.html