ابعاد الخفجى-سياسة:قطعت الولايات المتحدة أمس، بأن نظام الرئيس السوري مارس الخداع والتضليل بحق المفتشين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وقام بإخفاء جزء من ترسانته الكيماوية عن أنظار فريق التفتيش الأممي، الذي انبثق عن اتفاق أميركي ـ روسي. وهذا القطع يؤكد معلومات سبق أن نشرت في سلسلة من الأعداد المتتالية، حين كشفت قيام الأسد بتهريب أجزاء من ترسانته الكيماوية إلى حليفيه بالمنطقة، “حزب الله”، و”نظام نوري المالكي في العراق”.
وطبقا للمعلومات ا أخفى نظام دمشق عن فريق التفتيش موقعين، من ضمن 23 موقعا للترسانة الكيماوية، تحت ذريعة أنه قام بتدمير ما بداخلهما من سلاح كيماوي. ووصف معارض بارز فريق التفتيش الأممي بأنه “عاجز” عن الخروج عما يرسمه له النظام من خط سير، لصرف النظر عن الوصول إلى مواقع ثبت أنها تحتوي على أجزاء من ترسانة الأسد الكيماوية.
وكانت تقارير استخباراتية، أكدت أن النظام السوري يخبئ أسلحته الكيماوية في 55 موقعا في سورية، في وقت سمحت فيه لفريق التفتيش الأممي بزيارة 23 موقعا فقط، وهو ما قاد المعارض السوري بسام جعارة، إلى الاستغراب من نهج وسلوك نظام الأسد في التعاطي مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بسلاحه الكيماوي، وقال: “غريب أن دمشق يوما ما قالت على لسان رئيسها، أن بعض المواقع التي تحوي أجزاء من ترسانته الكيماوية ليست مؤمَّنة؛ لأنها تقع في مناطق توجد بها قوات تابعة للمعارضة”، وذلك قبل دخول فريق التفتيش وقبل الاتفاق الأميركي الروسي، لكنه الآن يُحاول تضليل فريق التفتيش الأممي، بذريعة أن تلك المواقع تم تأمينها، كما تم تدمير كل ما تحويه من سلاح كيماوي، وبالتالي لا يمكن زيارته لإخضاعها للتفتيش”.
ولم يجد المعارض السوري ا من العاصمة البريطانية لندن، لفريق التفتيش الدولي بُدا من إطاعة نظام الأسد، والسير حسب خط السير الذي يضعه له، في خطوة تعكس تلاعب دمشق بالإرادة الدولية، التي تراجعت عن توجيه ضربة عسكرية لنظامها، جراء لجوئه لاستخدام السلاح الكيماوي، في هجوم الغوطة الشهير، في الحادي والعشرين من أغسطس المنصرم، الذي خلف حسب إحصاءات من الداخل السوري، أكثر من 1400 قتيل، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وكان هجوم الغوطة الكيماوي، مثار سخط عالمي على نظام بشار الأسد، وتسبب ذلك الهجوم في تخلي دمشق عن سلاحها الكيماوي، الذي كانت تضعه على الدوام، وعلى مدى عقود مضت، كأداة للتوازن مقابل ترسانة إسرائيل النووية، لكنه تخلى عن تلك الترسانة بمجرد تلويح الولايات المتحدة الأميركية ـ مسنودة بدعم غربي ـ بالضربة العسكرية ضد سورية.
11/07/2013 9:34 ص
واشنطن تؤكد إخفاء “بشار” جزءا من ترسانته الكيماوية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/11/07/66128.html