ابعاد الخفجى-سياسة:
توصّلت الدول الست الكبرى (5+1) وإيران إلى اتفاق في جنيف بشأن برنامج طهران النووي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التوصل للاتفاق، لكنه اعتبره خطوة أولى.
وأوضح مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الاتفاق لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وإنما يعترف ببرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وأضاف إن الاتفاق يوقف التطوير في برنامج إيران النووي بما في ذلك مفاعل أراك.
وكشفت وثيقة أمريكية أن إيران ستلتزم بتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنحو 20%، كما ستلتزم بوقف التخصيب فوق نسبة 5%.
وقال عدد من أعضاء الوفود المشاركة بالمحادثات بجنيف إن الاتفاق يقضي بتقليص برنامج إيران النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات على إيران بما قيمته سبعة مليارات دولار في شكل تبادل تجاري. لكن أحد المفاوضين الإيرانيين أشار إلى أن الاتفاق يتضمّن اعترافا ببرنامج التخصيب النووي الإيراني.
في إشارة إلى مضمون الاتفاق الذي لم تشأ الخوض في تفاصيله، اعتبرت اشتون «أنه من السوء دومًا اخذ مسألة ومحاولة تحديد موقع لها بطريقة ما».
وأجرت دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا) منذ الاربعاء مفاوضات في جنيف للتوصل الى اتفاق مرحلي لستة أشهر يلحظ ضمانات بشأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف “محدود” للعقوبات التي يرزح تحت وطأتها الاقتصاد الايراني.
وتلت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثري اشتون محاطة بجميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في مقر الامم المتحدة في جنيف إعلانًا مشتركًا يشمل “اتفاقًا على خطة عمل”.
وقالت اشتون: “توصلنا الى اتفاق على خطة عمل”، وإلى جانبها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. وبعدها تصافح وزراء خارجية دول مجموعة 5+ “الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا” مع ظريف للتهنئة بالاتفاق.
وفي اشارة الى مضمون الاتفاق الذي لم تشأ الخوض في تفاصيله، اعتبرت اشتون “انه من السوء دومًا اخذ مسألة ومحاولة تحديد موقع لها بطريقة ما”.
وقالت: “سعينا الى الرد على مخاوف المجتمع الدولي والتحرك بشكل يحترم الحكومة والشعب الايرانيين”.
وبحسب مسؤول امريكي فإن هذا الاتفاق من شأنه “وقف تقدّم البرنامج النووي” الإيراني “ولا يتضمن اعترافًا بحق التخصيب” لهذا البلد.
واشار هذا المسؤول طالبًا عدم كشف اسمه ان الاتفاق المرحلي ينص على “تجميد مخزونات (الوقود النووي) المخصب بنسبة 20%” ويلحظ مبدأ القيام بـ”عمليات تفتيش دقيقة” للمنشآت النووية الايرانية.
من جانبه، اعتبر ظريف ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الاحد “نتيجة مهمة لكنه ليس الا خطوة اولى”.
وقال ظريف في مؤتمر صحافي: “لقد انشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا. آمل ان يتمكن الطرفان من التقدّم بطريقة تسمح بإعادة الثقة”.
واضاف ظريف امام الصحافيين ان الاتفاق يتضمن “اشارة واضحة مفادها ان التخصيب سيستمر” في إيران، وهي مسألة لطالما اعتبرت حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات.
وقال الوزير الإيراني: “نعتبر ان ذلك من حقنا”.
وتابع: “ان هدفنا كان حل هذه المسألة النووية” لأنها كانت “مشكلة نحن في غنى عنها”.
وقال ظريف ايضًا انه يأمل في عودة “ثقة الشعب الإيراني تجاه الدول الغربية” على اثر هذا الاتفاق.
واكد “ان الحق (بامتلاك) التكنولوجيا النووية حق غير قابل للتصرف” مضيفًا “ان المعركة التي نخوضها منذ سنوات عدة الهدف منها ان يعترف المجتمع الدولي” بممارسة ايران هذا الحق.
وخلص الى القول: “نعتقد ان هذا الاتفاق وخطة العمل” يعني “ان البرنامج النووي الإيراني سيستمر”.