ابعاد الخفجى-اقتصاد:
بعيداً عن معطيات “العملية الانتخابية” التي تشهدها العروس هذه الأيام عن انتخابات الدورة “الواحد والعشرين” لاختيار أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية لعام 1435، فإن الشفرة السرية أو الكود الذي يمكن وصف الدورة الحالية به هي “أبشر بالخير”.
فأينما اتجهت إلى الأجنحة الخاصة في القاعة الرئيسية التي خصصت كمقر رئيسي لمرشحي غرفة جدة الجدد، من كافة الفئات، أو تحركت في أي اتجاه فإن رنين الهواتف لا يتوقف عن طلب “الفزعة” من قبل مشتركي الغرفة الذين أضحوا هذه الأيام عنصر “البطل الحاسم” في العملية التصويتية، فالصوت الواحد – بالنسبة للمرشح – يملك أهمية حيوية كبيرة في حسم المعركة الانتخابية بين المرشحين.
في ظل اشتداد حمى التنافس بين المرشحين تطفو على السطح الانتخابي عبارة “أبشر بالخير”، والتي يغري بها المرشحون الناخبين لاكتساب أصواتهم الانتخابية عبر تقديم “محفزات مالية” فورية لدى التأكد من أمرين سريان صلاحية السجل التجاري للناخب، وأن تكون مؤسسته ضمن القوائم الانتخابية المسجلة لدى وزارة التجارة في المدة المحددة مسبقاً للغرض الانتخابي.
هواتف الفريق المساند للمرشح الذين يشبههم البعض داخل أروقة العملية الانتخابية بـ”شريطية المرشحين”، تكاد لا تتوقف منذ الصباح الباكر حتى انتهاء فترة التصويت مساءً من كل يوم، فعملية التفاوض مستمرة مع من حضر، أو من لم يحضر، ففي أحد الجنبات تستمتع لمكالمات هاتفية يتصل فيها فريق المرشح ممن يكون موجودا اسمه في قائمة هواتف المرشحين ويحتمل الاستفادة منه في الترشيح ببعث سيارة خاصة تجلبه من مكانه مع سجله التجاري، مع عبارة محلية تكمل أركان المكالمة مع الناخب فحواها “أبشر بالخير وتعال رشح وما عليك الباقي”.
الأحاديث الجانبية بين الجموع الموجودة في القاعة الرئيسية للمرشحين أو حتى خارج البوابة الرئيسية تستمتع إلى أحاديث تدخل في مربع “الثقافة الانتخابية”، التي يتناقش فيها الناس من حيث حديث المجالس الفكري، فهناك من يرى أن التجربة الانتخابية في عمومها ما زالت محدودة بين المرشحين والناخبين في آن واحد، فيما يرى البعض المحور المقابل في هذا الرأي من أن العملية الانتخابية شهدت “تحسناً” ملحوظاً بعض الشيء عن الدورة السابقة.