ابعاد الخفجى-اقتصاد:
من مساحة يتجاوز قطرها قرابة الـ10 أمتار تقريبا من حدود شارع حراء الرئيس باتجاه القاعة الرئيسة؛ التي يتجمع تحت سقفها جميع المرشحين من فئتي التجار والصناع، في انتخابات الدورة الواحدة والعشرين لانتخاب أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة للدورة المقبلة؛ تستطيع أن تعنون من خلال المنافسة الحالية الإجابة عن سؤال من يقود سير عمليات “الدعاية وتنظيم العمل والدعم اللوجستي” لأغلبية المرشحين؟ إنهم المكفولون الذين يعملون موظفين عند المرشح في منشأته ومؤسسته الخاصة.
عند مدخل قاعة الانتخابات تجد مجموعات وأفرادا من جنسيات عربية وآسيوية (هندية، باكتسانية، بنجلاديشية، فلبينية)، يرتدون ملابس محددة تنوعهم عن فريق عمل المرشحين الآخرين، ولم يعد دورهم محصورا ـ كما في الماضي ـ في توزيع أوراق تعريف المرشحين على الناخبين التي يطلق عليها “البروشور الانتخابي”، أو خدمة الضيافة “TEA BOY” أي القهوجي، بل أصبحوا ذات تأثير في سير العملية الانتخابية لأغلب المرشحين.
فأدوارهم في دورة الانتخابات الحالية، أن بعضهم يمارس الدور الدعائي المرحلي عن طريق أصدقائهم العاملين في المؤسسات الأخرى، وتأثيرهم في توجيه أصوات كفلائهم الذين يحملون سجلا تجاريا ساري المفعول، لمرشحي زملائهم. وبعضهم جلب أصدقاءه الآخرين للعمل في فريق مرشحه بغرض توسيع دائرة التأثير الانتخابي.
سائق الليموزين الباكستاني أمجد حسين، وجدناه قبل دخول القاعة منهمكا في توزيع أوراق المرشح الذي يتمنى أن يفوز بمقعد عضو مجلس الإدارة المقبل عن فئة التجار، ويشير إلى أنه يحب هذا المرشح؛ لأنه بحسب لغته العربية الركيكة صاحب “قلب طيب”، وهو يعمل عند والد المرشح، خلال بدء عملية التصويت منذ أربعة أيام تقريبا أصبح أمجد صاحب “كاريزا” للمصورين الصحفيين والتلفزيونيين، فتجده يحوم حول أي فلاشات تظهر هناك وهناك عند قاعة الانتخابات، حتى ولو كانت عدسات الهواتف النقالة، بل يذهب إلى ذلك بعيدا فأثناء إعداد زملاء القنوات الفضائية تقاريرهم الإخبارية المرئية، يتسلل أمجد بطريقة طريفة لتظهر صورة مرشحه، يقول: “إنه لا يريد من هذا سوى فوز من يحب” على حد قوله.
زاوية أخرى يستغلها هؤلاء أيضا لتمتد فزعتهم إلى خدمات الـVIP التي يقدمونها للناخبين، نظرا للازدحام المروري في منطقة التصويت ووقوعها في شارع حيوي، وعدم وجود مواقف للسيارات، يعملون كما في خدمات الفنادق، كأخذ سيارة الناخب “شريطة السجل التجاري الساري المفعول”، واختلاق مواقف لها، كل ذلك يعطي مؤشرات على التنافس الشديد في العملية الانتخابية، الذي لم يتجاوز الدعاية إلى الخدمات على حد سواء.