ابعاد الخفجى-سياسة:
رفض شعبي واسع قابل به اللبنانيون كلمة وزير خارجيتهم عدنان منصور لدى افتتاح فعاليات مؤتمر جنيف2 في موترو السويسرية الأربعاء الماضي، ووصف عدد من السياسيين اللبنانيين الكلمة بأنها كانت “مؤيدة لنظام الأسد”، معربين عن خيبة أملهم من استمرار وزراء ما يسمى بـ”المقاومة والممانعة” في الوقوف إلى صف دمشق، لا سيما وأنهم كانوا يترقبون بشغف كبير انطلاق فعاليات المؤتمر، وذلك بسبب انعكاس الحرب السورية على الواقع الداخلي اللبناني، سواء المعيشي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، خصوصا بعد تورط حزب الله في المعارك السورية، وبالتالي وضعت القوى السياسية اللبنانية رهانها على نتائج “جنيف2″، الذي سيكون له انعكاس واضح على الواقع اللبناني، سواء على مستوى السلطة السياسية أو المواطن العادي.
ويقول نائب البرلمان اللبناني عن حزب الكتائب والقيادي في فريق 14 آذار فادي الهبر: “تصريح وزير الخارجية مؤسف للغاية، لأنه أتى ضمن سياق الانقسام السياسي والتوتر الأمني، بسبب تداعيات الحرب السورية على لبنان. لذا فإنها لا تمثِّل الشعب اللبناني، بل النظامين السوري والإيراني، لأنها مسيسة لصالح فريق 8 آذار”.
ورأى الهبر أن ما حدث كان “محرجاً” للدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي، مرجعاً ما حدث إلى الانقسام الداخلي في لبنان، إضافة إلى الانقسام العربي والدولي إزاء الملف السوري. وتابع قائلاً: “عموما ننتظر تغيير موقف وزارة الخارجية اللبنانية مع مجيء مجلس الوزراء المرتقب في حكومة مستقلة، مما يعني تصحيح كلمات لبنان ومواقفه في المحافل الدولية”.
من جانبه، أكد النائب في البرلماني اللبناني أنطوان زهرا عن حزب القوات اللبنانية في فريق 14 آذار، أن منصور تصرف كوزير خارجية فريق الثامن من آذار وليس كوزير خارجية الدولة اللبنانية، وقال: “هناك موقف رسمي واضح للحكومة ورئيسها بالنأي عما يحدث في سورية، وبالتالي فإن كلماته في المؤتمر تعبر عن وجهة نظر فريقه، خصوصاً حزب الله المتورط في الحرب السورية، مما سبب ارتدادات على الأمن والاقتصاد والاستقرار في لبنان”.
وعن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يقول: “لم تكن تصرفات وليد المعلم مفاجئة، حيث كانت كلمته مطولة، مخالفاً كل التقاليد والأعراف والقوانين الدبلوماسية والسياسية، عبر محاولاته الإيحاء بأن النظام السوري يكافح الإرهاب. وفي المقابل حققت المعارضة السورية مكسباً مهماً بجلوسها على نفس الطاولة مع من يمثلون النظام، مما يعني أن هناك نية للوصول إلى حلول مبنية على ما خرج به مؤتمر جنيف1، وهو ما أرسى منطق انتقال السلطة في سورية، وأثبت استحالة تحقيق الاستقرار فيها في ظل حكم بشار الأسد. وبالطبع انعكس هذا كله على لبنان من خلال ترويج فريق الثامن من آذار بأن استبعاد إيران من المؤتمر يعني وجود صفقة دولية تعطيها دوراً في الشرق الأوسط.
وهذا ما يسعى حزب الله إلى تكريسه. لكنه في الحقيقة منطق يفتقد إلى الواقعية. وإذا تم الاتفاق على حل سياسي دولي قائم على إقامة سلطة انتقالية في سورية، فهذا يعني بالضرورة إنهاء تدخل حزب الله هناك، ما ستكون له نتائج إيجابية على الواقع اللبناني”.