ابعاد الخفجى-سياسة:على وقع مطالبة رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، الذي لا يزال في زيارةٍ للولايات المتحدة الأميركية، لعله يكسر حاجز تحفظ واشنطن عن تزويد المعارضة “المعتدلة” بالسلاح النوعي، أطلقت دمشق الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس بشار الأسد، الذي يدخل انتخابات رئاسية بشكلٍ “شبه أحادي”، بشعارٍ أطلق عليه اسم “سوا”، في إشارةٍ إلى ما قال النظام إنه يختصر قضية إعادة إعمار البلاد بالتعاون مع الشعب، بعد أن أنهكتها الحرب لقرابة 4 سنوات.
المعارضة السورية، وكما يبدو لا تكترث لما وصفه المعارض السوري بسام جعارة بـ”الهزل السياسي” في دمشق، واختصر ذلك بالقول خلال تصريحاتٍ أنهم لا يكترثون بمهازل الأسد الذي يحاول بناء ثقة مؤيديه على حساب الشعب السوري وأنقاض سورية.
ودغدغ نظام دمشق عواطف مؤيديه، ببث صور شخصية أرشيفية للأسد وأسرته تحكي طفولته، في وقتٍ واجه معارضوه ذلك باستخدام ذات الشعار – أي شعار الحملة – لكنها حورته لـ”سوا.. مكملين لورا” و”سوا في انتخابات الدم سوا”، وقرنوا ذلك بصورٍ لضحايا مجازر الأسد من الأطفال والنساء، في خطوةٍ ترمي إلى تذكير المؤيدين بجرائم الأسد الذي قرنوا صورته في الحملة أيضاً بالمرشد الإيراني علي خامنئي.
وبالعودة لتصريحات المعارض السوري بسام جعارة، والذي قال: “السوريون في الداخل يموتون جوعاً، وآخرون يموتون غدراً من قبل قوات الأسد وميلشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ويصر الأسد على التمسك بكرسي السلطة، نحن بالنسبة لنا لا يعنينا الأسد ولا انتخاباته التي نعرف نتيجتها سلفاً”.
اللافت في الأمر، ما أبرزته وكالة الأنباء السورية الرسمية، التي قالت أمس على لسان رجال دينٍ مؤيدين لبقاء الأسد في سدة الحكم بسورية، وفي خطوة لحشد الدعم للرئيس الأسد: “على السوريين اختيار قائدٍ يتمتع بالحكمة والذكاء في معالجة القضايا، بما يحفظ عزة المواطن وكرامته والعمل على توحيد الصف، والحفاظ على وحدة البلاد ضد الإرهاب المتمثل ببعض المارقين البعيدين عن الأخلاق والدين، المدعومين من دول الغرب المتآمر”. في إشارةٍ إلى الرئيس السوري بشار الأسد دون اكتراث لما تم تدميره من البلاد، ومن شردهم ذات الشخص الذي قالوا عنه أنه يتمتع بالحكمة والذكاء.
وفي سياق غير ذي صلة بالانتخابات الرئاسية في سورية، انتقد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هشام مروة تصريح منسقة بعثة الأمم المتحدة “سيغريد كاغ”، والذي اعتبرت فيه أن “المهمة الأساسية للأسرة الدولية في الوقت الراهن، تكمن في نقل وإتلاف المواد الكيماوية الموجودة بسورية بأسرع وقت ممكن”.
مروة قال وفقاً لبيانٍ صدر عن الائتلاف: “أعتبر حديث المسؤولة الأممية “مسخ حقيقي” لمعاناة المواطن السوري، حيث إن المهمة الأساسية التي تقع على عاتق الأسرة الدولية في هذا الوقت، لا تكمن فقط بجعل سورية بلداً خالياً من السلاح الكيماوي فحسب، بل تحمل مسؤوليتها في حماية حقوق الإنسان وردع بشار الأسد ومحاسبته وإيقافه عن ارتكاب المجازر المروعة التي يقوم بها من خلال براميله الحاقدة وطائراته التي تحصد حياة الآلاف”