أبعاد الخفجى-سياسة:أعلن اليوم الحزب الحاكم فى تركيا، العدالة والتنمية، اسم مرشحه الرسمى فى الانتخابات الرسمية القادمة التى ستجرى فى أغسطس على منصب الرئيس، وهو رئيس الوزراء الحالى رجب طيب أردوغان، مما يدفع بالسؤال عن ماهية التحول السياسى الذى ستشهده تركيا فى حال فوز الرجل الأقوى سياسياً بمقاليد الحكم.
وللتعرف على قدر احتمال فوز أردوغان بكرسى الرئاسة، يجب القراءة فى خلفية منافسه “أكمل الدين إحسان أوغلو”، مرشح أكبر حزبين معارضين لسياسات أردوغان وهما حزب الشعب الجمهورى “اشتراكى ديمقراطى” وحزب العمل القومى.
إحسان أوغلو ولد فى مصر عام 1943 بعد أن انتقل والده للإقامة فى القاهرة ليتمكن من الدراسة فى جامعة الأزهر، حصل أوغلو على بكالوريوس العلوم عام 1966 ودرجة الماجستير فى الكيمياء عام 1970 من جامعة عين شمس، وحصل على الدكتوراة من جامعة أنقرة عام 1974، ثم صار الرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم فى جامعة إسطنبول، وشغل منصب أمين عام منظمة التعاون الإسلامى منذ عام 2005 وحتى ديسمبر 2013، وهو أكبر تجمع دولى للدول الإسلامية.
وعلى الرغم من غرابة اختيار الأحزاب العلمانية المعارضة لمرشح رئاسى ذى خلفية إسلامية، إلا أنه اختيار يعكس مدى استحالة تجاهل الأغلبية المتدينة المحافظة التى اعتاد أن يغازلها أردوغان طوال 11 سنة سيطر فيها على الحكم.
وتأمل المعارضة أن يلعب هدوء أوغلو وخلفيته كبروفيسور دوراً فى مواجهة نفوذ أردوغان وشعبيته التى بدأت تخبو فى السنوات الأخيرة عقب العديد من الفضائح السياسية والتظاهرات التى قامت ضد حكمه وسياسة الاستقطاب التى اتبعها.
فيما صرح إحسان أوغلو للصحفيين الأسبوع الماضى تصريحًا غاية فى الأهمية قائلاً: “السبب الرئيسى لمشكلات العالم الإسلامى اليوم هو خلط الدين فى شئون الدولة،” كما دعم خلال فترة قيادته منظمة التعاون الإسلامى الحوار بين الدين الإسلامى والمسيحى وله العديد من المؤلفات التى تؤيد ذلك، مما يقضى على المخاوف من وجود مرشح إسلامى آخر على قائمة الانتخابات الرئاسية، خاصة أن ترشحه جاء بدعم من حزب الشعب الديمقراطى الذى أسسه قائد العلمانية التركية كمال الدين أتاتورك.
ويعتقد القليل من السياسيين أن إحسان أوغلو يمكن أن يمثل خصم قوى لكاريزما أردوغان، وأن له فرصة أن يخوض جولة الإعادة ضده فى 42 أغسطس.
وهذا ما دفع أردوغان أن يهاجم خصمه متخذاً من الأزمة فى مصر فى 2013، التى أطيح على إثرها بحكم الإخوان المسلمين والرئيس السابق محمد مرسى، سبباً للهجوم عليه مدعياً أنه تغاضى عما أسماه الانقلاب العسكرى فى مصر ضد الحكم الإسلامى فيما كان رئيس لأكبر منظمة إسلامية فى العالم.
فيما تعلو المخاوف من انتهاز أردوغان لنفوذه فى حال فوزه بالرئاسة ومنح منصب الرئيس سلطات موسعة، وتحويل الحكم فى تركيا إلى حكم رئاسى.