ابعاد الخفجى-سياسة:
يواجه اتفاق الهدنة الذي أجرت الأمم المتحدة مفاوضات في شأنه صعوبة في ترجمته واقعا ملموسا في صنعاء التي بدت أمس مدينة مقفرة في أعقاب صدامات دامية بين المتمردين الحوثيين والمقاتلين المدعومين من الجيش.
وأعلنت اللجنة الأمنية العليا في اليمن أمس، حظر التجوال في عدد من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية في القسم الشمالي من العاصمة صنعاء، وذلك من الساعة التاسعة مساء، وحتى السادسة صباحا، ابتداء من ليلة أمس.
وأوضح بيان للجنة الأمنية العليا، الذي بثه مساء أمس الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية، أن حظر التجوال سيشمل أحياء: شملان، ومذبح، وذهبان، وقرية ضلاع، إلى الشمال والشمال الغربي من العاصمة صنعاء.
ولا تزال الرحلات الدولية معلقة إلى مطار صنعاء الواقع في شمال العاصمة اليمنية حيث المعارك مستمرة.
والطائرة الوحيدة التي حطت في المطار كانت عسكرية نقلت مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، عند عودته من صعدة معقل الحوثيين في شمال اليمن دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال بن عمر للصحفيين بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد الحوثي عبد الملك الحوثي: “حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها أساسا لاتفاق”.
ولدى استقباله في الوقت نفسه سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون في العاصمة بأنه “محاولة انقلاب”.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الرئيس اليمني قوله أمس: “إن إطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني الذي قطع أول من أمس برامجه طوال ساعة وعلى منشآت رسمية أخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي”.
ولم يقدم بن عمر أو السلطات اليمنية أي إيضاح حول احتمال استئناف المحادثات في شأن الهدنة.
وأفادت مصادر طبية أن ثلاثة مدنيين قتلوا صباح أمس في قصف على شارع الثلاثين الرئيسي شمال غرب صنعاء، القريب من جامعة الإمام التي يحاول مقاتلو الحوثي انتزاع السيطرة عليها من المقاتلين في حزب الإصلاح.
ويضاف هؤلاء إلى 18 قتيلا مدنيا سقطوا في القطاع نفسه منذ ثلاثة أيام، كما أفادت حصيلة جزئية لمصادر طبية.
ولازم سكان الأحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم أمس، فيما كانت الحركة خفيفة في أنحاء المدينة، وفقا لمراسل فرانس برس. وظهر أمس، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الأول مدرع القريب من جامعة الإمام، قذائف أطلقها حوثيون، فارتفعت في السماء سحب الدخان.
وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب أخذ إجازة إلزامية حتى منتصف أكتوبر المقبل بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها. وذكر سكان أن إحدى أكبر أسواق العاصمة، سوق علي المحسن، في وسط منطقة المعارك، مغلق منذ ثلاثة أيام، مما بدأ يؤثر على تأمين الفواكه والخضار.
ويشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر.
وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحا للرئيس هادي بتعيين رئـيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لأسعار الوقود. وهذان مطلبان أساسيان من مطالبهم.
09/21/2014 9:49 ص
هادي يصف الهجوم على العاصمة صنعاء بأنه “محاولة انقلاب”
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2014/09/21/142858.html