ابعاد الخفجى-سياسة:
وقع المتمردون الحوثيون أمس مع باقي الأحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الأمم المتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنه “جرى مساء أمس في دار الرئاسة وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم “الحوثيون” التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
وشهدت العاصمة اليمنية أمس نهارا عصيبا مع تصعيد في المواجهات المسلحة التي تركزت في الجزء الشمالي الغربي من العاصمة بين مسلحي الحوثي وقوات متفرقة من الجيش واللجان الشعبية، قبل التوقيع المفترض على اتفاق إنهاء الأزمة بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي.
وتوالت الانفجارات منذ مساء أول من أمس حتى نهار أمس، في منطقة قتال شبه مغلقة في محيط الفرقة أولى مدرع المنحلة، التي تتخذ منها قيادة المنطقة السادسة مقراً لها، وجامعة الإيمان، وشاهد المواطنون في كافة العاصمة أعمدة الدخان المتصاعدة من منطقة المواجهات.
واستطاع مسلحو الحوثيين أمس دخول جامعة الإيمان التابعة للقيادي في حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمين)، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، المتهم بالإرهاب، وقال شهود عيان إن حراسات وطلبة الجامعة والمسلحين المدافعين عنها، اضطروا إلى الخروج منها بعد اشتداد القصف وتضييق الحصار عليهم منذ أربعة أيام وتأكيد اللجنة الأمنية العليا لهم بعدم قدرتها على حمايتهم. وأكد قيادي في جماعة الحوثيين استسلام الفرقة أولى مدرع وأن الجماعة قررت تسليمها للحراسة الرئاسية، بعد أن توقفت الاشتباكات والانفجارات في محيط مقر الفرقة بعد ظهر أمس إثر اشتباكات ضارية استمرت قرابة 12 ساعة.
وأشارت مصادر إلى أن القائد السابق للفرقة الأولى مدرع ومستشار الرئيس هادي لشؤون الأمن والدفاع، اللواء علي محسن الأحمر، خرج من الفرقة قبل سقوطها بيد الحوثيين برفقة سبع سيارات، منها سيارتان مدرعتان عبر البوابة الجنوبية واتجه نحو شارع العدل وصولا إلى مقر القيادة العليا للقوات المسلحة في شارع القيادة، فيما أكد آخرون أنه غادر إلى خارج اليمن.
وأكدت مصادر سياسية وإعلامية حوثية أن “مواقع الفرقة الأولى مدرع المنحلة تتهاوى، والتي باتت خارج الشرعية الدستورية والقانونية”. وفي تطور يشير إلى انتشار فوضى داخل القيادة العسكرية دعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة أمس جميع الوحدات العسكرية المرابطة في إطار العاصمة صنعاء وما حولها إلى البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها، كونها من ممتلكات الشعب. وأهابت بجميع المقاتلين استشعار حجم وعظمة المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم أمام الوطن والشعب وعدم التفريط في ممتلكات القوات المسلحة وأن يكونوا في جاهزية ويقظة دائمة لتنفيذ ما يسند إليهم من مهام وواجبات تجاه الوطن والشعب. وحلق في سماء صنعاء أمس الطيران الحربي مع تتالي الانفجارات التي سُمعت بوضوح من أنحاء العاصمة وتردد أن الطيران أغار على تجمعات للحوثيين في شارع الخمسين.
وشهد حي التلفزيون هدوءاً نسبياً بعد يوم سيطرة مسلحي الحوثي على مبناه وتم إغلاق قناة اليمن الفضائية الرسمية، بالإضافة إلى ثلاث قنوات حكومية أخرى، وتسلمت قوات الشرطة العسكرية المبنى بعد أن قامت الكتيبة التي تتولى حراسة التلفزيون بتسليم الأسلحة، وكانت عبارة عن 14 دبابة و9 مصفحات وعدد من الأطقم التابعة للجيش. وزادت أمس بوضوح حركة نزوح للأهالي إلى خارج العاصمة من ساكني منطقة المواجهات تخوفا من انهيار كلي للأوضاع، فيما تحدثت مصادر محلية قريبة من مواقع الاشتباكات في شمال غربي العاصمة عن استقبال المستشفيات لقتلى وجرحى منذ ثلاثة أيام، إلا أنها لم تحدد الحصيلة بالأرقام. ومع تقطع بث قناة الفضائية اليمنية الرسمية، توقفت كليا بقية قنوات الباقة اليمنية الرسمية وهي سبأ والإيمان، إلا أن الملفت أيضا توقف قناة عدن الرسمية التي تبث من مدينة عدن جنوب اليمن، وهي تتبع أيضا نفس الباقة
09/22/2014 9:04 ص
برعاية الأمم المتحدة.. الحوثيون يوقعون اتفاقا للسلام
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2014/09/22/143020.html