أبعاد الخفجي:عبدالمحسن ماهل:
تحل الذكرى الرابعة والثمانون ليومنا الوطني مع غرة الميزان وتلوح معه في أفق كل مواطن و بكل فخر واعتزاز تلك المناسبة التاريخية السعيدة التي حدث فيها جمع و توحيد مملكتنا الغالية بكل تفاصيلها وتضاريسها ومكوناتها وقيمها وثقافاتها وقبائلها وأطيافها. على يد المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه
وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهي وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت بلادنا في مصاف الدول صاحبت المكانة والريادة والثقل السياسي والإقتصادي بين الأمم .
إن ليوم الوطن أبعاد عدة وأبعاد مشرقة يجب أن نتعاطى معها ومن خلالها وبكافة تفاصيلها حتى نكون صادقين في مشاعرنا ومنضبطين في تصرفاتنا وافراحنا.
ولعل من أهم أبعاد هذا العرس الوطني هوتخليد تاريخ وطننا منذ تـأسيسه على يد المؤسس ونقله لأجيالنا القادمة وزرع حبه في كل أجزاء وجدانهم كي يكون الإنتماء إنتماءً راسخاً وليس إنتماءً عابرا .
بُعد أخر يأتي في مصاف أبعادنا الوطنية وهو ما يتعلق بالمحافظة على مقدرات وممتلكات الوطن كي نعكس مدى حرصنا وحبنا لوطننا لأن التخريب والعبث لم يكن يوماً من الأيام عاكساً لمدى ومستوى الفرحة في مثل هذه المناسبة.
فهل يعتقد من يسيؤون للمظهر والذوق العام أنهم يعبرون عن حبهم للوطن ومتى كان الرقص والتمايل ومعاكسة النساء وإغلاق الشوارع والتسبب في الإختناقات المرورية ورفع الأغاني تعبيراً عن حب الوطن .
ألا يعلم أولئك أنهم يسيؤون للوطن بإسم الوطن مع الاسف
كيف يتجرأ البعض على إمتهان لفظ الجلالة سواء من خلال الجلوس على العلم أو من خلال ربطه على العنق من جهة الظهر او رمية في الطريق .
ألا يشعر أولئك بعظم ما يقومون به .
ألا يسترجع ويستذكر أولئك أمجاد الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانت تتقطع أطرافهم وهم يكابدون كي لا تسقط راية الجهاد وحتى تبقى راية التوحيد مكرمة من أن تهان .
وفي ظل الظروف بالغة التعقيد التي تحيط بالمنطقة نجد أن الإلتفاف حول قيادتنا وعلمائنا ونبذ الفرقة ودحر الشائعات وتفويت الفرصة على دعاة الفتنة زوار السفارات يعتبر من أهم القيم الوطنية التي يجب أن نستحضرها في مثل هذا اليوم ونؤكد عليها دوماً وأبداً.
بل ونرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يديم علينا نعمة الأمن والإستقرار والوحدة وأن يجنبنا الفتن والفرقة وأن يرد كيد أعداء الدين والوطن في نحورهم. وكل عام وأنت ياوطننا يامأرز الأمجاد بخير.