ابعاد الخفجى-اقتصاد:
فيما تواصل المملكة تقديم القروض والمساعدات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، إيمانا منها بأهمية هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب السعودي، رأى أصحاب مشاريع إلكترونية أنهم يقعون في نفق النسيان، مشيرين إلى أنّ مشاريعهم لا تحظى بالدعم المطلوب من قبل الجهات الحكومية، لعدم اقتناع هذه الجهات بالجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع.وكشف عاملون في قطاع الإلكترونيات أن الجهات التمويلية تحتاج إلى أن تقتنع بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع الإلكترونيات، وتؤمن بأن النجاح سيكون حليفها إذا ما وجدت المناخ الملائم للعمل والانتاج، وأهم عوامل هذه المناخ هو توفير الدعم المطلوب لهذه المشاريع.
ويرى الدكتور ياسر العصيفير صاحب أول كمبيوتر لوحي سعودي أطلق عليه مسمى “fanos s1” أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع الإلكتروني لا تلقى الدعم نفسه، الذي تحظى به المشاريع الأخرى في القطاع التجاري أو الصناعي أو غيرهما، ملمحاً إلى أن جهات التمويل الحكومية والخاصة، لا يبدو أنها مقتنعة بالجدوى الاقتصادية للمشاريع الالكترونية بما فيه الكفاية، لذا لا تبادر بتمويلها.
وتابع العصيفير “هناك أفكار كثيرة يتمتع بها الشباب السعودي العامل في القطاع الإلكتروني، هذه الأفكار تحتاج إلى دعم مادي ومساندة معنوية من الجهات المعنية، وبدون هذه المساندة وهذا الدعم تموت هذه الأفكار التي ربما تكون نواة لمشاريع إلكترونية عملاقة في المستقبل، ومن الممكن أن توفر للمملكة الآلاف من فرص العمل، إلى جانب تنويع مصادر الدخل، وهو مطلب القيادة الرشيدة في المملكة كما يعلم الجميع”.
من جانبها قالت المهندسة عُلا القويعي أن الدعم المادي الذي تحتاجه المشاريع الإلكترونية يعد الأقل على الإطلاق، مقارنة ببقية المشاريع المماثلة في المجالات الأخرى، موضحة أن التطبيقات الإلكترونية الجديدة تسوق نفسها بنفسها عبر شبكة الإنترنت، والأسواق الإلكترونية الموجودة في الهواتف، إذ تضم هذه الأسواق مئات البرامج الجديدة، ويرتادها ما يقرب من 60 مليون مستخدم، يستطيعون رؤية هذه التطبيقات واستخدامها دون الحاجة إلى إعلانات تسويقية أو دعاية بملايين الريالات.
وتابعت “كلفة تحميل التطبيق الجديد في أسواق البرامج قد لا يتجاوز 100 ريال فقط، وقد يستخدمه الملايين حول العالم، وهذا أمر مشجع للغاية على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع التقنية الحديثة، وهذه المشاريع كثيرة ومتنوعة، ويمكن أن تحقق النجاح المأمول، خاصة إذا عرفنا أن هذه النوعية من المشاريع مطلوبة، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما المستوى العالمي، ومردودها كبير يفوق مردود المشاريع الأخرى بكثير”.
وعاد العصيفير للتوضيح بأن الجهات التمويلية في المملكة غير مقتنعة بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع المشاريع الإلكترونية، مضيفا “ربما هناك قناعة راسخة في العقول أن المشاريع الإلكترونية مقتصرة على دول دون غيرها، وأنه قد كُتب على العالم العربي أن يستورد هذه التقنية من بكلفة عالية، وأن مجرد التفكير في اختراع برامج إلكترونية عربية غير وارد، وهذا اعتقاد خاطئ بعدما ثبت أن الشباب السعودي قادر الخوض في هذه المجال، والوصول إلى اختراعات جيدة ستبهر العالم إذا وجد الدعم، مع وضع آلية محكمة للوصول بهذه الاختراعات إلى العالمية”.