ابعاد الخفجى-سياسة:
واصلت إسرائيل دعواتها التحريضية للتخلص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرة إلى أنه “لم يعد شريكا في السلام”، وطالبت بضرورة التخلص منه. وقال وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان في مؤتمر صحفي أمس في تل أبيب، إنه لا بد من إزاحة عباس لإطلاق المبادرات السياسية، إضافة إلى القضاء على حماس.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تشكيل لجنة عربية لدرس الذهاب مجددا إلى مجلس الأمن الدولي، وأن توافق على مضمون مشروع قرار لتقديمه إلى المجلس وقال “نحن ملتزمون بأي قرار يتخذ من هذه اللجنة”. وأضاف في كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس “لا بد أن نتابع الجهود مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن توفير الحماية الدولية، ويجب أن يبقى هذا على جدول أعمال المنظمة الدولية، ونحن بذلك لا نقبل شيئا غير عادي، ولن نرد على الفعل بنفس الفعل، وعلى الأقل أن تقدم الأمم المتحدة الحماية اللازمة”.ورفض الرئيس الفلسطيني ربط المفاوضات أو القضية الفلسطينية بالانتخابات في إسرائيل، وقال “الأمر بحاجة إلى قرار دولي، وبالذات من الولايات المتحدة. وإذا عدنا إلى التاريخ، نجد أنه عندما احتلت إسرائيل غزة في العدوان الثلاثي عام 1956، وصدر قرار من الأمم المتحدة، رفضت إسرائيل فأرغمتها أميركا على هذا الأمر في حينه”.
وشدد على أن المفاوضات من دون مضمون أو استراتيجية صعب، “لأن الولايات المتحدة الأميركية لم تقدم لنا شيئا وطلبنا أن يقدموا لنا اقتراحات لدرسها، ولكن مفاوضات من أجل المفاوضات صعب ولا نستطيع تحمله”.
وطالب الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة بالتقدم باقتراحات جديدة للفلسطينيين لدرسها لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدا حرصه على الوصول إلى بداية خيط يقود إلى السلام في المنطقة، لكنه هدد بأنه في حال استمرار الوضع الراهن والخطوات العقابية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بمطالبة إسرائيل بالعودة لتحمل مسؤولياتها كدولة احتلال.
وأشار عباس إلى أنه من حق الفلسطينيين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعد عجز المجتمع الدولي في وقف عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه، مؤكدا أن دولة فلسطين ستلتزم بميثاق روما ابتداء من شهر أبريل المقبل عندما تبدأ عضويتها في المحكمة الجنائية الدولية.
وشدد عباس على ضرورة إسراع الدول العربية بتنفيذ التزاماتها المالية لشبكة الأمان العربية التي تقدر بـ100 مليون دولار شهريا لدعم الموازنة الفلسطينية، مشيدا في هذا الصدد بالإسهامات التي تقدمها المملكة العربية السعودية بشكل دوري في موازنة السلطة، إضافة إلى التزاماتها في شبكة الأمان كما أشاد بإسهام كل من الجزائر والعراق أخيرا الذي قُدم للجامعة العربية.