أبعاد الخفجي:إعداد وجوار- عبدالمحسن ماهل:
داعية إسلامي ذو أسلوب دعوي تربوي سمح ووسطي يتعاهد محافظة الخفجي بزيارات دعوية مابين الفينة والأخرى. للخفجي وأهاليها مكانة في نفسه.
أنه فضيلة الشيخ الداعية مسند القحطاني ,والذي ألقى قبل أيام درساً بمكتب الجاليات بالخفجي فوجدناها فرصة سانحة ومناسبة لإجراء لقاء مقتضب مع فضيلته ودعوناه لمكتب الصحيفة فلم يمانع وأجرينا معه هذا اللقاء الذي نتمنى أن تجدوا فيه الفائده: نترككم مع اللقاء والبداية بالعناوين:
– هذا سبب الجفوة والفجوة بين العلماء والشباب.
– وهذه ثمار الألتفاف والرجوع إلى علمائنا الثقات من منظور شرعي.
– مدير دار الملاحظة فاجأني بماحدث من ذلك الأب.
– الجمعيات الخيرية والتطوعية المنغلقة تضع أكثر من علامة إستفهام حيال نشاطاتها.
– هناك أزمة ثقافة حيال ماهية وحدود العمل التطوعي وهذا الدليل.
– وهذا الآمر وجدته في الخفجي ولم أجده في غيرها والشاهد الله .
فضيلة الشيخ مسند نرحب بكم في صحيفة أبعادالخفجي الإلكترونية ونشكرلكم كريم إستجابتكم؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم,بداية أشكرلكم في هذه الصحيفةالمباركة الإستضافة الكريمة والحقيقة الصحيفة لها أبعاد كثيرة ولها من إسمها النصيب الأكبر وأعلم بأن للصحيفة متابعين كثر بفضل الله ولعلي بهذه المناسبة أدعوكم وأحثكم على توخي الدقة في ما تطرحونه للمتلقي وأنتم بإذن الله عند حسن الظن لكن إذا كثر الجمهور عظمة المسؤلية
شيخنا الفاضل في هذا اللقاء السريع نسألكم عما نعايشه من ثورة معلوماتية وتقنية أشغلت الناس وسرقت أوقاتهم وصحتهم ماهو المخرج أو بمعنى آخر ماهي طرق ترشيد تلك التقنية بالشكل الذي يحورها ويحولها إلى تقنية نافعة؟
لعل شريحة الشباب في مجتمعنا قد تكون الأكثر بحسب الإحصاءات السكانية ومن المعلوم بأن هذه الشريحة مهمة جداَ ,وبحسب علمي فإن هناك من يعانون من الفراغ بسبب قلة المراكز والجهات التي يمكن لها أن تشغل الشباب بما ينفع وتحتضن مالديهم من طاقات ومواهب كامنة,لذا فأنا أوصي الشباب بأن يعتنوا بأوقاتهم وأن يشتغلوا بماهو مفيد وأن يحذروا من مغبة أن يقعوا فريسة قرناء السوء والتي ظهرت إحدى صورها الجديدة من خلال الأجهزة الإلكترونية وقنوات التواصل الإجتماعي فهذه في الواقع إذا ما إستحوذت على الشاب وعلى عقله وذهنه وأشغلت وقته أو جل وقته عندها تصبح من قرناء السوء ,فربما كانت سبباً في صد الشاب عن كثير من أمور دينه ومن الأمور الهامة في حياته الخاصة والعملية,لذلك يجب على الشاب الذي يتعامل مع تلك الاجهزة أن يحذر من أن لاتطغى تلك الأجهزة على وقته وحياته وأن يسخرها تسخيراً إيجابياً بما ينمي المهارات والتزود بالمعلومات والثقافة والإكتشاف ونفع النفس والمجتمع .والعجيب في هذا الصدد بأن الدول المصدرة لتلك التقنية يتعاملون بشكل مقنن مع تلك التقنية بعيداً عن العبث والهزلية وضياع الوقت الذي يجرى مع بعض شبابنا هداهم الله والذين إنقطعوا عن أقرب الناس لهم بسبب تحويلهم قنوات التواصل الإجتماعي إلى قنوات تقاطع إجتماعي.
هناك جفوة وفجوة حاصلة مابين العلماء وكذلك الدعاة مع الشباب أين يكمن الخلل؟
لاشك أن مما يحمد في شبابنا الحمية والتدين وحب خدمة هذا الدين والغيرة على أعراض المسلمين ولكن ليس كل من أراد الخير يوفق له ولذلك ينبغي للشبابنا أن ينتبهوا من مغبة الإنجراف خلف هذه العاطفة الجياشة بل يجب أن يضبطوا عواطفهم ويوجهونها التوجيه الصحيح الشرعي وقد ثبت ولله الحمد لكثير من الشباب الذين رجعوا للحق ولزموا الجادة بطلان ماكانوا عليه ولعل أهم أسباب تلك الفجوة هو حماس أولئك الشباب الغير منضبط وإتباعهم وإقتدائهم بأناس نكرات وعن طريق مواقع وحسابات غير موثوقة تبث سمومها الفكرية عن طريق التلبيس قال تعالى( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وألى أولى ألامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
وماهو العلاج والنصيحة التي توجهها للشباب بهذا الصدد؟
في خضم العاطفة الجياشة وحب خدمة ونصرة هذا الدين أنصح الشباب بأن يلتفوا حول العلماء لأنه إمتثال لأمر الله حيث يقول( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )
فإذا رددنا الأمر إلى العلماء برئة الذمة حتى ولو تبين خطأ العلماء وأهل الاعقد والحل وولي الأمر فليس علينا إثم لكن من ذهب الآن وأخذ التوجيه من أناس نكرات أناس غير معروفين ويستند بارائهم وهو لا يعرفهم لأنهم نكرات لايعرف منهم ولا منهم أساتذتهم منهم مشائخهم من هم أقرانهم ومن زكاهم وماهي سيرتهم الشرعية والعلمية بل هم مجرد أشخاص لايعرف حقيقتهم هنا أقول لاتبرأ ذمة من إنساق خلفهم وصدقهم وبالمناسبة فقد رأينا وثبت لنا ولله الحمد والفضل والمنه مواقف علمائنا مع جميع الازمات والنوازل والآزمات وعلى مدى أكثر من خمسة وثلاثون عام بأن مواقفهم هي الصائبة ولاندعي العصمة ولكن من رحمة الله بهذه الآمة أن عصمها من أن تجتمع على ضلاله ( والمقصود إجتماع العلماء)
من منظور شرعي ماهي الفوائد والنتائج التي سوف يجنيها الشاب فيما لو تقيد بما وجهتم به فضيلتكم من خلال إتباع العلماء الموثوقين والراسخون في العلم؟
حينما يجد الشاب من نفسه حماساً فيقوم بعرضه على الكتاب والسنة ومايراه علماء البلاد الراسخون في العلم حتى ولو لم يوافق مايرونه ويفتون به هواه وحماسه فإنه بذلك يحقق ثلاثة ثمرات هامة ومفصلية وهي إمتثال لقول الله من خلال الآتي
-أن في ذلك إتباع للعلماء ورجوع اليهم وسؤالهم
– بذلك تبرأ الذمة
-وفيه تخلص من الهوى
أبا عبدالله قد يتصارع ويتعارض في داخل الشاب ما يوجه ويرشد إليه العلماء من أحكام فقهية,, مع رغبتة وحماسه في نصرة أخواننا المسلمين وذلك في ظل المشاهد المروعة التي توقد غيرة كل مسلم فماهو الحل والمخرج السليم ولو سقت لنا دليلاً تأكيدياً بهذا الشأن؟
ليعلم الجميع بأن هناك من يبذل نفسه وماله وعلمه ووقته معتقداً أنه في سبيل الله والحقيقة أنه في سبيل هواه ولذلك جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن أول من تسعر بهم النار ثلاثة (قارئ أوعالم مقاتل أو مجاهد كريم او جواد) يقول يارب قاتلت في سبيلك قال فيقول الله كذبت قاتلت ليقال شجاع وقد قيل ….الخ الحديث
ولذلك يقول شيخ الإسلام أبن تيمية كثير من الناس يعمل أعمالاً يضنها عبادة وهي إتباعاً للهوى. نسأل الله السلامة وأنا أدعوا الشباب للإلتفاف حول العلماءلأن ذلك يعصمهم بإذن الله من إتباع الهوى لاسيما أننا نعيش في زمن كثرة فيها التقسيمات والجماعات التي ما أنزل الله بها من سلطان بل إن بعضها تعتمد على التساهل في مسألة الدماء واخطر الشئ بعد الشرك بالله هو سفك الدم الحرام كما ورد في قوله تعالى(والذين لايدعون مع الله إلاه آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) ثم لنعلم أن المستقبل لهذا الدين والعاقبة للمتقين فلايجب أن تضيق صدورنا ولنعلم أن ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن وأعداء الدين أرواحهم بيد الله عز وجل وليعلم الشباب بأن الصبر منزلة عظيمة لايحسنها الكثير من الناس .
وماذا عن دور الأُسرةفي هذا الجانب؟
مع الأسف أننا نشهد في وقتنا الحالي إنفلات في الأُسر وتفكك وإنشغال للأباء والأمهات عن بيوتهم واسمح لي أن أذكر لك قصة واقعية حدثني بها مسؤول دار الملاحظة بالدمام حيث ذكر لي بأن التنصل الأسري والإنشغال عنهم وصل بأحد الأباء أن جاء بأبنائه إلى دار الملاحظة طالباً منهم في الدار السماح له بإبقاء أبنائه عندهم لمدة الإجازة الصيفية ريثما يعود من نزهته خارج المملكة ,, وقد قوبل طلبه طبعاً بالرفض وهذا أمر جداَ خطير في أن يصل التنصل الأسري لهذه الدرجة
ويضيف بل أن بعض المربين الفاضلين والدعاة أهملوا جانب التربية وإعطاء أسرهم وأبنائهم ما يحتاجونه من الرعاية الأبوية وأنصرفوا في أمور أخرى وهذا لاينبغي حتى لوكانت دعوية لأن خير إستثمار ودعوة هي في الأقربين من الأبناء والزوجة حتى بعد موت الإنسان قد يكونوا سبب في ديمومة أعمال الخيروعدم إنقطاعها ,لذا فالواجب على كل رب أسرة أن يقترب من زوجته وأبنائه بشكل أكبر ,فيحترم أرائهم ويشاركهم همومهم وينزل إلى مستوى تفكيرهم ويفعل لغة الحوار والصدق والصراحة ويزيل جميع الحواجز التي تحول بينه وبين أبنائه حتى لا يتخطفون من الخارج وتتلقفهم الايادي العابثة.
دعنا ننتقل للحديث عن مكتب دعوة الجاليات من خلال إلقاء الضوء حيال مخرجات الدعوة؟
في الواقع المخرجات طيبه ولله الحمد من قبل ومن بعد لكننا لازلنا نحتاج إلى تفعيل برامج المتابعة كما ينبغي لها أن تكون وانا أجدها فرصة أن أرسل رسالة هامة جداً عبر صحيفتكم المباركة ((فأقول على جميع مكاتب دعوة الجاليات في المملكة بأن يعتنوا بمتابعة المسلم الجديد وأن يفعلوا ويطوروا برامج متابعة المسلم الجديد وأن لايكون همنا الأول هو إعلان الأرقام,لذا فالمتابعة هامة جداً سواء أثناء إقامة المسلم الجديد في المملكة أو عقب سفره))
وهناك هيئة تابعة لرابطة العالم الإسلامي اسمها هيئة متابعة المسلم الجديد وهي حديثة المنشأ هدفها متابعة المسلمين الجدد في كل مكان حيث تعد لهم دورات وتكثف لهم الدروس و تحل مشاكلهم وما يعتري حياتهم من معضلات ونحمد الله أن هيأ هذه الدولة وفقها الله لخدمة الدين الإسلامي حيث فنحت المكاتب ومنحت التأشيرات للمكاتب كي يستقدموا الدعاة خلاف إقامة المخيمات والبرامج والمراكز والأسواق الخيرية للجاليات ولله الحمد
وبالمناسبة أؤكد على أن هذه فرصة للجميع للمساهمة والدعم بالطرق المشروعة والرسمية بالإضافة إلى التطوع للإنخراط في هذه المؤسسات المباركة وذلك لخدمة الدين بشكل واضح ومنضبط ومصرح وأدعوا الشباب المتحمسين لخدمة الدين أن ينخرطوا في مكاتب دعوة الجاليات والجمعبات الخيربة الرسمية فهذه أحد الطرق السليمة والصحيحة لخدمة الدين ونشره ومساعدة المحتاجين وهناك العديد من أشكال العمل التطوعي بشتى صوره الجميلة والتي قد لايتسع المجال لذكرها .
بما أنك ضيفنا العزيز قد تطرقت للعمل التطوعي ألا تعتقدون بأن هناك أزمة في ثقافة العمل التطوعي؟ أن كنت توافقني في ذلك فأين الخلل؟
أنا أجزم على أن العمل التطوعي ضعيف, هل تعلم أخي الكريم ,ودعني أسوق لك هذا المثال أن الدفاع المدني في فرنسا 90% قائم على متطوعين ,وهل تعلم أن تنظيف الشواطئ والمنتزهات والحدائق في كثير من دول أوروبا وبعضاً من دول شرق أسيا قائم بجهود تطوعية بشكل ونسبة كبيرة ,لذا أقول مجالات العمل التطوع الخيري في بلادنا كبير وكثير و أنا أدعو الشباب وأدعو المتقاعدين للإنخراط في الأعمال التطوعية المختلفة وأن ينضموا للفرق التطوعية والجمعيات الخيرية وأن يقدموا لأنفسهم شيئاً عند الله من خلال خدمة الدين والوطن.
الا ترون فضيلتكم بأن بعض الجهات التطوعية والخيرية مقصرة في مد يد الشراكة مع المجتمع لمن أراد المشاركة والإنضمام؟
نعم أنا أدعوا جميع الجهات والجمعيات والفرق التطوعية بأن تفتح أبوابها لمن أراد المساهمه بجهد أو فكر أو مال فالعمل التطوعي النقي ليس حكراً على أحد ولا يتوقف على جهة ولا مجال للسرية والإنغلاق لأن من يتبع تلك السياسة الإنغلاقية والإنعزالية والغامضة عليه علامات إستفهام ,فالشفافية مطلوبة والتعاون واجب والنشاطات مقننة ومنوعة والحسابات البنكية رسمية ومحدده فلماذا الإنغلاق, وجهوا الدعوة وأفتحوا المجال لمن أراد الإنضمام إليكم متطوعاً بإمكاناته مهما إختلفت تلك الإمكانيات.
كلمة أخيرة تودون أن تختموا بها حديثكم معنا ومع قراء أبعاد ومجتمع الخفجي بشكل عام؟
أود القول بأن مجتمع الخفجي ولله الحمد مجتمع طيب ومتميز وأقولها شهادة لله ( لقد زرت عدد كبير من مناطق المملكة لم أشاهد مثل مجتمع الخفجي حيث المحبة والآلفة رغم تعدد المشارب والثقافات والقبائل والله أنني عايشت هذا الأمر ولامسته لذا فأنا أوصي بالحفاظ على هذا المكتسب الهام وليس ذلك يعني أنه لا يجب أن يحدث خلاف في وجهات النظر بل على العكس إختلاف وجهات النظر آمر صحي ولا يفسد الخلاف للود القضية أكرر شكري لكم في صحيفة أبعاد وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقائدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبة وسلم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
التعليقات 1
1 pings
الريم
02/20/2015 في 9:39 م[3] رابط التعليق
الله يطول بعمره ويجزاه الجنه يارب