ابعاد الخفجى-اقتصاد:
جاءت كلمة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، التي القاها في ملتقى جمعية الاقتصاد السعودية الثامن عشر أمس الاول، لتؤكد أن المملكة تعمل على خطط طموحة لتتخطى كونها اكبر منتج للنفط بالعالم، الى أن تصبح مركزا عالميا لصناعة الطاقة والبتروكيماويات، وتساهم بفاعلية في تطوير وتنمية صناعة النفط وتوظيف التقنية المتقدمة بما يحقق استمرار تدفق إمدادات مصادر الطاقة بما يلبي احتياجات الاسواق المحلية والعالمية.
وقد استقبلت اسواق الطاقة كلمة النعيمي بارتياح كبير حيث تعمقت ثقة الاسواق بالمملكة كرائدة لصناعة النفط بالعالم، ومصدر يعتمد عليه في الامدادات، وهو ما يبدد القلق لدى المستهلكين من احتمال بروز شح في المستقبل بمصادر الطاقة في حالة تراجع الانتاج من بعض المناطق التي ربما يتوقف انتاجها في حالة استمرار تدني أسعار النفط الى مستويات تضمحل معها ربحية هذه الشركات.
وكشفت كلمة الوزير النعيمي ارتفاع احتياطيات المملكة من النفط الخام، حيث أشار الى أن الاحتياطيات المؤكدة من الزيت، الممكن استخراجها، بتكنولوجيا اليوم، تصل إلى 267 مليار برميل، ويتم تعويض الإنتاج السنوي باكتشافات جديدة، علماً بأن تكنولوجيا الاستكشاف والإنتاج، تتطور يوماً بعد آخر، وشركة أرامكو السعودية رائدة في هذا المجال، وتصل احتياطيات المملكة القابلة للاستخراج من الغاز الطبيعي 300 تريليون قدم مكعب، مشيرا إلى أن المملكة من أكثر الدول نشاطاً في استكشاف الزيت والغاز الصخري، وهو ما ينفي الاقاويل التي ذهبت اليها بعض المصادر الغربية من أن النفط السعودي يتجه الى الذروة ويؤكد قوة الصناعات البترولية السعودية.
كما عكست كلمته ثقة في تنامي الصناعات التكريرية حيث تصل الطاقة التكريرية في مشاريع المملكة داخل المملكة وخارجها إلى خمسة ملايين برميل يومياً، وتزداد سنة بعد أخرى، كما أنها تتطور من حيث الكيفية، من خلال بناء مصافٍ متطورة متكاملة، قادرة على استخدام الزيت الخام الثقيل، وتستخرج أفضل المنتجات البترولية، والبتروكيماوية، وأفضلها سعراً، وأعلاها طلباً، وتحقيقاً للقيمة المضافة، وهو ما يميز الصناعات السعودية في محك المنافسة العالمية ويحقق العائدات التي يتطلع اليها الوطن.
وعكست الكلمة النعيمي سياسة المملكة البترولية الخارجية التي تبنى على الاعتدال، وتسعى إلى التوازن بين الحاضر والمستقبل، وبين تعزيز الدخل الوطني، والمحافظة على حصة المملكة من البترول، واستمرار البترول كمصدر رئيس للطاقة، منوهًا إلى أن المملكة تمتلك احتياطيات هائلة من البترول والغاز، وإحدى أهم القوى الدولية، التي يهمها استقرار النظام الدولي، ورخاء شعوبه، ونموه الاقتصادي.
وظل بناء وتنمية الانسان السعودي محور السياسة النفطية السعودية، حيث أكد النعيمي على أن وزارة البترول والثروة المعدنية، تتولى الجانب الأول وهو المساهمة في بناء الإنسان، المتعلم، المهني، الملتزم بأخلاقيات العمل، ما يعزز من مساهمة النفط في خلق الفرص الوظيفية للشباب السعودي وتوفير الوظائف ذات المهن النوعية والتي تحفزهم على الابداع والتميز.
ودحض النعيمي جميع المزاعم التي تريد النيل من منظمة الاوبك مؤكدا ان المملكة تدعم منظمة الأوبك، باهتمام، من أجل استمرارها كأهم وأنشط منظمة دولية بترولية في العالم.
وشملت كلمته قضايا البيئة والتغير المناخي والاتفاقيات التي كانت تهدف الى التقليل من استخدامات الوقود الاحفوري مشددا على أن المملكة ستقف بحزم وعزم بالتضامن مع عدد من الدول، ضد أي محاولة لتهميش استخدام البترول، والتركيز على مفهوم التنمية المستدامة، التي تشمل العناصر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.