ابعاد الخفجى-اقتصاد:
قال رئيس مركز الدراسات البترولية الاستراتيجية د. راشد أبانمي إنه في خضم الأحداث الجلل المتتالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتي هذه القرارت السريعة والحاسمة بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد كصمام أمان للأمن الداخلي وتقوية اللحمة الوطنية وحفظ الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أنه من جهة أخرى تُشكل هذه التعيينات مصدر ثقة واستقرار للأمن العربي وارتياحا للعالم الخارجي كون المملكة محط أنظار العالم ومعنية باستقرارها الأمني الداخلي والإقليمي، الذي يعتبر عامل استقرار لتأمين إمدادات البترول.
وأوضح أبانمي أنه من أولويات الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية التي يهتم بها العالم وخصوصاً القوى الكبرى، نظراً لأن النفط يعتبر سلعة استراتيجية تتحكم وتؤثر فيها الأحداث الأمنية بشكل كبير، ولا سيما إذا كانت هذه الأحداث قريبة جدا من منابع النفط، مبينا أن الأمن الداخلي واستقرار الدول النفطية ينعكس إيجاباً على أمن إمدادات الطاقة واستقرار أسعارها، فأمن الطاقة الذي يعرف بأنه توافر الطاقة المستمر بأشكال مختلفة وبكميات كافية وأسعار معقولة للسوق العالمية يتأثر إيجاباً أو سلباً بالأوضاع الأمنية الداخلية للبلدان النفطية وخصوصاً ذات الإنتاج الضخم كحال دول الخليج العربي، وبالأخص المملكة التي تمتلك أكبر الاحتياطيات البترولية والأكثر وفرة في العالم، حيث تقدر بنحو 20% من احتياطي العالم، وهي أكبر مُصدر له حالياً بإنتاج يتحاوز التسعة ملايين برميل يومياً أو نحو 10% من الطلب العالمي، ولديها أكبر فائض احتياطي يتجاوز الثلاثة ملايين برميل يومياً.
ولفت أبانمي إلى أنه من موقع المملكة وأهميتها عالميا، فإن أنظار العالم مسلطة دائماً على المملكة ومعنية باستقرارها الأمني الداخلي والإقليمي، وخصوصاً ما تعيشه بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط، التي تمر بظروف أمنية صعبة وما أفرزته تلك الأحداث الجسام في التطرف وتبلور الإرهاب الذي زلزل العالم بأجمعه، وما تسبب في إحداث شروخ في النسق الاجتماعي لبعض الدول وزعزعة في الأنظمة القائمة وسقوط البعض منها، مضيفاً أنه وعلى الرغم من كل هذه النزاعات والقلاقل التي تدور من حولنا بقيت المملكة جزيرة يعمها الأمن والأمان وسط هذا البحر الهائج المتصارع من حولنا.
وبيّن أنه بفضل من الله ثم بفضل المبادرات الحاسمة لقيادة المملكة الحكيمة والحازمة والذي عودتنا على ذلك منذ تأسيسها الى يومنا هذا بالاستجابة السريعة والحاسمة للظروف المتغيرة والذي حققت الأمن والرخاء داخلياً وجعلت النفط وإمداداته في منأى عما يحيطنا من الأزمات والقلاقل وتأثيراتها، لا سيما أن التدقيق في خلفيات الكثير مما تشهده العديد من دول المنطقة من اختلالات أمنية يعود في الأصل إلى صراع القوى الكبرى على مصادر الطاقة، لافتا إلى أن تعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد سينعكس إيجابياً على الاستقرار للإمدادات النفطية وعنصراً فعالاً لطمأنينة السوق النفطية العالمية، وجعل من المملكة واحة من الأمن والاستقرار، وفي منأى عن هذه الأزمات التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط وتشهده العديد من دول المنطقة من اختلالات أمنية يعود جلها في الأصل إلى صراع على مصادر الطاقة وتأثيراتها.