أبعاد الخفجى-رياضة:
تنفس الوحداويون الصعداء أول من أمس (الأحد) بعد أن حسم ملف كرسي الرئاسة الساخن الذي ظل مهملاً من أبناء النادي طوال الفترة الماضية، وما أن أعلن عن تنصيب هشام مرسي رئيساً بالتزكية لمدة أربعة أعوام إلا وعمت الأفراح داخل البيت الوحداوي طمعاً في الاستقرار الإداري الذي افتقده النادي طوال المرحلة السابقة، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على استعدادات الفريق ل(دوري عبداللطيف جميل)، ووصل الوحداويون إلى مرحلة قبولهم بأي رئيس بعد عزوف من كانوا يأملون في تواجدهم على كرسي الرئاسة.
ووضع الوحداويون أيديهم على قلوبهم خلال اليومين الماضيين خوفاً من عدم اكتمال النصاب القانوني لإقامة الجمعية العمومية لتزكية هشام مرسي وأعضاء مجلس إدارته، ولم يطمئنوا إلا مع إعلان مدير مكتب رعاية الشباب بمكة المكرمة أسامة الزامل عن اكتمال النصاب بحضور 49 ناخباً وحداوياً من أجل تزكية مرسي وإدارته.
ولم يهدأ للرئيس الجديد بال خوفاً من تأجيل الجمعية العمومية إذ ظل ممسكاً بهاتفه الجوال للتواصل مع الناخبين من أجل حثهم على الحضور لتزكيته، ولم تتوقف اتصالاته إلا بعد تأكيدات مسؤولي مكتب رعاية الشباب بوصول الناخب رقم 43 الذي كسر حاجز النصاب القانوني الذي ارتفع من 37 ناخباً إلى 43 بسبب زيادة عدد الناخبين صباح (الأحد) إلى 84.
الكل مهتم ب”الفرسان”
وبدأت الجمعية العمومية غير العادية التي رأسها رئيس النادي المكلف الدكتور محمد بصنوي بكلمة لمدير مكتب رعاية الشباب بمكة رئيس اللجنة المشرفة على الجمعية العمومية أسامة الزامل الذي قدم شكره لبصنوي على مجهوداته الكبيرة طوال الفترة الماضية والتي تكللت بصعود الوحدة وقال: “شكراً للإدارة المكلفة برئاسة الدكتور محمد بصنوي وأعضاء مجلس إدارته على ماقدموه للنادي في المرحلة السابقة، اجتمعنا اليوم من أجل خدمة الوحدة، ونتمنى أن يكون هذا النادي اسماً على مسمى بتوحد الجميع خلفه من أجل رفع أسهمه، خدمة الوحدة هي خدمة لشباب الوطن وأهل مكة بشكل خاص، الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد كان مهتما بشكل شخصي بالوحدة نظراً لمكانته الكبيرة في نفسه، ووجهنا في مكتب مكة ببذل كل مانملك من أجل عقد الجمعية العمومية”.
ضبابية التقرير المالي تزعج الوحداويين.. ومطالبات بتدخل رعاية الشباب
الوحدة يعاني
وتحدث الرئيس المكلف الدكتور محمد بصنوي بقوله: “الحمد لله على كل حال، نتفاءل دائماً بشهر رمضان المبارك، وأسال الله أن يجعله خيرا على الوحدة، أتمنى التوفيق للإدارة الجديدة برئاسة هشام مرسي وأعضاء مجلس إدارته، الوحدة يعاني كثيراً وهو بحاجة إلى وقفة محبيه، وواثق من الوحداويين أهل لذلك، كلنا مع الإدارة الجديدة قلباً وقالباً، وسنكون يدا واحدة من أجل النادي المكي العريق، الوحدة في قلوبنا ولن نتخلى عنه، ودمي أحمر وأبيض لا يتغير، سبق وأن عرض علي العمل في الهلال والنصر وغيرهما من الأندية إلا أنني رفضت ذلك، وقلت أنا وحداوي للأبد، الوحدة أمانة نقلت اليوم مني للرئيس الجديد وأعضاء إدارته وكلنا معه”.
التقرير يسرق الاهتمام
بعد ذلك ألقى عضو مجلس الإدارة المكلفة وائل غلام التقرير الإداري والمالي للإدارة المكلفة خلال الستة أشهر التي تواجدت فيها بالنادي، وهو التقرير الذي سرق الأضواء في الجمعية العمومية وأثار جدلاً واسعاً بسبب الأرقام التي ذكرت فيه عن المصروفات والديون والعجز المالي الذي تجاوز ال 26 مليون ريال، إضافة إلى حاجة النادي خلال الأيام المقبلة إلى تأمين 20 مليون ريال من أجل تسجيل اللاعبين الجدد سواء المحليين أو الأجانب، تتمثل في أكثر من 16 مليون ريال لإغلاق الشكاوى المسجلة ضد النادي في لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم إضافة إلى أربعة ملايين ريال رواتب متأخرة للاعبين حتى نهاية شهر مايو.
الرئيس الجديد: نادينا ضحية ديون الإدارات السابقة.. ونحتاج وقفة الجميع
اعتراض على الأرقام
عدد من أعضاء الجمعية العمومية رفضوا أن يمر التقرير المالي مرور الكرام؛ وذلك بسبب عدم الوضوح والضبابية التي كانت فيه، وأبدى عدد منهم اعتراضه على بعض الأرقام بالإضافة إلى غياب الشفافية فيما يخص ديون الإدارات السابقة بدءاً من إدارة علي داود مروراً بحازم اللحياني ورامي تونسي وانتهاء بالإدارة المكلفة.
وتدخل الرئيس الجديد هشام مرسي معترضاً على التقرير بقوله: “هل هذه الميزانية والأرقام معتمدة؟ يفترض أن نعرف مالنا وماعلينا حتى نستطيع أن نعمل بشكل جيد للفترة المقبلة، نريد ميزانية من مكتب قانوني، المعلن في الجمعية العمومية تقرير وليس ميزانية، لابد أن تكون هنالك جهة رسمية توثق كل هذه الأمور، ليس من المعقول أن رعاية الشباب لم توثق ديون النادي منذ استقالة إدارة علي داود، للأسف أنديتنا ضحية ديون إدارات سابقة، وستعاني إدارتنا كثيراً من ذلك”.
نريد استقرار الوحدة
ورد الزامل على مرسي بقوله: “كانت هناك لجنة تسليم واستلام بين إدارتي علي داود وحازم اللحياني، لكن الإدارة المكلفة عندما استلمت النادي لم يحصل التسليم والاستلام بسبب مشاكل النادي إذ كلف الرئيس العام لرعاية الشباب عددا من اللجان حضرت وأعدت تقريرا كاملا بخصوص الديون بعد أن غلقت عددا من الملفات بالشمع الأحمر، ولا يمكن أن تفتح تلك الملفات إلا بلجنة جديدة، وهذه القضية على طاولة الأمير عبدالله بن مساعد وسيتخذ بحقها إجراء ولن تذهب هباء، وتأخر البت فيها حنكة من الرئيس العام الذي كان يريد استقرار النادي إدارياً ثم يبدأ الاستقرار المالي”.
وأضاف الزامل رداً على مطالبة أحد أعضاء الجمعية العمومية بتدخل رعاية الشباب من أجل تسديد ديون النادي: “حريصون على الوحدة ومصلحة النادي، لكن ديون الوحدة بالنسبة للأندية الأخرى لا تمثل شيء، هنالك ديون تصل إلى أكثر من 60 مليون ريال، لذلك فإن رعاية الشباب ترى أن ديون الوحدة ليست مزعجة”.
عضو الجمعية العمومية فيصل اللحياني طالب بمحاسبة الإدارات السابقة التي خلفت هذه الديون وأثقلت كاهل الإدارة الجديدة، وقال: “لماذا كل إدارة للنادي ترحل وتترك النادي غارقا في ديونه بكل سهولة؟ لماذا لا تكون هناك محاسبة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإلزام كل إدارة بتسديد الديون، علي داود حصل على دعم من رئيس هيئة أعضاء الشرف صالح كامل مقداره 18 مليون ريال، أين ذهبت كل هذه المبالغ؟ حازم اللحياني أيضاً ومساعد الزويهري تبرعا ب 27 مليون ريال أين ذهبت؟ نريد تفصيل دقيق بديون النادي حتى نعرف أين تذهب أمواله”.
وتدخل الزامل للتعقيب على مداخلة عضو الجمعية العمومية بقوله: “هناك دراسة الآن بالا تخرج أي إدارة إلا وهي مسددة للديون، رجال مكة لو تكاتفوا سيحلون هذه الأزمة”.
اللحياني يرفض تسليم النادي
وعلق بصنوي على قضيتي عدم استلام إدارته للنادي رسمياً من الإدارة السابقة والديون بقوله: “الرئيس العام لرعاية الشباب أرسل لجنة للتدقيق والتحقيق في مشكلة حازم اللحياني ورامي تونسي وبعض أعضاء مجلس الإدارة، عملت لمدة أسبوع ثم حضرت لجنة أخرى وبعد ذلك حضر محاسب قانوني للتدقيق، خاطبنا اللحياني من أجل تسليمنا النادي إلا أنه رفض بحجة وجود لجنة للتحقيق، أما بالنسبة للديون فأغلبها رواتب للعاملين واللاعبين ومقدمات للعقود، لا يوجد دخل رعاية وإعلان ولا دعم شرفي لذلك لا تستطيع منح الرواتب وتصبح هناك مديونيات علينا، حضرت إدارتنا ووجدنا العاملين بلا رواتب لعشرة أشهر، وعندما استلمنا مكرمة الملك حفظه الخمسة ملايين ريال قلت في الأول نسلم العاملين رواتبهم المتأخرة”.
المهمة صعبة
هشام مرسي بعد فوزه بالرئاسة كانت له كلمة قال فيها: “شكراً للأمير عبدالله بن مساعد على توجيهاته بإقامة الجمعية العمومية، والشكر موصول لكل من منحني صوته ووثق بي، أنا سعيد بفوزي بكرسي رئاسة هذا النادي العريق وبإذن الله أكون عند ثقة الجماهير الوحداوية، مهمتنا المقبلة ليست سهلة وهي تكليف أكثر مما هي تشريف، ستجتمع الإدارة لتبدأ عملها في أرض الواقع، إدارتنا فيها عدد كبير من الكفاءات الشابة ولدينا عدد من الأمور التي سنسعى إلى تطبيقها وأثق في أنها ستنعكس إيجابياً على النادي، كل ما نحتاجه وقفة الجميع معنا ولا نستغني عن أعضاء الشرف ولا عن الجماهير، وأتمنى من الجميع أن يتحدوا مع الإدارة حتى نحقق المأمول”.