أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية يوم أمس أخضر، بعدما ارتد من هبوط قوي وصل فيه إلى منطقة دعم مهمة عند مستوى 7712 نقطة، ثم أخذ يواصل ارتفاعه حتى أغلق عند مستوى 8012.83 نقطة، في أداء يومي وصفه المحللون بـ«الانعكاس الإيجابي»، بالرغم من أن المدى المتوسط للسوق يشير إلى اتجاه هابط، خصوصا في الإطار الأسبوعي.
وأوضح المحلل المالي المعروف المستشار محمد الشميمري أن السوق يختبر منطقة ترند طويل الأجل منذ 2009 م بمتوسط مداه 200 أسبوع، رافضا ــ في الوقت ذاته ــ إمكانية تحديد مناطق انخفاض جديدة، باعتبار أن ذلك قد يدخل في إطار التخمين الذي لا يستند على أساس بعدما بدأ ترديد توقعات بشأن ارتداد السعر من قيعان جديدة.
وحول تداول شركات أقل من قيمتها الدفترية، قال: كثير من الشركات تداولت خلال الفترة الماضية أقل من قيمتها الدفترية أو الاسمية لأسباب خاصة بها، بعضها ابتعاد المساهمين عنها.
ومضى يقول: هناك تعامل رشيد يقوم على تقييم سعر السهم بشكل واضح من خلال المكررات وغيرها من أمور تقوم على أساسيات واضحة وملموسة. وهناك عوامل تؤثر على السهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بما فيها العامل النفسي للمتداولين الذين انتقلوا خلال الفترة الأخيرة من مرحلة خوف إلى فزع، إلى حالة هلع شديد تسببت في إحداث موجة بيع عشوائي لا مبرر لها.
في المقابل، أوضح رئيس لجنة الأوراق المالية التابعة لغرفة تجارة وصناعة جدة محمد النفيعي أن السوق المالي يمر حاليا بعدة متغيرات سلبية أثرت بشكل كبير في زيادة حدة التصحيح، مضيفا: لا يختلف أحد على تأثير أسعار النفط، وتباين التوقعات حول عجز الموازنة العامة للدولة وتأثير ذلك على أوجه الإنفاق الحالية والمستقبلية، لكن حدة التراجعات تعود إلى عوامل أخرى ساهمت في ذلك، وهي سيطرة لغة التكهنات العاطفية لحجم الحدث، وأهمية القرار الاقتصادي المتخذ، نتيجة عدم كثافة لغة التواصل مع الجهات المختصة عن الاستعدادات لمواجهة ما يمكن تسميته بـ«الأزمة الحالية»، ومستوى تأثر المشروعات العامة بعجز الموازنة.
ومضى يقول: إن التواصل يغلق الباب أمام منتفعي الإشاعات والافتراضيات الوهمية، كما أن عدم تواصل إدارات الشركات المساهمة مع المساهمين أولا بأول حول مستجدات الأداء ساهم في عدم منع تداول التكهنات التي قد تكون في أساسها مغرضة أو سلبية، ما يعرض السوق إلى تقلبات حادة عند الإعلان عن الأداء الفصلي.
وتابع: «لا شك أن انخفاض مستويات التداول في الفترة الأخيرة ساهم في حدة التذبذب وقلل كثيرا من عمق السوق المطلوب، وهناك عامل أثر سلبا على السوق، وهو تضخيم مميزات دخول الأجانب، وتعجل الدخول عند السماح لهم بذلك، ما تسبب في حالة إحباط كبيرة للعديد من المتداولين.
النفيعي أشار إلى أن الأموال الأجنبية لم ترفض السوق السعودية، لكنها تدرس وتفكر وتنتظر التوقيت المناسب، مضيفا أن هذا هو الاحتراف؛ لذلك لا نريد من أحد استعجال النتيجة؛ لأن السوق سيحتاج إلى صانع وليس إلى حامٍ للمؤشر، حتى لا يكون عرضة لتقلبات بعض المضاربين وأهوائهم لنضمن التوازن بين الاستثمار والسيولة.
وارتفع السوق، أمس، 21.55 نقطة بنسبة 0.27 في المئة بتداولات تجاوزت 6.8 مليار ريال، عند مستوى 8012.83 نقطة، بعدما شهدت التداولات ارتفاع أسهم 117 شركة في قيمتها وتراجع أسهم 39 شركة وبلغ عدد الأسهم المتداولة أمس أكثر من 301.7 مليون سهم توزعت على أكثر من 157.8 ألف صفقة.