أبعاد الخفجي-محليات:
ثمّن هادي البحرة رئيس الائتلاف السوري السابق الدعم والمساندة التي يحظى بها الشعب السوري من المملكة منذ بدء الثورة السورية وحتى الوقت الراهن بعد أن فتحت بلاد الحرمين الشريفين أبوابها لاحتضان السوريين الذين يقيمون على الأراضي السعودي ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون قيود أو مضايقات.
الفارون من الحرب أصبحوا مقيمين على الأراضي السعودية ويتمتعون بفرص العمل والدراسة والعلاج
وقال البحرة في حوار مع “الرياض” إن ما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومة المملكة من جهود في احتضان السوريين الفارين من ويلات الحرب والدمار هي محل تقدير من جميع أطياف الشعب السوري الذي يشيدون بالدور السعودي المشرف لرفع المعاناة عن الشعب السوري والسعي لإيجاد حل سياسي بأسرع وقت ممكن:
* كيف تقيّمون الدور الذي قامت به المملكة تجاه السوريين الذين يتوافدون على أراضيها منذ بدء الثورة السورية؟
– الغائب عن المجتمع الدولي بأن المملكة تستضيف اهلنا السوريين من أقارب المقيمين والذين لم يغادروا بعد انتهاء تأشيراتهم، والذين تخلفوا من القادمين بتأشيرة الحج والعمرة حيث سمح لهم بتجديد تأشيراتهم والاستمرار بالإقامة في المملكة وتم توجيه المدارس الحكومية بقبول أطفالهم وقُدمت المنح الجامعية لعشرات السوريين كما تم تقديم الرعاية الطبية في المستشفيات الحكومية.
وفي هذا الجانب بدأت المملكة بالسماح بعمل بعض السوريين في مهنٍ محددة.، وأود في هذا السياق أن أنقل شكر وتقدير الشعب السوري المكلوم لكل ما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومة المملكة من جهود لرفع المعاناة عن شعبنا والسعي لإيجاد حل سياسي بأسرع وقت ممكن، وكل الشكر من الشعب السوري لأشقائه أبناء الشعب السعودي الذين اثبتوا مدى تلاحمهم معه ووقوفهم الى جانب مطالبهم العادلة.
* في ظل المأساة التي يتجرعها السوريون في عدد من الدول الأوربية ما المطلوب من المجتمع الدولي إزاء أزمة اللاجئين؟
– المطلوب واضح، لا يمكن فصل قضية اللاجئين عن مسبباتها الرئيسة وهي إجرام نظام الاسد و داعش، وقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والصواريخ وتنفيذ غارات جوية ضدهم واستخدام الأسلحة الكيميائية عليهم.
إن مشكلة اللاجئين هي من صنع الأسد والحل الوحيد لها هو تسريع الجهود للتوصل الى حل سياسي يحقق للشعب السوري تطلعاته وينهي دور هذا النظام في سورية. اما على الصعيد الآني والفوري فيتوجب على المجتمع الدولي قبول اللاجئين السوريين وفتح قنوات شرعية لقدومهم عوضاً عن اضطرارهم لسلك طرق فيها مخاطر عظيمة على حياتهم، وعلينا أن نُذكّر بأن الدول الأوربية والغرب لم يبدأ بالتحرك الجاد إلا بعد أن تجاوز عدد اللاجئين الأربعة ملايين في دول الجوار.
* ما هي المخاطر جراء فرار السوريين وتركهم لبلادهم ؟
– السوري بات يهرب من الموت الى الموت، فإن بقي في سورية ستطاله وعائلته البراميل المتفجرة أو ينتهي معتقلاً يُعذّب في سجون النظام، وإن قرر الخروج فسيطاله الجوع والمرض في دول لا تسمح له بالعمل ولا تقدم له الخدمات الاساسية، فلا يبقَ أمامه الا خيار الهجرة عبر سلك طرق غير شرعية تعرض حياته وحياة أسرته لمخاطر كبيرة. غالبية المهاجرين هم من فئة الشباب المتعلمين وذوي الشهادات الجامعية ورجال اعمال وصناعيين ونحن نفقد خبرات وقدرات إنتاجية أساسية لإعادة إعمار سورية ولعل هذا من أهم الخسائر التي سندفعها لعشرات السنوات.
* ما موقف الائتلاف من حكومات اليونان وصربيا ومقدونيا والمجر والنمسا وألمانيا؟
– نحن نقدر الأوضاع الصعبة التي تواجهها حكومة اليونان وشعبه كما نثمن جهود اليونانيين في مساعدة السوريين ولعل في ذلك وفاء للجميل حيث أن سورية في العشرينيات من القرن الماضي استضافت الآلاف من اللاجئين اليونانيين.
اما عتبنا فهو كبير على حكومات صربيا ومقدونيا والمجر على المعاملة غير الإنسانية التي يتلقاها السوريون والتي لا تتوافق بالمطلق مع حقوق الانسان ونأمل منهم العمل على مجابهة هذه التجاوزات، اما بالنسبة للنمسا وألمانيا فنحن نقدر كل جهودهم وحسن ضيافتهم وهذا سيسجله التاريخ لهم.
* بعد تأكد الدعم العسكري الروسي للنظام السوري ما آثار هذا الدعم على سورية وعلى المنطقة ؟
– سورية للأسف باتت دولة محتلة وقد تسبب الأسد في فقدان السيادة الوطنية، وحتى الأسد فقد قرار نفسه والذي بات قراراً تُمسك به ايران أولاً وروسيا ثانياً، والاخيرة تحاول تثبيت نفوذها وتوسيع دورها من خلال رفع مستوى الدعم العسكري والتواجد على الاراضي السورية دون وعي لكامل مخاطر مثل هذه الخطوة والى ما سوف تتسبب فيه من استمرار سفك الدماء واحتمال مجابهة التحالف الدولي في بعض المناطق أو على الأقل تعقيد أعماله.
اما إيران فهي شريك مباشر في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري ومشاريعها لتوسيع نفوذها في كل المنطقة كما نشاهد في البحرين واليمن تضع المنطقة كلها على بركان ثائر ستطال حممه الجميع. مخطئ من يظن أن من يشعل الحروب خارج حدوده سيستطيع إبقاءها بعيدة عنه.