أبعاد الخفجى-رياضة:
فقدت ملاعب كرة القدم لاعبين كُثر بسبب الإصابات، وحُرمت الجماهير الرياضية من الاستمتاع بعدد من نجومهم المفضلين عقب تعرضهم لإصابات خطيرة أنهت حياتهم الرياضية، وتنوعت واختلفت اسبابها، فهناك من داهمته لسوء الإعداد، واخرون لعبت ارضية الملعب في تعرضهم للإصابة، وفئة اصيبت بسبب عاداتهم وسلوكياتهم كالسهر وسوء التغذية وضعف العضلات واسباب أخرى.
أما الغالبية العظمى من اللاعبين المصابين ممن ودعوا ملاعب كرة القدم قبل أن يحين موعد اعتزالهم، فالسبب يعود إلى خشونة الخصم والاشتراكات البدنية العنيفة من بعض اللاعبين المستهترين والمتهورين الذين تسببوا في إصابات خطيرة لخصومهم من دون اي مبالاة، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء في ملاعبنا السعودية أو في الملاعب الأوروبية والعالمية.
على الصعيد المحلي وبالتحديد في هذا الموسم خلال المباريات الماضية التي لعبت في (دوري عبداللطيف جميل) ومسابقة كأس ولي العهد، شاهدنا لقطات مرعبة في ملاعبنا من بعض اللاعبين كان عنوانها (العنف والتهور)، إذ رأينا التحامات قوية جداً لا تمت لكرة القدم بأي صلة، عدد من اللاعبين وقعوا ضحايا لتلك التدخلات وتعرضوا لإصابات خطيرة وآخرون نجاهم الله منها، لكن اللافت للنظر أن بعض الحكام لم يتعاملوا مع الموقف كما ينبغي، إذ غاب الحزم عن بعض اللقطات واكتفاء بالبطاقات الصفراء التي لا تغن ولا تسمن من جوع في مثل هذه المواقف، ولعل هذا الأمر يعد سبباً رئيساً في زيادة تهور اللاعبين داخل ملاعبنا، لكونهم اصبحوا لا يحسبوا أي حساب في ظل تساهل الحكام معهم، فمن أمن العقوبة اساء الأدب.
بعض اللاعبين يشتركون بعنف مع خصومهم لكن تكون نواياهم واضحة وهي الحصول على الكرة امثال هؤلاء، ربما نجد لهم العذر بعض الشيء، لكن في المقابل هناك بعض الالتحامات هدفها مكشوف وهو ايذاء الخصم بإصابته، أو على طريقة “اما الكرة او قدم اللاعب”، عن امثال هؤلاء اللاعبين نتحدث بل ونطالب بأن يستخدم الحكام معهم سياسة “العين الحمراء”؛ لأنها وحدها التي ستشعر اللاعب بالمسؤولية.
ليس ذلك فحسب، بل لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم مطالبة بالتدخل في بعض اللقطات سواء تلك التي اتخذ فيها الحكم قرارا بطرد اللاعب أم لم يطرده، ومعاقبة المتهورين في ملاعبنا والضرب بيد من حديد بإصدار عقوبات مشددة ضدهم، وقبل عدة مواسم كانت اللجنة تصدر قرارات انضباطية بهذا الشأن، إذ اوقفت أكثر من لاعب بسبب (تهورهم واشتراكاتهم العنفية)، لكنها مؤخراً اصبحت لا تتدخل حتى لو لم يتخذ الحكم عقوبة ادارية، ولا نعلم ما السبب الذي دفعهم إلى ذلك، خصوصاً أن البطولات الأوروبية تشهد اتخاذ عقوبات رادعة وصارمة تجاه اي لاعب يثبت تهوره بتدخل عنيف أو ما شابه ذلك.
حزم الحكام وصرامتهم إضافة إلى تدخل لجنة الانضباط وفق الأنظمة واللوائح أمور من شأنها أن تجعل اللاعبين يحسبون ألف حساب قبل أن يفكروا مجرد التفكير في أي دخول عنيف، حتى وان لم يحدث ذلك في البداية لكنهم سيتعلمون الدرس لاحقاً بعد أول عقوبة يتعرضون لها، ويبتعدون عن الالتحامات التي اضحت تهدد نجوم دورينا، لذلك فإن لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم مطالبة بتنبيه حكامها على هذه المسألة، خصوصا أن الموضوع لا يحتاج الا لتطبيق النظام، وهو اشهار البطاقة الحمراء في وجه اي لاعب متهور، حتى لو لم يصب الطرف الآخر بسبب ذلك التهور، ولدينا في ملاعبنا حكام مميزون يعرفون القانون جيداً ولا يحتاجون الا لتطبيقه والتعامل مع بعض اللاعبين بصرامة.
في ظل عصر الاحتراف فإن جُل اللاعبين يرون كرة القدم المصدر الوحيد لرزقهم، لذلك إن اصيب أي منهم اصابة خطيرة انهت مسيرته الرياضية وابعدته عن الملاعب فسيدخل في دوامة لا نهاية لها؛ لأنه فقد وظيفته الوحيدة بعد الإصابة وأصبح بلا وظيفة ولا راتب، ولو أن كل لاعب فكر في هذا الأمر ووضع نفسه محل ذلك اللاعب فلن نشاهد في الملاعب مثل تلك التدخلات.
في ظل شح المواهب وتراجع مستويات اللاعبين السعوديين لابد أن نحافظ على لاعبينا، ونحميهم من الإصابات التي تتسبب بها الخشونة وتبعدهم عن الملاعب، وحمايتهم بالتأكيد تكون بردع اللاعبين غير المبالين، وتبقى هذه مسؤولية الجميع، حتى ادارات الأندية شريكة في ذلك، بإمكانها توعية لاعبيها ومن ثم معاقبة المتهورين منهم، حتى لو عوقب من قبل لجان اتحاد القدم.