أبعاد الخفجى-اقتصاد:
استمرارا لتداعيات حادثة “سقوط الرافعة” في المسجد الحرام بسبب مخالفة تعليمات التشغيل، وما خلفته من ضحايا ومصابين في صفوف رواد الحرم-من حجاج وزوار وعاملين، والذين خففت استجابة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز “حفظه الله – الفورية بالوقوف على أحوالهم والتحقق منها وفعل ما ينبغي تجاهها حدة المصاب والألم، تجددت المطالبة بإنشاء هيئة مستقلة تعنى السلامة المهنية في مواقع العمل على غرار ما هو مطبق في كثير من دول العالم المتقدم على أن تكون تلك الهيئة متفرغة بشكل تام، ومتملكة للكفاية من الكوادر المؤهلة ومزودة بالمعدات الفنية المطلوب توفرها.
وقال الدكتور وليد حسن خشيفاني، رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعة الملك عبدالعزيز، بأن وجود هيئة مستقلة تعنى بأمور السلامة المهنية هو أمر يتطلب الدراسة لمعرفة مدى الاحتياج لها في ظل وجود العديد من الجهات ذات العلاقة كهيئة المهندسين، ولجنة كود البناء وغيرها ولكن المهم والضروري هو أن تكون التشريعات والأنظمة المتعلقة بأمور السلامة المهنية في المشروعات ومواقع ورش العمل صادرة عن جهة تشريعية وتنظيمية واحدة بعيدة عن التشعب.
واضاف تعليقاً على “حادثة الرافعة” بأن ما خفف المصاب هو تجاوب الدولة وحكمتها تجاه هذه الحادثة، فنحن ولله الحمد دولة رشيدة مسلمة تتحرى كل ما فيه مصلحة الحجاج وخدمتهم وقد جعل حكامنا أنفسهم خداماً للحرمين، وجزى الله الملك سلمان كل الخير على موقفه في هذه الحادثة حيث عوض المكلومين والمصابين دون أن يكون تعويضه لهم عائقاً يحول بينهم وبين ما يكفله الشرع لهم من حقوق.
وقال رئيس قسم الهندسة المدنية ان من الملفت للانتباه سرعة إنهاء أعمال التحقيق وتحديد المسؤولية ففي ثلاثة أيام فقط أثمر اهتمام وتوجيه خادم الحرمين بانتهاء التحقيق ومعرفة أسباب الحادث ولا نقول سوى رحم الله المتوفين وشفى المصابين.
بدوره أكد المهندس طلال سمرقندي، رئيس لجنة المكاتب الاستشارية بغرفة تجارة جدة وعضو هيئة المهندسين الحاجة لجهة قادرة على سن قوانين وأنظمة السلامة، وضمان تطبيق تلك القوانين على أرض الواقع وقال نحن بحاجة ماسة لتطبيق معايير الأمن والسلامة ليس فقط في ورش ومواقع العمل الإنشائية ولكن في مختلف النطاقات سواء في المصانع أو مواقع العمل، وحتى في المنازل والشوارع والميادين ويخطئ الغالبية منا في اعتقادهم بأن الدفاع المدني، هو الجهة الوحيدة المعنية بأمور السلامة في حين ان دوره الأهم هو في معالجة الأخطاء بعد وقوعها.
واشار المهندس طلال سمرقندي، إلى أنه بادر لتأسيس لجنة تعنى بأمور الأمن والسلامة في غرفة تجارة جدة، وكذلك في هيئة المهندسين وتمت الموافقة عليها، ولكن لم يتم الإعلان عنها كما أنه أيضاً باشر برنامجاً يعنى بأمور السلامة في المنطقة التاريخية بجدة بعد تكرار الحوادث.
وأشاد المهندس طلال سمرقندي بطريقة تعامل خادم الحرمين في “حادثة الرافعة” مؤكداً بأنه حفظه الله لم يتخذ قراراً تلقائياً بل حول الموضوع برمته للشرع، والقانون ليكون له البت فيه وفي نفس الوقت بادر بالتخفيف عن المصابين ومواساتهم في مصابهم.
بدوره قال المهندس عبدالمنعم مصطفى الشنقيطي، عضو اللجنة الوطنية للمقاولين، بأن وجود هيئة وطنية تعنى بالسلامة المهنية في مواقع العمل هو مطلب يتجدد دوماً خلال فترات حدوث حوادث مشابهة لحادثة المسجد الحرام، وهناك الكثير من دول العالم المتقدمة صناعياً لم يتم استحداث هيئات أو جهات تعنى بأمور السلامة فيها الا بعد حدوث حوادث كبيرة تستدعي ذلك التوجه، ومن المفيد في حال إقرار إنشاء هيئة مستحدثة دراسة تجارب تلك الدول في هذا الجانب واستخلاص المفيد من تلك التجارب كما أنه من المهم أيضاً إعادة النظر في ما تقوم به الأقسام الإشرافية في الجهات التي تتبع لها المشروعات ومدى قدرة تلك الجهات على أداء الطلوب منها فيما يتعلق بالشق الإشرافي.
وأشار الشنقيطي، إلى أن سرعة تجاوب الدولة مع الحادثة ومواساة المصابين فيها غير مستغربة فحكومة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله جعلت خدمة الحرمين وقاصديهما من حجاج وعمار وزوار واجباً له الأولوية في كل حين.