أبعاد الخفجى-محليات:
استقر أكثر من مليوني حاج، البارحة، على صعيد مزدلفة بعد أن نفرو إليها من بعد مغرب أمس قادمين من مشعر عرفات، حيث شهدوا وقفة عرفات ملبين مكبرين ذاكرين الله كثيراً امتثالاً لقول المولى عز وجل (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين).
ويؤدي حجاج بيت الله أعمال يوم النحر برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، ثم الاتجاه للمسجد الحرام لأداء الركن الثالث من أركان الحج وهو طواف الإفاضة والسعي لمن لم يسع بين الصفا والمروة وسائر أعمال يوم النحر من حلق وتقصير وذبح للهدي والأضاحي والفدي، ثم يعودون مساءً لمشعر منى لقضاء الليلة الأولى من ليالي أيام التشريق تمهيداً لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غدٍ.
من جهته، أوضح وزير الحج د. بندر الحجار أن جميع الخطط التي وضعت لتيسير السبيل للحجاج لأداء مناسك حجهم سارت بكل يسر وسهولة، مشيراً إلى أن “خطة نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة أمس تمت بيسر وسهولة بفضل من الله تعالى ثم بفضل المشروعات الكبيرة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله”.
وقال: إن التعاون والتنسيق المشترك بين مؤسسات الطوافة والجهات الحكومية ذات العلاقة ساهم في إنجاز هذه الخطط لالتزام مؤسسات الطوافة وبعثات الحج بمخطط التفويج التي تم إعدادها مسبقا كما أن نقل الحجاج عن طريق الرحلات الترددية ساهم في وصولهم إلى مخيماتهم في أوقات قياسية مقارنة بالمواسم الماضية. من جهة أخرى، أكملت أمانة العاصمة المقدسة استعدادها لخدمة ضيوف الرحمن في مشعر منى.
وأوضح ل “الرياض” د. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة أن جميع خطط “الأمانة” تسير بشكل طبيعي وعلى ما يرام، وأنها تركز على تقديم الخدمات البلدية من أعمال النظافة ومراقبة الأسواق ورفع مستوى الإصحاح البيئي ومتابعة محال المواد الغذائية والتموينية والمطاعم والمقاصف وغيرها من المحلات الأخرى مثل أماكن الحلاقة ووحدات الذبح والسلخ وأضاف أن “الأمانة” تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن خطة “الأمانة” ينفذها أكثر من 23 ألف موظف وإداري ومراقب صحي وبيئي.
وعن الحالة الأمنية والمرورية، قال الفريق عثمان بن ناصر المحرج مدير الأمن العام: إن الحالة الأمنية لضيوف الرحمن آمنة ومطمئنة ولم يسجل أي حوادث تذكر، مشيراً إلى أن الحركة المرورية في المرحلة الأولى والثانية تميزت بالانسيابية وسجلت نجاحاً ملحوظاً، حيث يتم في كل عام تحسين هذه الخطة والاستفادة من التجارب والخبرات التراكبية التي يستفيد منها رجال الأمن.
وقال: إن تنظيم الحشود أسهم في إنجاح هذه الخطط، إضافة إلى أن حجز السيارات الصغيرة التي تقل سعتها عن 25 راكباً أسهم في انسيابية حركة المرور وتصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات ومن ثم نفرتهم إلى مزدلفة في وقت قياسي، موضحاً أن خطط منع وقوف السيارات في المنطقة المركزية للحرم الشريف سيسهم في الحفاظ على سلامة وأمن الحجاج وسهولة وصولهم اليوم إلى الحرم الشريف والمشاعر المقدسة.
وبيّن اللواء المحرج، أن تنفيذ الخطط يتم على أكمل وجه بالاستفادة من وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة التي تعتمد على الصور الحديثة عن طريق الأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة التي تدار بأحدث الأجهزة.
من جانبه، قال الفريق سليمان العمرو مدير عام الدفاع المدني، إن الدفاع المدني يسهم في خدمة ضيوف الرحمن من خلال فرقه ومراكزه المنتشرة في سائر مشعر منى التي تركز على تقديم خدمات الدفاع المدني من إنقاذ وإطفاء وأعمال المتابعة للمنشآت السكنية والتجارية ومدى التزامها بالسلامة حرصاً على راحة وسلامة الحجاج وخاصة في منطقة منشأة الجمرات.
فيما واصل طيران الأمن، أمس، جولاته حيث تجاوزت طلعاته أكثر من 21 طلعة جوية بمعدل ساعات طيران تقدر ب37 ساعة لمراقبة حركة الحجيج.
أما «قطار المشاعر» أسهم في نقل 500 ألف حاج، حيث استمرت عملية تصعيد الحجاج مستخدمي القطار إلى مواقعهم في شمال مشعر عرفات من محطات منى 1 و2 ومزدلفة 3، إلى الرصيف الشمالي بمحطات عرفات الأولى والثانية والثالثة، كما تم تصعيد الحجاج الذين تقع مواقعهم جنوب مشعر عرفات من محطات منى 1،2،3، إلى الرصيف الجنوبي بمحطات عرفات ابتداء من الساعة السادسة وحتى التاسعة من صباح يوم أمس «الأربعاء».
وأوضح م. عبدالرحمن بن محمد الشهوان، أن عملية تصعيد الحجاج مستخدمي القطار إلى عرفات بدأت وفق الخطة المقررة لتشغيل القطار والجداول الزمنية المتفق عليها لتفويج الحجاج من مخيماتهم بمشعر منى إلى محطات القطار، وبدأ نقل الحجاج أمس في جميع المحطات من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتى الخامسة والنصف.
وأشار إلى أنه تم نشر عدد كبير من مراقبي حملة التذاكر في محطات تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات للتأكد من صلاحية التذكرة للاستخدام في كل محطة، واتخاذ جميع الإجراءات لمنع تكدس الحجاج داخل وخارج المحطات أو المناطق المحيطة بها وتوفير الخدمات للحجاج المرضى وكبار السن داخل محطات القطار.