أبعاد الخفجي-محليات:
استيقظت منى أمس على حادث مؤلم نتج عنه وفقا لبيان المديرية العامة للدفاع المدني وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 مصابا من مختلف الجنسيات.
ووقع الحادث في نقطة التقاء شارع رقم 9 والشارع الجديد مع الطريق 204 نتيجة التدافع والتزاحم، حيث أعلنت الجهات المعنية حالة استنفار قصوى لنقل المصابين وجثث المتوفين.
وبذل رجال الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر ورجال الأمن جهودا مضنية لانتشال الضحايا والمصابين.
وأوضح الدفاع المدني ان الحادث باشره اربعة الاف رجل أمن و220 آلية انقاذ واسعاف التي تلقت الدعم والمساندة من مركز العاصمة المقدسة. وتدخلت الطائرات الإسعافية في نقل الحالات للمستشفيات الواقعة خارج مشعر منى.
من جهة اخرى وقف صاحب السمو المكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، امس ميدانياً على موقع حادثة تدافع حجاج بيت الله الحرام التي وقعت في شارع 204 بمشعر منى.
من جهته قال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية ان أسباب حادثة التدافع والزحام التي حدثت يوم أمس في مشعر منى بسبب تعارض حركة الحجاج المتجهين مع الشارع ٢٠٤ مع حركة الحجاج على الشارع ٢٢٣ ما تسبب في التزاحم والتدافع وسقوط عدد كبير من الحجاج وساهم في ذلك ارتفاع درجات للحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد الوقوف في عرفة والنفرة من مزدلفة.
وأضاف اللواء التركي -في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس للجهات المشاركة في موسم الحج، أن مشعر منى له حدود شرعية لا يمكن توسعتها، وقضية الزحام في منى أمر واقع مسلم به، ولا يمكن معالجته بالبساطة التي يتصورها البعض.
وعن عن صحة الرواية التي تقول بأن أحد المواكب الرسمية هو من ساهم في تزاحم الحجيج في هذا المكان، قال التركي: إن مواكب ضيوف المملكة وكبار الزوار لا تمر من هذه المنطقة، وهذه الرواية غير صحيحة .
وبين المتحدث باسم وزارة الداخلية- انه لا يمكن الحكم على أداء رجال الأمن المشاركين في عملية حج هذا العام، بسبب حادث واحد، مؤكدًا أن الحجاج أدوا مناسكهم في سهولة ويسر في كل الأماكن بالمشاعر المقدسة، باستثناء الشارع الذي وقع فيه حادث التدافع بمشعر منى.
. وتابع أن قوات الأمن تأخذ بعين الاعتبار سنويًّا مسألة التزاحم التي يمكن أن تحدث، خاصة مع ارتفاع الكثافة على شبكة الطرق عند توجه الحجاج على مشعر منى إلى منشأة الجمرات، إلا أن حادث أمس، وقع في شارع جانبي ليس له امتداد إلى مزدلفة، بينما كان التركيز على الطرق الرئيسية أكبر.
وأكد اللواء التركي، أن المملكة لن تتوانى عن معالجة أسباب الحادث مهما كلفتها، خاصة وأن المملكة حريصة على سلامة الحجاج وأمنهم وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج.
. وتابع يقول: “خطة تفويج الحجاج أو تنظيم قيام الحجاج برمي الجمرات، هي خطة شاملة تشمل كثيرًا من الإجراءات لا تتوقف عند مسألة التفويج، ولكن هناك تنظيم لعملية تدفق الحجاج من مزدلفة إلى مشعر منى، وأيضًا تدفقهم إلى منشأة الجمرات، فبالتالي الأفضل في البحث عن أسباب هذه الحادثة هو الانتظار لحين إعلان نتائج اللجنة التي تم تشكيلها لإجراء التحقيقات اللازمة، لأنه لا يمكن أن نعالج مثل هذا التزاحم إلا بعد الوقوف على المسببات الحقيقية”.
وأكد أنه سيتم تحديد رقم هاتف للاستفسار عن هوية المتوفين في حادثة التدافع، بعد تحديد هويات المتوفين والمصابين.
وأشار اللواء التركي أن الكثافة تكون في ذروتها في اليوم العاشر من ذي الحجة، والحادثة وقعت أثناء توجه الحجاج لمنشأة الجمرات للرمي، وحدثت في شارع داخلي في منى ليس له امتداد، كما أنه بالعادة يستخدمه الحجاج بالمخيمات المجاورة له وهذا ما يبرز أهمية التحقيق بالحادثة.