أبعاد الخفجى-رياضة:
يقول الخبر الذي نشرته “دنيا الرياضة” في عدد الخميس الماضي: (إن مدير دائرة التحكيم الإنجليزي هاورد ويب سيتسلم قائمة المرشحين لنيل الشارة الدولية، وسيقدم تقريراً عن مستويات الحكام في الجولات الماضية من الدوري)، ويشير الخبر إلى أن (ويب رفض طريقة اعتماد القائمة الدولية المتبعة خلال المواسم الماضية، عبر التصويت) من قبل أعضاء اللجنة على المرشحين في حال وجود مقاعد شاغرة، وطالب بالتدخل وتقديم وجهة نظره، ما يعني أن ثمة تغير متوقع في الأسماء المرشحة للوصول إلى القائمة الدولية).
الخبر يكشف بطريقة غير مباشرة عن أحد الأخطاء التي ظلت لجان الحكام في اتحاد الكرة ترتكبها لأعوام عدة، إذ لطالما كان التصويت هو المعيار الأهم للحصول على الشارة الدولية، في حين تغيب معايير الكفاءة المتمثلة بعدد الأخطاء التي ارتكبها الحكم قياساً بعدد المباريات وصعوبتها، والجوانب اللياقية والذهنية وفهمه للقانون إضافة لعامل السن، ليبقى مصير الأسماء الجيدة معلقاً بقدرتها على تكوين العلاقات والتأثير على الأعضاء وكسب أصواتهم، مايعني أن المحسوبية وحدها هي العنصر الأكثر تأثيراً في عملية كهذه.
ليس مستغرباً أن رأينا أخطاء بدائية ارتكبها حكام دوليون في الجولات الأولى من الدوري أثرت على ترتيب بعض الفرق، من احتساب ركلات جزاء والتغاضي عن أخرى، وتساهل مع الألعاب الخشنة وتباين في القرارات، وسوء تقدير وضعف في اللياقة والتمركز يدل على أن الحكام السعوديين يعانون كثيراً، وأن مجرد إقامة معسكر خارجي يسبق بداية الموسم ليس سوى محاولة مكيجة وتجميل للواقع المشوه في الاعوام العشر الأخيرة، وهذا ينسحب على الاجتماعات الشهرية التي تُفتح لوسائل الاعلام لمجرد الاستعراض والتأكيد على أن اللجنة تعاقب المخطئ وتواجهه بأخطاء لم يكن ليرتكبها لو كان تأسيسه جيداً.
خذوا مثلاً تكاليف الحكام لقيادة المباريات، إذ لا أحد يعلم عن المعايير التي تستخدمها اللجنة لتكليف اسم معين لمباراة ما في الدوري لتكون المحصلة النهائية تواجد أسماء محددة في عدد كبير من مباريات بعض الفرق، وهذا ربما يكون من باب الصدفة في بعض الحالات، لكنه قطعاً يفتح باب التأويلات التي تطال اللجنة ومسؤوليها، وهذه الجزئية بالذات ربما تشهد تغيراً في الأيام المقبلة مع تسلم الخبير الإنجليزي مهمة التكليف، أي أننا إزاء ظهور أسماء واختفاء أخرى عن المشهد، وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً على أمل ظهور من يعيد بعضاً من هيبة التحكيم السعودي.
استبعد شخصياً حدوث أي تحول حقيقي في مستوى “اسياد الملاعب” خلال عامين على الأقل حتى مع محاولات الإنجليزي ويب لترقيع وتعديل ما يمكن تعديله، لكن المهم أن يُمنح الوقت وأن توفر له الإمكانات والصلاحيات التي تعزز من قدرته على التطوير، حتى وإن كان ذلك عبر استعانته بأسماء أجنبية تعمل معه على إعادة رسم الخارطة من جديد، بعد أن ظل التحكيم السعودي أحد أبرز نقاط الضعف في الكرة السعودية متسبباً بالتوتر والتصعيد الإعلامي من قبل مسؤولي الأندية، وهذا سيستغرق وقتاً لأننا تأخرنا كثيراً حتى أصبح الشق أكبر من الرقعة.