أبعاد الخفجى-محليات:
تحولت جنائز الشهداء في الحد الجنوبي إلى تهاني وتبريكات في تحقيقهم الشهادة غاية المنال.. حصلوا عليها بتوفيق الله وهم يدافعون ببسالة عن حدود بلادهم الغالية.
جنائز شهداء الواجب العقيلي والحمزي والهزازي والعبسي شهدت مواكب تشييع مهيبة خلال الأيام الماضية وكانت حديث المجتمع.
وقد توالت وفود المعزين من رسميين ومواطنين ومشايخ قبائل للتعزية في شهداء الوطن.
وقد قدم الوفد الاعلامي كلمات ثناء وإشادة بما قدمه هؤلاء الأبطال في الدفاع عن حدود بلادهم ضد الميلشيات المعتدية من الحوثين وزمرة صالح، وقد قدم أشقاء الشهيد حسن غشوم عقيلي، علي وعبدالله وأحمد غشوم عقيلي خالص شكرهم للقيادة الكريمة ولسمو أمير منطقة جازان ولكل الجموع الغفيرة التي شاركت في تقديم العزاء في فقيدهم الغالي، فيما قال ل”الرياض” إبني الشهيد، أسامة وانس أنهما فخوران بكل ما قدمه والدهما في خدمة الوطن الغالي إلي حين استشهاده، واضافا والسعادة تملأ وجوهما: حينما نسمع الآخرين يتحدثون حديثاً جميلاً ورائعاً عن والدنا البطل فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز ونشعر بأننا أبطال مثله ومستعدون لتقديم أرواحنا فداء لوطننا الحبيب.
وفي قرية المجصص شرق محافظة أبو عريش كانت “الرياض” حاضرة مراسم العزاء خلال الأيام الماضية في الشهيد العميد إبراهيم الحمزي، وقال شقيقه محمد ان الشهيد الحمزي رجل شجاع ويغامر من اجل وطنه ولا يبالي وكنت اقول له دوماً انتبه لنفسك أخي فالنفس غالية.. فكان يرد علينا بثقة وإيمان ويقول لا اغلي من وطني.. لا أغلى من مقدساتنا لماذا لا أقدم نفسي رخيصة من أجل ذلك.
فيما وقف أبناء الشهيد وهم كلاً من عمار وعمر وعبدالله وعبادي وعبدالرحمن بكل فخر وهم يستقبلون المعزين وقالوا والدنا يذكرنا دائما بان لكل أجل كتاب، ونشعر أنه يطلب الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن وطنه ونحن وأخواتنا جواهر وجيهان وجميلة وجنان تحت توجيه قيادتنا لخدمة وطننا الغالي.. فيما قال صديق الشهيد الحمزي ورفيق دربه الشيخ ضيف الله دراج شيخ حاكمة أبو عريش والعقدة: كان إبراهيم الحمزي أمة من الناس في الاخلاق والتدين وطاعة قادته وهو شخصية شجاعة يغامر في وجوه المعتدين بكل عتاد لديه ولا يبالي، واستطاع بتوفيق الله إبادة العشرات منهم بكل بسالة، وكنت دائم النصح له بأن يكون يقظاً عند تواجده في الخطوط الامامية فكان يضحك ويقول أنا متوكل على الله تعالى أولاً وأخيراً والمهم أن أقوم بواجبي على الوجه الأمثل.
كما تحدث عمدة أبوعريش محمد حسن حكمي بقوله أولاً نحن فخورون بابن أبو عريش المواطن ابراهيم عمر الحمزي وما قدمه من ملاحم بطولية ستبقى في ذكرى كل من عرفه عن كثب، والرجل دائماً ما يحمل وصيته في جيبه وكتيب حصن الأذكار ويردد قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
فكان مثالا للقائد العسكري الفذ المؤمن المخلص في عمله، موازنا بين واجباته الأسرية والاجتماعية وبين التزاماته العملية.
من جهة أخرى تحدث الرقيب (م. د) في كتيبة المدرعات في الخطوط الأمامية قائلاً أنا أحد الذين قاموا بالبحث عن الشهيد، واستطعنا سحب الشهيد – يرحمه الله – مثخناً بجراحة تحت وابل من القصف من جهة العدو وآخرها قذيفة آر بي جي انفجرت في أحد الأسوار المجاورة لنا وسقط الجدار علينا، ولكن استطعنا بفضل الله ثم بفضل التغطيه الكثيفة من رجالنا البواسل بالذخيرة الحيه سحبه من الخطوط الامامية وبه آثار مجموعة كبيرة من الطلقات في رأسه وبطنه وصدرة، وقد جندل ثمانية عسكرين من المليشيات المعتدية وجدناهم صرعى بجانبه.
وروى الرقيب (م.د) العديد من المواقف الشجاعة للعميد الحمزي، وكيف تمكنا بفضل الله ثم بفضل خطته المحكمة مرات عديدة من سحق عشرات الحوثيين الذين هاجموا على الحدود من عدة جهات، مشيرا إلى أنه دائما وفي نهاية كل معركة يقول تعاملوا مع الاسرى والجرحى والقتلى المعتدين وفقاً للعقيدة الإسلامية، وكثيراً ما كان يفاجئنا بزيارات في وقت متأخر من الليل ونحن في الخطوط الأمامية ويرسم لنا خططا عسكرية مدعومة بكلمات إيمانية تعمق في نفوسنا اخلاقيات الجندي المسلم، فيما وصف قائده في الحرب السابقة مع الحوثين اللواء ركن متقاعد أحمد محمد الفيفي الشهيد عميد إبراهيم الحمزي بأنه قائد فذ وشجاع وهو واحد من القادة العسكرين الذين كبدو الحوثيين خسائر فادحة وكان بمثابة المرعب دوماً لهم معدداً كثيراً من المواقف التي غامر الشهيد فيها بنفسه لإنقاذ مدنين حوصروا من قبل المعتدين في القرى الحدودية مترحما على الشهيد وزملائه.