أبعاد الخفجي- عبدالمحسن ماهل:
«تكفى ياسعد» عبارة تردد رجع صداها في وجدان كل مواطن ومقيم على خلفية الجريمة البشعة التي حدثت عشية اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك حينما إمتدت يد الغدر والخيانة من قبل أحد حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ممن أسلموا عقولهم للتنظيمات الإرهابية فقام بقتل إبن عمه تنفيذاً لأوامر داعشية شيطانية إرهابية خبيثة ، هذه الحادثة ألقت بظلالها على أحاديث المجالس حيث بدأ الجميع مدهوشاً ومصدوماً وغير مصدق لماحدث. صحيفة «أبعاد الخفجي»أجرت تحقيقاً صحفياً على خلفية هذه الحادثة «حادثة الشملي» شارك في تدوين محاوره بعضاً من رجالات المحافظة والذين أدلوا بأرائهم كلاً من زاويته.
الشيخ عطالله العتيبي: إنتقاص العلماء وازدرائهم من سمات الفكر الضال
الشيخ عطالله العتيبي عضو الدعوة والإرشاد وإمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز تناول الحديث في هذا الموضوع بالحديث عن الأسباب حيث قال : من الاسباب الظاهرة 1-الابتعاد عن العلماء الراسخين في العلم بل وتنقصهم والازدراء بهم ومعلوم أن العلماء هم ورثة الانبياء والتعرض لهم بسوء قد خسره دينه وأهله ودنياه وأخرته قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب اليم 2 – ضعف التواصل بين الابناء والآباء حتى يكون مجال للدخول على عقول الابناء عن طريق أصدقاء السوء اما مباشرة او عن طريق التواصل الاجتماعي . 3- الفراغ فلابد أن يملأ الوقت بما ينفع ويفيد أما بعمل مشروع واما برياضة وصحبة من يوثق بدينهم وعقيدته وسلامته من الافكار المنحرفة قال صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه ابوداودد قال عمر رضي الله عنه ارى الشاب يعجبني فأسئل هل له من عمل فإذا قالوا لا سقط من عيني.
بن زميع: اكتمال المنظومة الأمنية بأن يكون المواطن رجل الأمن الأول
وذكر عوض بن محمد ال زميع أحد أعيان المحافظة وعضو مجلس الغرفة التجارية بأن الوضع خطير والأمر جسيم والمسؤولية مشتركة وملقاه على عاتق الجميع ويستطرد ال زميع قائلاً لقد سبق وأن قالها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ( بأن المواطن هو رجل الأمن الأول) فحرياً بنا أن نستشعر حيثيات هذه المقولة وأن نتابع أبنائنا ومن هم تحت مسؤوليتنا حتى لا يتخطفهم خفافيش الظلام من بين أيدينا لاسمح الله , ويضيف بقوله لقد بذلت وزارة الداخلية جهوداً كبيرة على مدى مايوازي العقدين في متابعة وملاحقة فلول الإرهاب وأذنابهم وقامت بجهود مناصحة وإصلاح لاينكرها ذو لب وحتى تكتمل المنظومة الأمنية فلابد أن نقف ونقيم خطورة الأمر وحساسيته من أجل الحفاظ على القارب الذي يقلنا جميعاً من أن يؤتى من قبل أحدنا لاقدرالله .
الكاتب عبدالله مهدي: واجب الإعلام هو تعرية من يقف وراء الفكر الضال
من جانبه تحدث الكاتب الصحفي عبدالله مهدي الشمري من منظور إعلامي وقال:إن إعلامنا بكافة وسائله المختلفة ما يزال مقصرًا في تعرية ومحاربة الفكر الضال وأهله المنتسبين إليه أو المتعاطفين معه والداعمين له بأي شكل، فدور الإعلام يجب ألا يتوقف عند بيان ما يقوم به هؤلاء المجرمون من أفعال شاذة وجرائم خطرة، فليس دور الإعلام سرد الأخبار وتكرارها عند كل حادثة أو جريمة يقوم بها هؤلاء الخوارج من جرائم قتل أو تفجير لبيوت الله.
ويضيف:إن واجب الإعلام الحقيقي هو الكشف عمن يقف وراء هذا الفكر الضال، ودور الإعلام الواجب هو تعرية من يغذي هؤلاء السذج بالآراء والفتاوى المنحرفة؛ ليقوموا بجرائمهم الكبيرة، فمهمة الإعلام بكل وسائله التي يجب ألا يتوانى عنها هي تعريته لهؤلاء من خلال عرض الحقائق الدامغة، وفضح منهجهم السيء، وبيان خطرهم على الإنسانية.
وهناك واجب آخر – لا يقل عن دور الإعلام – يجب أن تقوم به جامعاتنا ومراكز البحوث والمختصون أعني به إجراء الدراسات الجادة والبحوث المستفيضة، وتسهيل السبل للباحثين لدراسة سلوك من انحرفوا، وتتبع مراحل حياتهم، والوقوف على كافة المؤثرات التي تعرضوا لها قبل سقوطهم في هاوية التطرف والضلال.
ما تزال هناك أسئلة ملحة تنتظر الإجابة، منها:
– كيف يتم التأثير على هؤلاء الشباب؟
– من الذي يقف وراء عمليات تجنيدهم؟
– ما الوسائل التي يتبعها من يقوم بعمليات التجنيد؟
– كيف للأسرة أن تتعرف على بوادر ومؤشرات سلوك الأبناء الذين يتعرضون لمخاطر التأثير قبل فوات الأوان؟
– أين هي عقول هؤلاء الشباب الذين انزلقوا في هاوية الضلال؟
ويضيف بقوله يقوم رجال الأمن بدور كبير في محاربة الفكر الضال وأهله، وهي جهود لا بد أن يبذل المجتمع كافة دعمه ومؤازته لها بوعي تام، وأن يكون عونا دائما في حماية الوطن، وأن يعي المجتمع خطر الإشاعة وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فضيلة مدير أوقاف الخفجي: منابر الجمعة بريئة من الفكر الضال والتحزبات والجماعات
وعن دور منابر الجمعه وموقفها من التنظيمات الإرهابية وعما إذا كان لها دور سلبي في هذا الجانب كما يروج له البعض ذكر مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد الشيخ نواف الدوامي بأن الناس قبل الإسلام كانوا متفرقين وكلٌا يتعصب لحزبه ثم جاء الدين القويم بشريعةٍ قويةٍ وسمحه، فمن لزمها فهو المفلح ومن تركها ابتدع وضل السبيل فقد أكد الإسلام على الاعتصام بالحق قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) وحرّم التحزب والتفرق فقال (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) أي أنهم لايمتون للنبي صلى الله عليه وسلم وطريقته بصلة.
فكل التحزبات والجماعات ممقوتة في ديننا إلا جماعة واحدة هي ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.ومنابر الجمعة وكلمات الدعاة وأئمة المساجد لها نفع عظيم وهي أحسن الأقوال كما قال الله (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ) ودورها كبير في إصلاح المجتمعات دينيا ودنيويا وأسريا، ولها دور مهم في وحدة الصف واجتماع الكلمة على التوحيد والسنة، وأعتقد أن المنابر لم تعد تكفي في توعية النشء الذي تستهدفه الجماعات والأحزاب الإرهابية أو غيرها، إذ قصّر بعض الآباء في إحضار أبنائهم إلى خطبة الجمعة من أولها والاستفادة من مضمونها، لذا فلابد من تعرية الفكر المنحرف بشقية (الغلو والانحلال) أمام شبابنا في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم.
ثم أقول حاشا لله أن يكون للمنابر أي دور سلبي بحد ذاتها وإنما الذي يصنع السلبية فيها أحد ثلاثة جاهل أو متحزب أو متخاذل فالجاهل يظن الباطل حقا والمتحزب يلبس الحق بالباطل والمتخاذل يسكت عن بيان الحق وإبطال الباطل.
ويضيف بقوله نحمد لله فوزارة الشؤون الإسلامية وفرع الوزارة بالشرقية لايتساهلون مع من يخالف المنهج الحق الذي يسير عليه علماؤنا الراسخون أهل العلم والنظر والحكمة والرحمة وجمع الكلمة رحم الله ميتهم وحفظ الأحياء منهم.
الشهري مدير مركز التنمية الأسرية: ضحايا الإنحراف الفكري تتحد بينهم قواسم مشتركة
مدير مركز التنمية الأسرية الشيخ سلطان بن محمد الشهري تحدث بقوله: حقيقة بعد التأمل في كثير ممن وقع ضحية الإنحراف الفكري يجد أن هناك قواسم مشتركة بينهم تعد من أبرز أسباب إنتسابهم لتلك التنظيمات المارقة من ذلك:
1- حداثة أسنانهم وهذا مما ساعد في سرعة إستدراجهم ووقوعهم ضحية هذا الفكر الضال لعدم إدراكهم لعاقبة الطريق التي سلكوها .
2- غياب الحوار الأسري في البيوت هو من أهم أسباب إنجراف الشباب خلف هذه الأوهام وقتناعهم بما يقرؤون في مواقع الإنترنت ومواقع التواصل في غياب تام عن دور الأسرة في التوجيه حيث أصبح الشاب يأخذ قراراته بنفسه دون الرجوع الى ولي أمره وبعد ذلك يتفاجأ الأب بانضمام ابنه الى هذه المجموعة الضالة وقد كان يشاهده يجلس في البيت لساعات طويلة دون أن يكلف نفسه بالجلوس معه والحديث معه عن ما يشاهده ويستمع اليه في هذه المواقع
ويؤكد الشهري على أهمية أن يتنبه أرباب الأسر للتغيرات الطارئه على من يعولون ولعل من أهم علامات التغير التي قد تنذر بما لا يحمد عقباه
1-العزلة الدائمة عن الأهل
2- النظرة التشاؤمية للمجتمع
3- تنقص العلماء والولاة والوقوع في أعراضهم
4- قلة المحافظة على الصلاة والعباده
5- التساهل في مسألة التكفير
6- هجر الدراسة أوترك الوظيفة
البقعاوي المشرف التربوي: تكثيف الأنشطة وبرامج الحوار لمواجهة الفكر المتطرف تربوياً
وقال من جهته المشرف التربوي بمكتب التعليم بالخفجي أحمد البقعاوي أننا ابتُلينا في هذا الزمان ببعض الفتن والتي من ضمنها بعض التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها والتي تعدى ضررها للمسلمين وأوطانهم ، ومما زاد في المأساة بأن غالبية من انخرط في هذا التنظيم هم من شباب هذا الوطن الغالي.
ولذا وجب علينا جميعاً كلٌّ في مجاله واختصاصه أن نساهم في الوقوف على أسباب انضمام شبابنا لهذا التنظيم والحلول التي تقع تحت مسؤوليات المؤسسات التعليمية.
ويضيف البقعاوي أنه هناك أسباب تربوية تؤدي لبروزوإستفحال هذه الظاهرة لعل من أبرزها:
١- غياب القدوة الصالحة الناصحة المحبة للخير والتسامح.
٢- التأثر بالشعارات البرّاقة التي تدغدغ مشاعر شبابنا وتستغل حبهم الخير للغير.
٣- البعد عن العلماء الربانيين الراسخين في العلم.
٤- ضعف الرقابة والمتابعة من قبل أولياء الأمور لأبنائهم.
٥- عدم فتح باب الحوار وإبداء الرأي والشورى بين الأب وابنه وبين الطالب ومعلمه.
٦- ضعف البرامج المعززة للوطنية في المؤسسات التعليمية على مدار العام.
ويطرح الأستاذ أحمد مجموعة من الحلول التربوية بهذا الصدد من أهمها:
١- تكثيف البرامج التوعوية في المؤسسات التعليمية والتربوية للتحذير من خطر هذه التنظيمات الإرهابية.
٢- استضافة العلماء والدعاة الموثوقين بعلمهم لتعزيز القيم الدينية والوطنية لدى نفوس الناشئة من أبنائنا.
٣- تعزيز مبدأ الحوار والشورى مع الطلاب في اتخاذ القرار لدى المؤسسات التعليمية.
٤- إقامة الأنشطة بأنواعها لتحصين الطلاب من الفكر المنحرف وجعلهم فاعلين في وطنهم.
٥- تفعيل الشراكة بين المدرسة والبيت والجهات الأمنية لعمل معارض وتجارب تهدف لتعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب.
٦- غرس القيم والمباديء الإسلامية الداعية لاحترام ولاة الأمر والعلماء والمفكرين في هذا الوطن الغالي.
وبعد أن إستعرضنا جملة من الأراء الشرعية والتربوية والإعلامية يتأكد لنا مدى خطورة ذلك الفكر ومدى سهولة وصوله إلى أبنائنا وأسرنا لذا فالواجب علينا كلاً بحسب قدرته وقدراته أن نضطلع بمسوؤلياتنا المناطه بنا وأن نُعمل العقل ونواجه الفكر بالفكر وأن نسترد الإسلام من خاطفيه وأن نحسم الأمر مع خائنيه.
التعليقات 1
1 pings
زائر
12/24/2015 في 10:06 ص[3] رابط التعليق
قديما كانت الجزيرة العربيه مجرد قفار يكثر فيها السلب والنهب وغياب كامل للوازع الديني وقبليه و همجيه وعنصريه كان الرجل لا يأمن على نفسه فضلا على امنه على عائلته . لا رابط ولا صله بين القبائل وبين العوائل بل كانت كل قبيله وعائله تفضل الانغلاق . فقام الملك عبدالعزيز يرحمه الله بتوحيد القبائل والعوائل وازاله الافكار والمعتقدات الشركيه حتى اصبحنا اليوم نسيج متكامل اصبحنا مجتمع واحد الشمالي اصبح اخ للجنوبي والعكس ولن نسمح بخلخله هذا النسيج كائن من كان لأن العبث في نسيج المجتمع يعتبر عبث بالدين , ها انا اكتب تعليقي هذا وانا ابعد عن اهلي 1200 كيلوا واشعر بطمئنينه وراحه وامن على نفسي وعلى اهلي . لله دركم يا ابناء الملك عبدالعزيز واصلوا المسيرة ونحن كشعب سواء العسكري او المدني منا نساند وندعم ونفدي هذا الوطن بكل مانملك .