أبعاد الخفجى-محليات:
أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر أن جامعة الملك سعود ماضية بعزم وتصميم على طريق العناية بالبحث العلمي دعما ورعاية وتشجيعا وتمويلا، حتى تساوت لديها موازين التركيز مابين التعليم والبحث العلمي لتلتقي بهذا الاهتمام مع المعايير المعمول بها في كبرى الجامعات العالمية الرائدة.
جاء ذلك أثناء كلمته التي ألقاها مساء أمس الأحد بمناسبة انطلاق فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني للنشر العلمي، في قاعة حمد الجاسر في جامعة الملك سعود الذي نظمته عمادة البحث العلمي بجامعة الملك سعود بالرياض، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
وأضاف د. بدران أن الجامعة أعدت للبحث العلمي خطة استراتيجية ترتبط مع مسار خطط التنمية الشاملة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله – للرقي بالوطن والمواطن، واستنادا على هذه الخطة فإن الجامعة لم تحصر عملها على تحقيق غزارة البحث والنشر العلمي فحسب، بل إنها تشترط في كل انتاجها البحثي أن يكون عالي الجودة ويتوافق مع المعايير المعمول بها في أرقى الأكاديميات والجامعات العالمية، ومن هذا المنطلق كان سعي الجامعة لجعل البحث العلمي عملا مؤسسيا لا يتأثر بغياب الاشخاص ويهدف إلى بناء شراكات استراتيجية محليا وعالميا ووضع ميثاق لأخلاقيات البحث العلمي يضمن لمنسوبي الجامعة إنجاز بحوث توافق مع معايير الجودة وصياغة دليل لأخلاقيات البحث العلمي يقدم لمنسوبيها الارشادات والنصائح اللازمة لضمان السلوك البحثي القومي الذي يتوافق مع سمعة الجامعة ومكانتها محليا ودوليا، بالإضافة إلى تخصيص الميزانيات اللازمة لدعمه بسخاء، وليس هذا الدعم هو الوجه الوحيد لاهتمام الجامعة بالبحث العلمي فقد أسست عددا من المبادرات لتنشيطه وتوسيع دائرته كبرامج كراسي البحث ومبادرة المجموعات البحثية ودعم مراكز البحوث ووحدة مساندة الباحثين وبرنامج “رائد” وبرنامج أستاذ زائر ودعم تأليف كتاب، هذا بالإضافة إلى مبادرات أخرى ذات أهدفا تحفيزية أبرزها جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي التي تشمل أعضاء هيئة التدريس والطلاب لجعل البحث العلمي ثقافة شائعة وعملا موازيا للتدريس ضمن مهام الاستاذ الجامعي. وأكد مدير الجامعة أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي انطلاقاً من حرصها الدائم على النهوض بأنشطة ومجالات البحث العلمي، في إطار سعيها للعمل بجدية من أجل الارتقاء والنهوض بمستوى النشر العلمي محلياً ودولياً، وإيماناً من الجامعة بأن البحث العلمي هو أهم الركائز المطلوبة للتحوُّل إلى اقتصاد المعرفة، منوهاً بالدعم والرعاية اللذين تحظى بهما الجامعة من لدن القيادة الحكيمة، مما أدى إلى تبوُّء المملكة لمراكز متقدمة في مجال النشر العلمي.
وبهذه المناسبة، قال عميد البحث العلمي بالجامعة الدكتور رشود بن محمد الخريف: إن المؤتمر يعد الوعاء الذي من خلاله تقدم نتائج البحث العلمي ومخرجاته للمستفيدين سواء كانوا باحثين أو شركات أوصناع قرار في الجهات الحكومية والخاصة، وأضاف: أن البحث العلمي هو أهم ركائز التحول الى الاقتصاد القائم على المعرفة ومن ثم إلى مجتمع المعرفة الذي يعد من ضمن الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية العاشرة بالمملكة، وهذا ينسجم مع رؤية الجامعة التي تسعى لتحقيق الريادة والتميز في بناء مجتمع المعرفة، خاصة أن الجامعة تولي اهتماما كبيرا بجودة مخرجات البحث العلمي والنزاهة العلمية وتشجيع البحوث التي تخدم الأولويات الوطنية في المملكة ومن خلال عدد من المبادارت والبرامج.
وقال: إن المؤتمر السعودي الدولي الثاني للنشر العالمي تحت شعار” معا نحو نشر علمي متميز” يتناول أربعة محاور رئيسة هي: النشر العلمي في الوطن العربي بين الواقع والمأمول، وإدارة الدوريات العلمية وحوكمتها وسبل تطويرها، بالإضافة إلى جودة النشر العلمي، وأخلاقيات النشر العلمي التي تعزز النزاهة في أنشطة البحث العلمي، وتتكون بعاليات المؤتمر من 39 محاضرة علمية و22 ورقة ملصقة بالإضافة ألى 11 ورشة ويشارك في المعرض المصاحب دور نشر محلية وعالمية متخصصة في مجال النشر العلمي.
وأكد الخريف، أن المؤتمر يعد من أكبر التظاهرات العلمية التي تختص في قضايا النشر العلمي بالمنطقة العربية.
من جهته أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد بن سالم العامري: أن المؤتمر جاء إيمانا من الجامعة بأهمية البحث والنشر العلمي الذي يعد من تطور الأمم ورقيها حيث يقاس تطور الأمم اليوم بحجم وجودة نشرها العلمي الرصين الموجه لخدمة القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية، كما يأتي عقد المؤتمر انطلاقا من أهداف الخطة الاستراتيجية والتي تنص على التميز في البحث العلمي من خلال النشر العلمي في المجلات المصنفة
عالميا. وأشار د. العامري إلى أن المؤتمر سيناقش قضايا النشر العلمي وتحدياته في الوطن العربي، وخاصة تصنيف الدوريات والصعوبات التي يواجهها الباحثون العرب في النشر بالدوريات المصنفة عالمياً، كما سيناقش تقييم وضع النشر العلمي بالمملكة، ودراسة مؤشرات الأداء العالمية في هذا الصدد، للاستفادة منها في تطوير الدوريات، وتعزيز جودة النشر العلمي بها، ومن ثم العمل على تأهيلها لإدراجها في قواعد البيانات الدولية. وقال في نهاية كلمته في هذه المناسبة آمل أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات عملية تسهم في الارتقاء بالنشر العلمي في المملكة على وجه الخصوص والعالم العربي عموما فالنشر العلمي اليوم لم يعد ترفا أكاديميا وإنما ضرورة ملحة لدعم التقدم العلمي والتنمية في أي بلد من البلدان، ونحن في هذا الجزء من العالم ينبغي أن نعطي النشر العالمي اهتماما أكبر نظرا لحجم التحديات التي تواجهنا ربما أكثر من غيرنا.
وفي ختام الحفل تم تكريم رؤساء المجلات العلمية، وبعدها قام مدير الجامعة الدكتور بدران العمر بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.