أبعاد الخفجى-اقتصاد:
كشفت جولة قامت بها «الرياض» الأسبوع الماضي على مشروع الصالة الخامسة، التي تعد من المراحل الهامة لتطوير مطار الملك خالد عن سرعة الانجاز في الاعمال المنفذة التي تقوم بها الشركة المنفذة، حيث نفذ مايزيد على 65% من المشروع، ويقوم على تنفيذه الميداني تحالف شركة تاف التركية مع شركة العراب السعودية، من أجل الانتهاء من المشروع الهام المحدد له 30 شهراً لكل مراحل التنفيذ، ومن ثم تبدأ التجارب الأولية لبدء عمل الصالة الفعلي في الربع الثاني من 2016 على أعلى تقدير.
ورافق المحررين مديرا مشروع تطوير مطار الرياض المهندسان عبدالاله الفوزان، ورائد المانع، اللذان قدما عرضاً أولياً عن وسائل السلامة في المشروع وما يتطلبه العاملون قبل البدء في تنفيذ الاعمال، إضافة لاحتياطات السلامة المتاحة في المشروع، ووجود موقع مخصص للإسعافات الأولية، وخاصة مع حجم العمالة الكبير في المشروع والتي تعمل لما يقارب معدل 18ساعة يومياً، موضحين إلى أن المساحة الإجمالية للصالة الجديدة رقم خمسة، تبلغ 100 ألف متر مربع، وتستوعب في وقت واحد 8 طائرات من الطراز الكبير، مثل الطائرة العملاقة a380 أو 16 طائرة من طراز الطائرات المتوسطة والصغيرة، والتي ما تستخدم غالبا لرحلات المحطات الداخلية بين مناطق المملكة، مؤكدين انه تم الانتهاء من المرحلة النهائية لمواقف الطائرات « وايضاً البوابات والجسور المؤدية للصالة»، والمواقف وفق أفضل معايير المطارات العالمية، فهي من الإسفلت والخرسانة لتحمل أعلى احجام الطائرات، إضافة إلى الى أنه قد تم تركيب الزجاج الخارجي لبعض الطبقات الخاصة بالألمونيوم وتم تركيب الجسور الثابتة لصعود الركاب.
وأضاف الفوزان «أن الصالة تستوعب أكثر من12 مليون مسافر سنوياً كمتوسط للسعة السنوية، ومع ذلك فإن للصالة قابلية لاستعياب ركاب بما يزيد عن هذا العدد عندما تكون هناك حاجة لذلك، وبها 60 كاونترا لمعاينة الأمتعة، و20 كاونترا للخدمة الذاتية، وتحتوي على خمسة سيور لاستلام الأمتعة بطول إجمالي 415 مترا، و30 مصعدا، و19 سلما كهربائيا و6 مشايات كهربائية، بينما تبلغ مساحة صالات ركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال 2138 مترا مربعا، لافتا في هذا الصدد إلى أن الطاقة الاستيعابية لمطار الملك خالد الدولي ستبلغ عند الانتهاء من مشروع التطوير لجميع الصالات نحو 36 مليون مسافر، وهو ما يعادل 3 أضعاف طاقته الحالية، والرقم قابل للزيادة اذا كان هناك احتياج مستقبلاً لذلك، الأمر الذي يمكنه من مواكبة الزيادة المضطردة في أعداد المسافرين من والى العاصمة، والذين وصل عددهم هذا العام مع نهاية شهر سبتمبر الماضي أكثر من 17 مليون مسافر للرحلات الدولية والداخلية، وهي مدة 9 اشهر من العام الحالي 2015 وهو رقم قياسي لم يتحقق للمطار في السنوات الماضية.
وقال الفوازن «سيتم عقب الانتهاء من العمل في الصالة الخامسة في مطار الملك خالد، الى مرحلة مشروع أكبر تمت ترسيته على تحالف عالمي، وسوف يخصص لتطوير وتغير كامل للصالة الرابعة والثالثة للمطار، وهي تعتبر المرحلة الثانية من مشروع التطوير للمطار، والتي تجد اهتماما كبيرا من الهيئة العامة للطيران المدني نظراً لللأهمية التي تجدها العاصمة، ومع نمو سكانها وزيادة حركة السفر من والى الرياض.
وأوضح أنه، وعقب الانتهاء من جميع مراحل العمل في الصالة الخامسة، والتي ستكون مع مطلع العام الحالي، أو بحد اقصى الشهر الأول من 2016 ، ستخضع لعدد من الاختبارات على الاجهزة الجديدة، حتى نتأكد من الجاهزية، وهذه الاختبارات ستكون مع شركات الطيران المشغلة وكافة الأجهزة العاملة في المطار، مبيناً أن من مميزات الصالة ارتباطها مباشرة عبر مواقف السيارات التي تتسع لأكثر من 3 الاف سيارة ومكونة من ثلاثة طوابق، بشمروع محطة مترو الرياض»، وبالفعل تم وضع أسس بناء المحطة، وجار العمل فيها حاليا، كما هو معروف بإشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مما يسهل الذهاب والقدوم إليها من مختلف انحاء العاصمة، مشيراً إلى أن واجهة الصالة صممت بشكل واسع بحيث تتسع لإيصال واستقبال المسافرين، بالإضافة إلى تنفيذ الطريق المؤدي إلى الرياض عبر جسور خاصة بالصالة، ودون الارتباط بالصالات المخصصة للرحلات الدولية.
وبيّن أن المشروع يحتوي ايضاً على مختلف الخدمات المساندة التي تحتاجها المطارات، ومنها وحدة إطفاء خاصة بالطيران المدني، صممت بالقرب من ساحة الطيران من أجل سهولة مراقبة حالات الحريق في حال حدوثه، لا سمح الله، والساحة الخاصة بهذة الخدمات المساندة تزيد على مساحة 3 الاف متر مربع، وتحتوي كذلك على بعض الاعمال الادارية الخاصة بالمطار، لافتا إلى أنه من ضمن المشروع مركز خاص بالاحمال الكهربائية، والذي يعمل على تغذية الصالة بكافة ما تحتاجه من المولدات الاحتياطية والكهربائية، وقادر على تشغيل الصالة احتياطياً بالكامل عند الحاجة لذلك.
متطلبات أذواق المسافرين
ولفت الفوزان إلى أن الصالة تتميز بأحدث وسائل الراحة الحديثة، حيث صممت الكراسي بما تتناسب مع مختلف أذواق المسافرين، موضحاً أن جميع الكراسي تحتوي على منافذ لشحن الهاتف الجوالUSB، إلى جانب احتواء الصالة على المطاعم والشاشات والاسواق التي يمكن للمسافر الاستفادة منها قبل سفره، وتقدم كل ما يقدم يحتاجة المسافر اثناء انتظاره أو مروره بالصالة.
وأشار الفوزان إلى أن مما يشرفنا، ويشرف الهيئة العامة للطيران ، أن كافة المهندسين المشرفين على مشروع الصالة، خصوصا المديرين هم من السعوديين، وهم من الشباب المتحمس، والجميع يسابق الوقت لإنجاز هذا المشروع الذي فيه خدمة للوطن، وكل من يعيش في بلادنا مبيناً أن لديهم الخبرة الكافية لإنجازه بأعلى المواصفات التي يتمناها المسافر، موضحاً أن هناك تحديا لديهم في انجازه في الوقت المحددة كونه سيصبح علامة فارقة في حياتهم، ومعلماً حضارياً للمملكة، وليس فقط مجرد صالة سفر عادية، لافتا إلى أن هناك متابعات مستمرة من رئيس هيئة الطيران المدني، ومدير مطار الرياض بشكل دائم وعبر الزيارات المستمرة للأعمال، وتفقد جميع المواقع ومتابعة مختلف المراحل.