afet 

أبعاد الخفجي – عافت الشمري ، غنيم العامري ، علي الشمري:
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٨٢ اكتسح إعصار من نوع تورنيدو محافظة الخفجي وخلف الكثير من الدمار والأضرار في الممتلكات و الأرواح وبقيت ذكرى هذا اليوم عالقة في أذهان من عاصر لحظاته القاسية ، وتعد حادثة الإعصار من أبرز الأحداث التي وقعت في تاريخ الخفجي.

ففي يوم الخميس الثامن والعشرون من شهر إكتوبر لعام ٨٢ ميلادي وعند الساعة الرابعة عصراً تعرضت مدينة الخفجي لإعصار هو عبارة عن عاصفة رعدية قوية حيث تحولت السماء إلى اللون الأصفر بسبب الغبار يصاحبها برق ورعد وهطول شديداً للإمطار .
وقد صاحب الإعصار تساقط البرد والذي كان بأحجام مختلفة مابين ١٠ إلى ١٥ سم حيث تسببت كريات البرد في أحداث الكثير من الأضرار وبشكل كبير على السيارات .
وأشارات تقارير الأرصاد وقتها إن سبب الإعصار هو إنخفاض جوي حاد مع توفر الرطوبة والهواء الدافيء من مياه الخليج مع إندفاع تيار هواء بارد إلى مركز المنخفض الجوي ، حيث بلغت سرعة الرياح ٥٦ عقدة تقريباً ١١٢ كم \س
وقد تسبب الإعصار بإنقطاع الكهرباء عن المدينة لعدة أيام وذلك بسبب سقوط أعمدة الكهرباء والتي كانت وقتها عبارة عن أعمدة من الخشب .
هذا وقد خلّف الإعصار عدد من الإصابات التي تجاوزت الخمسين حالة تم نقلها لمستشفى الشركة أنذاك ، ونقل الحالات الخطرة إلى دولة الكويت ، فيما بلغت الوفيات ١٥ وفاة .

«أبعاد الخفجي» تقلب في أحداث هذا الإعصار ، حيث يذكر أحد كبار السن أن الإعصار حدث عصراً عندما كان في مقر عمله في حدود الخفجي وسط هطول امطار غزيرة مصحوبة بحبات كبيرة من البرد ، وأفاد أنه شاهد سحابتين كبيره تغطي سماء المدينة أحدهما أسود والآخر أبيض وكانت مخيفه بالنسبة لنا ، وفور عودتنا للإطمئنان على الأهل شاهدنا كمية الدمار الذي خلفه هذا الإعصار النادر حيث شوهدت بعض السيارات قد انقسمت الى نصفين والبعض الآخر تعرض الى تلفيات كبيره وكذلك اقتلاع اسقف المباني (الكيربي) وسقوط بعض أسوار المنازل بالاضافة الى اقتلاع الاشجار.
وأضاف أن الإعصار تسبب بعدد من الوفيات والإصابات حيث كانت أغلب الإصابات من العماله.

وقال أخر من الأحداث التي مازالت عالقة في ذهني هو تعرض منزل أحد الأقارب لدخول سيارتين عليهم مما عرض إثنان من النساء فيه لإصابات بليغة تم إدخالهن المستشفى وبقين لمدة خمسة أشهر بالعناية قبل أن يمن الله عليهن بالعافية.
وأردف أذكر أن والدهن قد توفي بالإعصار خارج منزله حيث تعرضت سيارته لحادث من السيارات المتطايرة .
فيما تحدث محمد سالم لـ«أبعاد الخفجي» وذكر أحداث تتعلق بالإعصار حيث قال بدأ الإعصار تقريبا حدود الساعه الرابعه عصرا ومن الأحداث التي عايشتها وجدت منزل بحي اليرموك ( الحرس الوطني ) وقد دخلت بداخله سيارة داتسون ووجدت بعض النساء قد أصبن وقمت بنقل بعضهن لمستشفى الشركة .
وقال كذلك من الأحداث ونتيجة لقوة الأعصار فقد تحركت سيارات من قلابات من مكان سوق الاعلاف السابق حتى عبرت طريق الدمام من الجهه الاخرى .

وأضاف من الأضرار الذي حدثت نتيجة الإعصار تعرض الكثير من معارض السيارات الواقعة غرب حي الخالدية سابقاً للإنهار وإنهدامها بشكل كامل .
وقال تم دعم الخفجي من قبل امارة الشرقيه بخيام وتموين ومواطير كهرباء واكثر المستفيدين كان سكان حي الحرس لانهم كانوا الأكثر تضرر حيث كان التوزيع عن طريق الدفاع المدني .
من جهته ذكر منصور ناصر أنه من أحداث الإعصار كنا وقتها نلعب كرة في حي الخالدية ( المحدود ) حيث شاهدنا سماء حمراء مظلمه في الأفق حيث بدأنا بالفرار إلى منازلنا ولسوء حظي لم يكن أهلي بالبيت .
وقال وقتها عشت أوقات صعبة وأنا أشاهد من النافذة تطاير بعض الأشياء ووقوع خزانات المياه من المنازل وإصطدامها بسيارتنا أمام المنزل ، ولم يستغرق الإعصار وقتاً طويلاً .

وأضاف بعد الإعصار علمنا أنه كان قوياً وبشكل خاص على حي اليرموك ( الحرس الوطني ) حيث شاهدنا منازل أقربائنا في الحي وبعضها مدمرة بشكل كامل حيث كان منزل شبيب السبيعي المستوي بالأرض إلا غرفة واحدة إجتمعت فيها الأسرة ونجوا بفضل الله ، كذلك من الأحداث منزل مناحي السبيعي الذي إخترقته سيارة وخرجت من الجهة الأخر ونجت الأسرة إلا من إصابات بسيطة .
العم سعيد الغامدي قال من الأحداث الذي أذكرها أن الإعصار كان مدمراً وتأثرت الكثير من المنازل حيث كنت أعمل في شيفرون ورأيت تأثيرها على المنازل الكيربي حيث تم تطاير أسقفها كذلك تطايرت الكثير من السيارات .
فيما قال منير السبيعي شهد الإعصار تطاير السيارات ودخولها بالمنازل ، وكذلك سقوط البيوت والجدران على أصحابها ، من الأحداث التي لا أنساه عن الإعصار وهو التفاف سياره ع راس عمود الكهرباء وارتفاع سيارة اخري بجانب بيت يتكون من دورين وسقوطها في الجهه الخلفيه حيث سقطت على حوش غنم صاحب السياره وتقتله كاملاً .