أبعاد الخفجى-رياضة:
كرة القدم قبل أن تكون متعة وتشكيل لوحة فنية ممزوجة بالمهارة والقوة والسرعة والانضباط التكتيكي، فهي فكر وتفكير وقدرة على ترجيح الكفة وصنع الأداء الجماعي وتوظيف كل حركة وخطوة لصالح الفريق نحو تحقيق نتيجة إيجابية، لا يمكن أن يكون أي من خطوط الفريق أو أي عنصر بعيدا عن تحمل المسؤولية والإخفاق إذا ما أخل بواجباته وتقاعس عن تأدية أدواره وأصر على الفردية والاعتقاد بأن المهارة وحدها كافية لأن تمكنه من الانطلاق بالكرة وجندلة أفراد الخصم واستنزاف الجهد إلى أن يصل المرمى وينتهي كل شيء، هذا لا يمكن أن يحدث في فريق يستشعر الجماعية ويدرك تكامل الأدوار وضرورة الالتزام بخطة المدرب بعيدا عن الأنانية والتباطؤ في الاستلام والتسليم ونقل الكرة من مكان الخطورة المعاكسة إلى تشكيل هجمات أكثر خطورة على مرمى الخصم.
سالم الدوسري من العناصر التي تتمتع بالمهارة وروح الشباب ولكنه يعطل الاستفادة منه كلاعب موهوب بالإصرار على الفردية وقتل هجمات فريقه بفكر قديم جدا ربما يتلاءم ولاعبي الحواري، بدليل حرصه على الانطلاق بالكرة بغض النظر عن المساحة المتاحة والطرق التي ينفذ منها إلى مرمى الخصم، حتى ظن المتابع لهذا النجم تعمده الأنانية وتعطيل أداء فريقه باللف والدوران على الخصم وتطبيق خطة لعب الحواري التي تعتمد على أن الأكثر مهارة هو من تبقى الكرة بقدميه أكثر وقت ممكن، وفي طرفة عين يخطفها لاعبو الخصم فتنقلب إلى هجمة تسفر عن هدف قاتل، فيحل الإحباط بالفريق وتتحول القوة إلى ضعف، ولوم من اللاعبين لبعضهم، وغضب من الجهازين الفني والإداري، فتدب الفوضى في صفوف الفريق وترتفع الروح المعنوية لدى الخصم.
موضة الدوسري التي أصبح يمقتها المدربون وعشاق كرة القدم لا يمكن أن تتماشى مع الكرة الحديثة والخطط التي ترتكز على الجماعية والتفاني في خدمة الفريق، وعدم الإخلال بالواجبات، وبطريقته الحالية وفكره الذي لا يتطور فإن بقاءه بالتشكيلة الزرقاء يعني المزيد من المتاعب للفريق، وإهدار جهده، وتحويله من فريق متماسك إلى فريق أشبه بفرق الحواري، وقد شاهدنا أكثر من مرة كيف أن هذا اللاعب بفرديته أصبح وبالا على الهلال، بل قنبلة موقوتة بسبب انقطاع الكرة منه إلى هجمات مضادة تنبعث من بعضها رائحة الخطورة، والبعض الآخر إلى أهداف تلج مرمى الفريق الأزرق، والغريب أن المدرب والجهاز الإداري يتفرجون منذ فترة طويلة على أنانية الدوسري وعبثه داخل المستطيل وسوء تمركزه وتمريراته والإصرار على تجاوز لاعبي الخصم بنفس واحد من دون أن يشعر أن هناك زميلا آخر في مكان مناسب ينتظر تمرير الكرة وترجمتها إلى أهداف، ومثل هذه النوعية من اللاعبين حتى لو كانوا يتمتعون بالمهارة فوجودهم يشكل خطرا على الفريق، وإضافة إيجابية لدى الفريق الآخر بل العنصر رقم 12 في قائمة الخصم، لذلك من المفترض إبعادهم نهائيا إلى أن يراجعوا حساباتهم ويؤمنوا أن الاداء جماعي أو أن تتاح لهم الفرصة بالانتقال إلى نادٍ آخر ويستفيد الهلال من قيمة رحيله، أما الصبر عليه وهو يؤدي بلا فكر ولا جماعية فيعني إلحاق الضرر بالفريق.