أبعاد الخفجى-رياضة:
حققت بعض فرق (دوري عبداللطيف جميل) مكاسب عدة من فترة التوقف الأخيرة التي دامت قرابة ١٥ يوماً بسبب مشاركة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠١٨م وكأس آسيا ٢٠١٩م وخوضه مباراتي فلسطين وتيمور الشرقية، واستفادت بعض الفرق من التوقف وانعكس ذلك على مستوياتها ونتائجها في الجولة الثامنة، وعلى النقيض تماماً كأن شيئاً لم يكن في فرق آخرى، إذ لم تستغل التوقف خصوصاً تلك التي ظهرت بأداء باهت هذا الموسم واستبدلت مدربيها.
ويعد الهلال والأهلي والتعاون والفتح ونجران من أكثر الفرق استفادة من فترة التوقف، فيما غرد الاتحاد والنصر والوحدة والرائد وهجر خارج السرب، بسبب عدم استغلالهم أيام التوقف، وأنعكس ذلك على نتائجهم في الجولة، وهو ما يعني أن ثمة خلل إداري وفني تعانيه تلك الفرق، لأن ال ١٥ يوماً كانت كافية لإقامة معسكر إعدادي خارجي من شأنه أن يعيد تلك الفرق للمسار الصحيح لاسيما أن معظهم غير مدربه قبل أيام عدة.
حتى الحكام لم يستفيدوا من فترة التوقف، إذ واصل الحكام المحليون سقوطهم، وأخطاءهم القاتلة في مباريات الدوري، على الرغم من أنه كان من المفترض أن يعمل رئيس دائرة التحكيم الخبير البريطاني هاورد ويب على تطويرهم من خلال دورات مكثفة ومعسكر في فترة التوقف، لاسيما وأنه لاحظ انخفاض مستوياتهم في الفترة السابقة من الدوري.
الهلال مستمر في القمة
واصل «الزعيم» صدارته، واستعرض في شباك الخليج بعد أن تغلب عليه ٧ – صفر، وهو من أكثر الفرق التي سخرت فترة التوقف كما ينبغي، إذ عالج لاعبيه المصابين وساهم ذلك في عودة أحد نجوم لقاء الخليج محمد البريك الذي صنع هدف وسجل آخر، إضافة إلى أن الجهازين الفني والإداري قدما فريقاً لافتاً للنظر من الناحية الفنية والمعنوية، بدليل تجاوز نكسة الخروج الآسيوي، وما تبع ذلك من قرارات للاتحاد الآسيوي والمحكمة الدولية برفض الاحتجاج ضد الأهلي.
وتجاوز الأهلي غريمه التقليدي الاتحاد ٣ – صفر، وعلى الرغم من انضمام أكثر من لاعب للمنتخب السعودي إلا أن مدربه السويسري غروس استطاع أن يصحح الأخطاء التي وقع فيها فريقه في الجولات الماضية، كما عالج «الراقي» عددا من لاعبيه المصابين، وفي مقدمتهم سلمان المؤشر، الأهلي واصل مطاردته المتصدر وحطم رقمه القياسي بعدم الخسارة في الدوري ل ٤١ مباراة متتالية.
ويعد «شيخ الأندية» واحد من الفرق التي لم تستفد من فترة التوقف، إذ لا يزال بعيداً عن مستواه الحقيقي، وحقق فوز على الوافد الجديد للدوري الممتاز القادسية بشق الأنفس، لكنه أفضل من غيره لأنه خرج من الجولة الثامنة بنتيجة إيجابية، ولعل اللافت أن الشباب أمضى قرابة ١٥ يوماً من دون لعب أي مباراة، في وقت كان يفترض أن يخوض على الأقل مباراة ودية واحدة.
ولم يكن هناك رضا لدى الاتحاديين خلال الأيام الماضية على مدربهم الروماني بولوني، وكان من المفترض أن تستغل الإدارة فترة التوقف وتبعد المدرب طالما أن النية موجودة لديهم لإقالته واستبداله بآخر، حتى يستغل المدرب الجديد فترة التوقف للتعرف على اللاعبين ومعرفة نقاط القوة والضعف في الفريق، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وخسروا «دربي جدة» مع الأهلي صفر-٣، حتى أصبحت الإدارة اليوم تفكر في إقالة الروماني لازلو بولوني أكثر من أي وقت سابق، ولم يستغل الاتحاديين ال ١٥ في تجهيز الفريق لمواجهة الأهلي، إذ يبدو بأن الفوز على الهلال «خدع» الاتحاديين.
ويعد «سكري القصيم» واحد من أفضل الفرق في الدوري هذا الموسم، واستغل فترة التوقف في تجهيز لاعبيه المصابين والاستعداد لحامل اللقب النصر جيداً، إذ قدم في مباراتهما أداءً فنياً مميزاً، ونال من أمامه نقطة وكان بإمكانه أن يحصد الثلاث نقاط.
وتعد خسارة الخليج من الهلال صفر – ٧ مقياساً للسوء الذي كان عليه الفريق، وعلى الرغم من قوة الهلال وفوارق الإمكانات بينهما واستعداده للمواجهة جيداً إلا أن الخسارة بهذا الكم الهائل من الأهداف يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن ال ١٢ يوماً التي توقف فيها الفريق أضرت به، وهو مؤشر على عدم استفادته من توقف الدوري.
الفوز المستحق الذي حققه بطل الدوري قبل ثلاثة مواسم على الوحدة وقدم مباراة هي الأفضل له هذا الموسم إذ أعاد للأذهان تلك المستويات التي كان يقدمها في موسمه الاستثنائي قبل ثلاثة أعوام، واستطاع المدرب التونسي ناصيف البياوي أن يعيد الفتح لوضعه الطبيعي، ويأمل الفتحاويون ان يواصل فريقهم صحوته خلال الجولات المقبلة.
ولا يزال «فارس نجد» يمثل لغزاً محيراً في الدوري، فاحتلاله المركز الثامن وهو حامل اللقب آخر موسمين يثير علامات التعجب، وعلى الرغم من قرار الإدارة بإقالة المدرب الأوروغوياني داسيلفا والتعاقد مع المدرب الإيطالي فابيو كانافارو إلا أن نتائج النصر ظلت متواضعة، وفي وقت كان يتوقع فيه الجميع بأن كانافارو سيقدم لنا فريقاً مغايراً بعد فترة التوقف نظراً لتعرفه على اللاعبين وامكانات الفريق إلا أنه لم يفلح في ذلك، وعاد من القصيم بنقطة واحدة بعد تعادله الصعب مع التعاون ٣-٣.
ولا يمكن الجزم بإستفادة الفيصلي والقادسية من فترة التوقف أو لا، فالأول تعادل مع الرائد ٢-٢، أما القادسية فخسر من الشباب بصعوبة صفر-١، وستظهر الجولتان المقبلتان مدى استفادتهما من عدمه.
وصدم المدرب الجزائري خير الدين مضوي أنصار فريقه الوحدة، نظراً للمستوى الباهت الذي ظهر به الوحدة في مباراته مع الفتح وخسر صفر-٢، وكان واضحاً أنه لم يتعرف بعد على امكانات لاعبيه خلال فترة التوقف من خلال التشكيل الأساسي والأسماء التي اعتمد عليها، حتى أن الوحداويين تمنوا لو واصل المدرب المصري المؤقت حامد بدر الذي قادهم لأول فوز على هجر مهمته واستمرار مضوي متابعاً للفريق من المدرجات في المباريات حتى يعرف «الفرسان» جيداً.
ولم يستفد نجران من فترة التوقف فنياً فقط، بل إن الدعم الذي حظي به من وزير الحرس الوطني والرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم انعكس على معنويات الفريق، إذ ظهر بثوب مغاير وحقق أول فوز له ونال ثلاث نقاط مهمة في مسيرته على حساب هجر.
الرائد وهجر يسيران في نفق مظلم بسبب نتائجهما المتدهورة، مشجعو الفريقين كانوا يمنون النفس بأن يشاهدوا فريقين مغايرين بعد فترة التوقف، لكن الحال ظل على ما هو عليه إذ يتذيلان الترتيب.