أبعاد الخفجى-اقتصاد:
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية أمس “برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)”، وورشة العمل المصاحبة له، في مقر الشركة بالدمام.
وفور وصول سموه، تجول في المعرض المصاحب للملتقى التعريفي بالبرنامج حيث شاهد مجموعة من الصناعات الوطنية لمعدات وتجهيزات أعمال الاستكشاف والإنتاج في مجال الزيت والغاز، كما شاهد الشاشات التي تعرض عدداً من الخدمات البترولية التي تقدمها شركات سعودية بأيدي كوادر وطنية مدربة ومؤهلة.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية كلمة بهذه المناسبة قال فيها: “يسرني أن أفتتح هذا الملتقى الواعدِ، الذي تبادرُ أرامكو السعودية من خلاله بإطلاقِ برنامجٍ طموحٍ، أرى أنه سيسهم، بإذن الله، في تحقيقِ نقلةٍ نوعيةٍ في جهودِنا الواعدة ليس لتعزيز المحتوى المحلي فقط، بل أيضاً لإطلاق مشاريع وصناعات مستدامة تخدم أهدافنا الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد الوطني، وتدعم الدور التنموي للقطاع الخاص في المملكة”. وقال سموه الكريم: “إن المملكة، خلال مسيرةِ الخيرِ والنماءِ، التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه يرحمهم الله، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد نجحت في تحقيق قفزات تنموية هائلة اختزلت من خلالها سنوات طويلة في عمرِ الأممِ”.
وأضاف سموه قائلاً :”كان لتنميةِ القطاعِ الصناعي على وجهِ التحديدِ نصيبُه الوافرُ من هذه الجهودِ، حيث حرصت الدولةُ على دعمِه بجميع المقومات والبنية الأساسية التي تساعد على تهيئة بيئة حافزة للاستثمار”.
وأكد سموه أن أرامكو السعودية، بما عُهد فيها من استشعارٍ لدورِها الوطني تبادرُ وتقدمُ هذا البرنامج الطموح الذي يتيح فرصةً كبيرة للاستثمار في هذه المقومات عبر تعزيز القيمة المضافة لقطاع التوريد.
ووصف سموه هذه المبادرة التي تقدمها أرامكو السعودية بأنها مبادرة طيبة تترجم أحد أهدافِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للصناعةِ، وتفتحُ المجالَ أمام نقل وتوطين التقنيات الحديثة، وتنمية مواردنا، وقال: “أخص منها على وجه التحديد تنمية الموارد الأغلى والأهم لدينا، وهم أبناؤنا من شباب هذا الوطن الكريم، الذي يؤكد خادم الحرمين الشريفين أن الاستثمار الأهم والأغلى فيهم وهم لبنة أساسية للبناء والتطور”.
وعبر سمو أمير المنطقة الشرقية عن يقينه من أننا بعون الله تعالى ثم بعزيمة أبناء هذا الوطن المخلصين سنكلل هذه الجهود بتفعيل شعار “صنع في السعودية” من خلال منتجات نقدمها بكل فخر واعتزاز إلى أسواق العالم أجمع، وما أنبله من هدف تحتم علينا المصلحة الوطنية أن نعمل متكاتفين لتحقيقه”. وفي ختام كلمته أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، فكرة تأسيس جائزة سنوية للتميز في المحتوى الوطني يتم تنظيمها بالتعاون مع أرامكو السعودية وغرفة الشرقية، وقال سموه: “ستعمل هذه الجائزة على التحفيز وإظهار التقدير لشركات القطاع الخاص الوطنية والعالمية التي تحقق إنجازات كبيرة في زيادة المحتوى المحلي”.
وتسلم سموه الكريم درعاً تكريمية لرعايته وتشريفه هذه المناسبة، حيث قدمها رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، ودعمه المستمر للبرامج الوطنية الطموحة، وحضر حفل التدشين معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ومعالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان، ومعالي الدكتور خالد السلطان مدير عام جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، ومعالي أمين المنطقة الشرقية، المهندس فهد بن محمد الجبير، ومعالي مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله بن محمد الربيش، ورئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل، ومدير جامعة الأمير محمد بن فهد الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري، ووعدد من مسؤولي الشركات الوطنية والعالمية، والموردين الرئيسيين، المحليين والعالميين لأرامكو السعودية.
وأكد رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن أرامكو السعودية حرصت على أن تجمع في هذا الملتقى أكثر من 500 مسؤول رفيع من رؤساء وقياديي الشركات الوطنية والعالمية التي تتعامل معها في قطاع الطاقة، للعمل سوياً في تدشين مرحلة جديدة من العمل المشترك.
وقال المهندس أمين الناصر: “إن هذه المرحلة الجديدة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والتطلعات الاستراتيجية في أرامكو السعودية، وفي القطاع الخاص، والتوجهات الجديدة للتنمية الوطنية، لا سيما ما نلمسه في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، من زخم كبير ومبادرات لتسريع وتيرة التنمية الوطنية، وزيادة دور القطاع الخاص”.
وكشف الناصر عن أن أرامكو السعودية أطلقت اسم “اكتفاء” على هذا الملتقى، ومبادرة الأعمال الطموحة والبرنامج العملاق المرتبط به، والبالغ حجم الإنفاق التقديري فيه أكثر من ترليون ريال خلال السنوات العشر القادمة.
وقال الناصر: “سنعمل معا في المرحلة الأولى من مبادرة “اكتفاء” على تحقيق نمو متواصل في المحتوى المحلي في السلع والخدمات، لنرفعها من مستواها الحالي البالغ نحو 35% إلى الضعف بحيث تصبح 70% بحلول العام 2021، وهذا يجعلنا نتخذ عبارة 70 في 2021 شعارا لبرنامج (اكتفاء)”.
وبين الناصر أن الرؤية الإستراتيجية لأرامكو السعودية تضمنت تمكين قطاع الطاقة السعودي في أن يصبح أكثر نشاطا وتنافسية في العالم من خلال ثلاثة ركائز هي، أولا: توطين السلع والخدمات، وثانيا: توليد نصف مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة لأبناء الوطن، وثالثا: زيادة صادرات المملكة من السلع والخدمات المرتبطة بقطاع الطاقة بنسبة 30%.