أبعاد الخفجى-رياضة:
فرض اللاعبون الأجانب وجودهم في قائمة هدافي (دوري عبداللطيف جميل)، ولم يتركوا مجالاً لمهاجمينا السعوديين الذين خلت القائمة منهم وغابوا عن المشهد على غير العادة، ففي المواسم الماضية كان في أسوأ الحالات هناك مهاجم أو اثنين سعوديون يزاحمون على صدارة الهدافين، لكن الوضع بات مختلفاً هذا الموسم حتى نهاية الجولة العاشرة من الدوري.
يتصدر مهاجم الاتحاد الفنزويلي ريفاس الدوري بتسعة أهداف ولاعب وسط الهلال كارلوس ادورادو بثمانية وخلفهما مهاجم الأهلي السوري عمر السومة بسبعة ومهاجم التعاون الكاميروني ايفولو ولاعب وسط النصر البولندي ادريان ولاعب وسط الفتح البرازيلي التون بخمسة، وهذا الأمر ايجابي من ناحية وسلبي من أخرى، ففيه دلالة على خيارات الأندية الجيدة فيما يخص اللاعبين الأجانب، لكنه مؤشر غير جيد بالنسبة للمهاجمين السعوديين الذين تراجعت أسهمهم، فأقرب لاعب ينافس على صدارة الهدافين هو مهاجم هجر الشاب محمد الصيعري الذي سجل لفريقه أربعة أهداف ويأتي بعده ثامناً المهاجم محمد السهلاوي الذي لا يزال بعيداً عن مستواه مع فريقه النصر إذ غاب عن التهديف وفاجأ محبيه وأنصار ناديه بمعدل تهديفي ضعيف بواقع هدف في كل ١٧٥.٢٥ دقيقة.
واللافت للنظر وجوده فقط بين مهاجمي المنتخب السعودي ضمن قائمة أفضل عشرة هدافين، إذ غاب عنها نايف هزازي وفهد المولد وعبدالرحمن الغامدي، وهو الأمر الذي يؤكد أن هناك ثمة خلل على الصعيد الهجومي تواجهه الكرة السعودية على الرغم من الرقم التهديفي العالي الذي سجله “الأخضر” في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠١٨م وكأس آسيا ٢٠١٩م، وتعد هذه المشكلة امتدادا واستمرارا لغياب المهاجمين السعوديين في المواسم الماضية، وان كان واضحاً انها تتفاقم موسماً بعد آخر، ففي الوقت الذي تقلصت فيه المنافسة وانحصرت على لاعب او لاعبين قبل موسمين، لم ينافس في اخر موسم بشكل حقيقي على اللقب سوى السهلاوي، بعد اختفاء هداف الدوري خمس مرات مهاجم الهلال ناصر الشمراني، ومهاجم الاتحاد مختار فلاته، وغيرهما من المهاجمين الذين كانت تعول عليهم الكرة السعودية، وعلى الرغم من ان هذه القضية طرحت قبل مواسم والموسم الماضي الا ان الحال ظل على ما هو عليه بل انه ازداد سوء، اذ اضحت القائمة من دون اي مهاجم سعودي وهو ما يثير علامات تعجب واستغراب.
ونعود لنكرر أن هذه المشكلة تتحمل مسؤوليتها عدة اطراف، فالأندية مسؤولة عن غياب المهاجم السعودي، بسبب اعتمادها على المهاجمين الأجانب بالدرجة الأولى من خلال التعاقد مع أكثر من مهاجم أجنبي، وهو ما يقلل من حظوظ السعوديين في المشاركة خلال المباريات خصوصاً اللاعبين الشبان منهم الذين اغتالتهم دكة البدلاء، وعلى سبيل المثال مهاجم هجر محمد الصيعري الذي هو هداف المنتخب الأولمبي، لكنه لم يجد فرصته في فريقه السابق الاتحاد بسبب عدم منحه فرصة اللعب ما جعله يرحل لهجر وأصبح من بين هدافي الدوري، ولا يمكن أيضاً تبريئة اللاعبين فهم شركاء ايضاً بسبب انخفاض مستوياتهم وتراجعها بشكل واضح.
لا يزال الحكم على هداف الدوري باكراً، ونأمل أن تشهد الجولات المقبلة اقتحام اللاعبين السعوديين قائمة الهدافين، ومزاحمة اللاعبين الأجانب، ف “الأخضر” السعودي لديه استحقاقات قارية مهمة، ويحتاج إلى ان يضم في صفوفه اكثر من مهاجم هداف.