أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكدت المملكة حرصها على تنفيذ مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات ذات الصلة بالصعيد الوطني، وتطلعها إلى العمل على تنفيذ المخرجات على المستوى الدولي.
جاء ذلك في كلمة المملكة في الاجتماع رفيع المستوى أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة بنيويورك لاستعراض تنفيذ نتائج مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات وألقاها نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك سعد بن عبدالله السعد.
وأعرب السعد في بداية كلمته عن شكر وفد المملكة للجهود التي قدمها مندوبا الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية لاتفيا في تيسير العملية التحضيرية الحكومية الدولية للاستعراض الشامل؛ لتنفيذ مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات.
وأضاف “كما تؤيد المملكة بيان مجموعة السبعة والسبعين والصين، وتقدم شكرها لجمهورية جنوب أفريقيا على جهودها في تنسيق أعمال المجموعة خلال العملية التحضيرية بصفتها رئيسة المجموعة خلال الدورة الحالية”.
وتابع قائلا “هذا وقد حرصت المملكة على تنفيذ مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات ذات الصلة بالصعيد الوطني، آخذةً في الحسبان أهمية بلوغ الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، بما فيها الأهداف الواردة في إعلان الألفية، والمقاصد الإرشادية الواردة في خطة عمل جنيف. ويتبين من متابعة تنفيذ تلك المخرجات والأهداف أن المملكة قد تجاوزت السقوف المعتمدة لإنجاز العديد من الأهداف المحددة”.
وقال “لقد أثبتت الإنترنت أنها أداة فاعلة في كل مجالات الحياة، ولهذا حرصت حكومة المملكة على إيصال خدمات الإنترنت عالية السرعة لكل مواطن ومقيم في كل تجمع سكاني في أرجاء المملكة كافة؛ بما فيها المناطق النائية. ولتحقيق ذلك لم تكتف الحكومة بفتح سوق الاتصالات والاعتماد على الشركات المتنافسة؛ بل قامت بتمويل المشاريع الكبرى؛ حتى تضمن من خلالها وصول الخدمات الصوتية والإنترنت السريعة ، بجودة عالية، وأسعار مناسبة”.
وأوضح بأنه نتيجة لهذا التطور الكبير الذي وصلت إليه الخدمات الإلكترونية الحكومية؛ فقد حصدت المملكة عدداً من جوائز مشاريع القمة العالمية لمجتمع المعلومات منذ إطلاقها في العام 2012م، وذلك في مجال الاتصالات والخدمات الحكومية الإلكترونية. وقال السعد في هذا الخصوص “تفخر المملكة العربية السعودية بأدائها النشط في أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) بمرحلتيها الأولى والثانية، وكذلك أداؤها في فريق العمل الذي أنشأه الأمين العام للأمم المتحدة المعني بإدارة الإنترنت (WGIG). وتواصل دعمها المستمر لنتائج القمة من خلال مشاركتها في لجنة تسخير العلم والتكنولوجيا لأغراض التنمية (CSTD) التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC) وكذلك شغلها لعدة مناصب رئيسة في اللجان المعنية؛ إذ شغلت منصب نائب رئيس اللجنة عن منطقة آسيا في الدورة السابعة عشرة، بالإضافة لعضويتها في مجلس الاتحاد الدولي الاتصالات (ITU) ورئاسة فريق عمل المجلس المعني بقضايا السياسات العامة الدولية المتصلة بالإنترنت، كما تشغل المملكة منصب نائب رئيس فريق عمل المجلس المعني بتنفيذ مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات”.
وتابع قائلا “ومن خلال هذا التوجه للمملكة؛ كان الحرص على الإسهام في العملية التحضيرية لاجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى؛ وذلك لاستعراض تنفيذ مخرجات القمة بعد مرور عشر سنوات على اعتمادها”.
وأوضح بأن مفهوم مسؤوليات أصحاب المصلحة المتعددين وأدوارهم يعد مفهوماً أساسياً في تعريف الإدارة الدولية للإنترنت؛ حسبما ورد في برنامج عمل تونس. ولقد أكدت وثيقة الاجتماع رفيع المستوى على هذا المفهوم المنصوص عليه في مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وذلك على النحو الوارد في الفقرة الخامسة والثلاثين من برنامج عمل تونس. ومن هذه الأدوار والمسؤوليات؛ كون سلطة وضع السياسات العامة الدولية المتصلة بالإنترنت، حق سيادي للدول، وعلى أن تقوم الحكومات بإعداد تلك السياسات على قدم المساواة.
وأضاف “وتتطلع المملكة العربية السعودية، من خلال هذا الاستعراض الشامل؛ إلى العمل على تنفيذ مخرجات القمة التي لم تنفذ بعد؛ إذ على سبيل المثال لا الحصر، فإن هناك بطئاً في العمل على تنفيذ مخرجات برنامج عمل تونس، ذات الصلة بالإدارة الدولية للإنترنت، فحتى هذه اللحظة، ما زالت الإدارة الدولية للإنترنت لا تعمل على النحو المنصوص عليه في الفقرتين التاسعة والعشرين، والحادية والثلاثين من برنامج عمل تونس، كما أنه لم يتم تنفيذ التعاونية المعززة؛ التي من خلالها سوف تُمكَّن الحكومات من تنفيذ مهماتها، والاضطلاع بمسؤولياتها على قدم المساواة في مسائل السياسة العامة الدولية المتعلقة بالإنترنت، على النحو المنصوص عليه في الفقرتين الثامنة والستين، والتاسعة والستين من برنامج عمل تونس؛ وذلك لحماية أمن الشبكات واستثمارات الدول التي تتجاوز مليارات الدولارات في بناء شبكاتها وتحويل كل معاملاتها الى معاملات الكترونية”.
وأكد على تقدير المملكة لجهود الاتحاد الدولي للاتصالات في متابعة تنفيذ مخرجات القمة من خلال فرق العمل المتخصصة، وتنظيمها لفعاليات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وقال نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك “نؤكد إيماننا العميق بضرورة استمرار الاتحاد الدولي للاتصالات في مهماته القيادية للتيسير والتنسيق العام لجميع الأنشطة المستقبلية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات. أتمنى أن تتكلل أعمال هذ الاجتماع بالنجاح لما فيه الخير لشعوب العالم كافة”.