أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال رجال أعمال بأن تأكيدات الملك سلمان -حفظه الله- في كلمته أمام مجلس الشورى على مواصلة الاستثمار في بناء الإنسان والتنمية تنبئ عن حقبة جديدة ستحقق الازدهار والإصلاح على الرغم من انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، إلا أن الدولة وبفضل سياساتها الحكيمة تجاوزت تداعيات ذلك، بما لا يؤثر على استمرار مسيرة البناء وتنفيذ خطط التنمية ومشروعاتها.
وأشاروا في حديثهم إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين للمواطن وتوضيح مدى اهتمام الدولة بتوفير كامل احتياجاته ليعيش حياة كريمة يحمل رسالة لكل مستثمر بأن عجلة المشروعات مستمرة، وأن الإنفاق الحكومي في تلك المشروعات سيتواصل بنفس الزخم إن لم يكن بشكل أكبر.
أهمية العنصر البشري
وأشار خالد بن محمد الخضير رئيس مجلس أمناء جامعة اليمامة إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين بمجلس الشورى يؤكد أهمية العنصر البشري وأن الإنسان السعودي هو هدف خطط التنمية الأول، ويعكس حرص الدولة وسياستها الدائمة والملتزمة تجاه المواطن بتوفير كل متطلباته الصحية والتعليمية وفي الإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد، وتلك السياسة تعني المزيد من المشروعات في مختلف المجالات وبالتالي المزيد من فرص الاستثمار والعمل.
وبين أن الخطاب حمل مضامين تؤكد ثبات ورسوخ سياسة المملكة داخلياً وخارجياً، والخير الذي تسير عليه بلادنا العزيزة، وتعيشه على مستوى النهضة والتنمية والتطور والأمن والأمان، مؤكدا أن الخطاب ركز على تنمية الإنسان السعودي، بوصفه الهدف المنشود الذي تعمل الدولة على تحقيقه وتسعى إليه دائماً، مشيراً إلى أن هذا التوجه ثابت ودائم في سياسة المملكة الداخلية.
ونوه الخضير بالدعم اللامحدود الذي يلقاه التعليم العالي من راعي نهضة هذا الوطن المعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد -حفظهم الله-، مبيناً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تدعم التعليم بكافة مستوياته وانماطه انطلاقا من أهمية التعليم وما نشاهده اليوم من تطور على كافة الأصعدة في مؤسسات التعليم العالي يمنح مزيداً من التفاؤل بمستقبل زاهر للتعليم العالي في المملكة.
دعم غير محدود
بدورة قال د. توفيق السويلم رئيس مركز دار الخليج للدراسات الاقتصادية إن كلمة خادم الحرمين الشريفين أعطت رسائل إيجابية أن هناك إدراكاً من حكومتنا الرشيدة أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، حيث واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي.
وقال إن خادم الحرمين أكد أن اقتصادنا واصل نموه الحقيقي على الرغم من التقلبات الاقتصادية الدولية وانخفاض أسعار النفط، والفضل بعد الله يعود إلى السياسات الاقتصادية المتوازنة والحكيمة التي تتبعها الدولة في ضبط الأوضاع المالية العامة.
ولفت السويلم إلى أن خطاب خادم الحرمين للمواطن وتوضيح مدى اهتمام الدولة بتوفير كامل احتياجاته ليعيش حياة كريمة يحمل أيضا رسالة لكل مستثمر بأن عجلة المشروعات مستمرة، وأن الإنفاق الحكومي في تلك المشروعات سيتواصل بنفس الزخم إن لم يكن بشكل أكبر.
مواصلة مسيرة الاصلاح
من جهته قال رجل الأعمال حمود الذييب أن خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى يمثل وثيقة لمواصلة مسيرة الاصلاح والبناء وتجسيدا لتواصل القائد مع شعبه، ويحمل الكثير من المضامين والرسائل المهمة للداخل وللخارج، مرتكزها تحقيق خدمة ورفاه المواطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتنمية المتوازنة، وتقييم المرحلة السابقة، واستشراف المستقبل، والاستمرار على منهج المملكة السياسي المتزن والذي يجسد دورها ومكانتها المرموقة إقليمياً ودولياً لدعم الاستقرار الأمني والاقتصادي.
وأكد الذييب أن تأكيدات الملك سلمان -حفظه الله- على مواصلة الاستثمار في بناء الإنسان والتنمية تنبئ عن حقبة جديدة ستحقق الازدهار والإصلاح على الرغم من انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، إلا أن الدولة وبفضل سياساتها الحكيمة تجاوزت تداعيات ذلك، بما لا يؤثر على استمرار مسيرة البناء وتنفيذ خطط التنمية ومشروعاتها.
وقال إن خطاب خادم الحرمين حمل بشائر من الخير والطمأنينة، ورسم معالم الطريق، وأبرز اهتمامات الدولة وسعيها المتواصل من أجل تعزيز مسيرة التنمية والعطاء في كل القطاعات، مؤكدا على ثوابت المملكة والسياسة الراشدة والحكيمة والنهج القويم الذي سارت عليه منذ عهد الملك المؤسس والعهود التي تلت مرحلة التأسيس على المستويين الداخلي والخارجي.
قوة الاقتصاد السعودي
من جهتة قال رجل الأعمال مهيدب بن علي المهيدب المدير العام لشركة الصرح للسياحة والسفر إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في مجلس الشورى أوضحت للجميع أن الأحوال شبه آمنة في بعض دول الجوار وكذلك نزول سعر البترول لهذا العام لم تؤثر على مسيرة المملكة اقتصادياً واستمرار المشروعات التي تم إنجازها أو إنجاز جزء منها وهذا دليل على قوة الاقتصاد السعودي والاستراتيجية المالية التي وضعها ولاة الأمر على مر السنوات السابقة.
وأفاد بأن هيكلة المجالس الجديدة التابعة لمجلس الوزراء كان لها الأثر المتسارع في متابعة المشروعات وكانت القرارات الأخيرة من هذه المجالس لمصلحة الشعب السعودي وهذه أول مرة يشعر به المواطن بتسارع القرارات التي تخدم المواطن في جميع أنحاء المملكة وأن الدوافع الاستراتيجية لمستقبل البلاد من أخذ الاحتياط في تنوع مصادر الدخل له الدور الكبير في عدم تأثر المملكة مثل بعض الدول الأخرى من انخفاض سعر البترول هذا العام وأن تنويع مصادر الدخل في المستقبل هدف اساسي لسياسة حكيمة.
ومن ناحية الإسكان اقترح المهيدب تعميد كل من الشركات الوطنية الكبرى ومنحها منطقة واحدة من مناطق المملكة وإتاحة فرصة المنافسة بينهم وكذلك فتح الباب للشركات الأجنبية لبناء الإسكان وخاصة التي اثبتت جداراتها وإنجازاتها ولها نجاحات خارج المملكة في إنشاء مشروعات الإسكان الذي تطمح له حكومتنا الرشيدة.
وبالنسبة للشباب اقترح المهيدب أيضا بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب الفني لعمل دورة شهر أو أكثر للشباب السعودي بدورات السلوك الاجتماعي وتطوير الذات والالتزام بالوقت وأن يكون خروج الشباب فقط في نهاية إجازة الإسبوع من مركز التدريب وأن هذه المشكلة يعاني منها جميع القطاعات التجارية بدون تحديد وعدم التزام بعض الشباب السعودي باحترام الوقت.
ودعا المهيدب بهذا الخصوص إلى أهمية إنشاء صندوق للطوارئ وذلك باستقطاع ٢٪ من الأرباح الخاصة بالبنوك والشركات المساهمة لدعم هذا الصندوق لمدة سنتين تقريبا أو ما تراه الحكومة لمصلحة الوطن والمواطنين.
خطط وبرامج الإنفاق
بدورة قال محمد بن عجلان العجلان نائب رئيس شركة عجلان وإخوانه أن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت شاملة وضافية واعطت رسائل إيجابية في استمرار الدولة بتنفيذ خطط برامج الانفاق وتنمية المواطن والذي يعتبر أحد الأهداف الاستراتيجية لدى القيادة الرشيدة.
وأشار إلى أن هذه الرسائل الإيجابية تأتي في أوقات مهمة مع هبوط أسعار النفط والذي من المتوقع أن تتحسن أسعاره خلال العامين القادمين، حيث إن الظروف الحالية لا تعيق المملكة في تنفيذ برامجها التنموية الطموحة لتعزيز دور الاقتصاد السعودي ليكون اقتصاداً منتجاً وفاعلاً في جميع مكوناته.
وأشاد العجلان بحجم العمل الكبير الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان في قيادة مجلس الاقتصاد والتنمية والذي هو في ورشة عمل دائمة تسابق الزمن لرفع كفاءة الاقتصاد السعودي ونقله من اقتصاد يعتمد على 90% من موارده على النفط إلى اقتصاد متنوع بزيادة الدخل غير النفطي وذلك بإعادة هيكلة بعض القطاعات الاقتصادية وتعزيز دور الاستثمار في خلق الفرص الاستثمارية والتي ستنقل الاقتصاد السعودي بإذن الله تعالى إلى آفاق أعلى وأفضل خلال السنوات القادمة.
ويرى محمد العجلان أن توجه الدولة نحو الخصخصة سيزيح حملاً كبيراً على الدولة من ناحية التكاليف والتشغيل حيث إنه من المتعارف أن تشغيل القطاع الخاص أكثر كفاءة من المشغل الحكومي وخير مثال على ذلك شركة الاتصالات السعودية.
وعلى صعيد متصل قال العجلان إن رفع الدعم عن بعض السلع يعتبر خطوة مهمة ومنها دعم الطاقة حيث لا يمكن أن يستفيد من الدعم كافة شرائح المجتمع المقتدرة والمحتاجة والأفضل أن يتم دعم شرائح المجتمع المستحقة بشرائح خاصة حتى لا تتضرر من رفع الدعم عن الطاقة.
دفع عجلة التنمية
إلى ذلك قال فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين إن الخطاب الملكي أثلج الصدور بالتركيز على تخطيط المشروعات لدفع عجلة التنمية وهذا يدل على أن الملك مواطن بالدرجة الأولى من حيث قربة واستشعار همومهم والجميع يعي هذه المرحلة التي تتطلب تكاتف الجهود والعمل المخلص لرفع كفاءة الاقتصاد السعودي وتحقيق تطلعات المجلس الاقتصادي في تنويع مصادر الدخل ورفع كفاءة الإنفاق.
وحول المقاولين اعتبر الحمادي أن قرار تأسيس هيئة المقاولين والتي ستعقد أول اجتماعاتها الأسبوع المقبل يعتبر دفعة قوية من الدولة لقطاع المقاولات وتحقيقاً لواحد من أهم مطالبات المقاولين فيما يخص إيجاد جهة مرجعية ترعى شؤون القطاع وتعمل على تطويره والرفع من مستواه بما يخدم مشروعات الدولة ويفيد القطاع ويحمي مصالح المستثمرين فيه.
وأشار الحمادي إلى حجم الإصلاحات الاقتصادية في عهد الملك سلمان والتي تهدف إلى رفع كفاءة القطاعات الاقتصادية ومنها الموافقة على تأسيس هيئة المقاولين في هذا الوقت يأتي مواكباً للتغيرات التي يشهدها السوق السعودي، ومن ضمنها دخول الشركات الأجنبية في أعمال البنية التحتية التي سيكون للهيئة دور في امتزاج الخبرة والكفاءة الأجنبية بالكفاءة الوطنية التي ستنعكس بدورها على القطاع ككل وستصب في مصلحة الوطن.
تطوير كافة الخدمات
من جهة أخرى قال خالد الجوهر العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمارات المالية أن كلمة خادم الحرمين الشريفين السنوية أمام مجلس الشورى ما هي إلا كلمة ضافية لأنها تشتمل على عدة نقاط، فكونها الخطاب الأول له أمام مجلس الشورى بعد توليه مهام مسؤولية الحكم فأكد -حفظه الله- على أهمية ثبات واستمرار النهج في سياسة المملكة الخارجية والداخلية، كما أكد في خطابه بالاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين وباستمرار كامل التوسعة وتطوير كافة الخدمات لخدمة ضيوف الرحمن وبالتعاون الدولي لثبات واستقرار الأمن ضد الإرهاب الذي يعاني منه العالم.
وأوضح أن كلمة الملك سلمان ركز فيها على استمرارية المشروعات التنموية والمحافظة على استقرار المجتمع كما هي دائما المملكة تتمتع بهذا الاستقرار السياسي والأمني والذي ينعكس بدوره على تنمية الاقتصاد وعلى تنمية الانسان السعودي وخاصه الشباب والذين هم يمثلون النسبة العظمى من المجتمع والذي تتطلع القيادة لهم بمزيد من الاهتمام والتطوير لإكمال المسيرة التنموية والذي سبق وأن تلاها في خطابه الأول عندما تقلد مهام الحكم والذي دائما يؤكده بأن القطاع الخاص ما هو إلا شريك استراتيجي للقطاع العام.
وقال الجوهر إن خادم الحرمين اهتم بتفعيل القطاع الخاص وإصدار القرارات والإصلاحات اللازمة مثل إنشاء المجلس السياسي الأمني والمجلس الاقتصادي والتنمية اللذين يعكسان توجهاته -حفظه الله- مع الاهتمام بتطوير أعمال القطاع الخاص وخاصة قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة.