أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أسست الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهي تتم هذا العام عامها الخامس عشر، لمشروع متكامل للسياحة الوطنية من خلال وضع استراتيجيات للتنمية السياحية مداها عشرون عاماً، وخطط تنفيذية خمسية لكل منطقة من مناطق المملكة، وذلك بالتعاون المباشر مع الأجهزة والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في تلك المناطق.
وركزت الهيئة في بداية نشأتها على التأسيس لمشروع السياحة الوطنية بدعم ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الذي رعى مراحل إنشاء الهيئة وتنظيمها إبان ترؤسه لأول مجلس لإدارتها، في الدورتين الأولى والثانية، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي رأس مجلس إدارة الهيئة في الدورة الثانية خلفاً لسمو الأمير سلطان رحمه الله وذلك خلال الفترة من 6/5/1426ه إلى 15/3/1429ه.
وقد اشتمل مشروع تنمية السياحة الوطنية الذي قدمته الهيئة للدولة على مجموعة من المراحل المتسلسلة والمترابطة والمتكاملة.
وتضمنت المرحلة الأولى إعداد الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية التي اشتملت على 15 تقريراً أساسياً لمختلف جوانب التنمية السياحية، تم فيها استكشاف وحصر الموارد والمقومات السياحية في المملكة، وكذلك تشخيص المحددات والمعوقات التي تعاني منها صناعة السياحة، وقد أقر مجلس إدارة الهيئة الاستراتيجية العامة في جلسته الخامسة عام 1424ه؛ كما درسها مجلس الشورى وأقرها بتاريخ 13/10/1424ه، ثم أقرها مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 24/1/1425ه.
فيما تضمنت المرحلة الثانية من مشروع تنمية السياحة الوطنية، الخطة التنفيذية الخمسية والتي طرحت الهيئة من خلالها برنامج عمل متكاملا اشتمل على ثمانية تقارير أساسية، عُنيت بتنفيذ توصيات الاستراتيجية العامة ونتائجها. وتهدف الخطة، التي يتم تحديثها دورياً، إلى إحداث نقلة نوعية شاملة من خلال إعادة هيكلة صناعة السياحة جذرياً وتنظيمها. وقد أقر مجلس إدارة الهيئة جميع خططها التنفيذية الخمسية، واعتمدت جميع الخطط التشغيلية للهيئة ضمن خطط التنمية الشاملة للدولة.
أما المرحلة الثالثة فتضمنت استراتيجيات التنمية السياحية في المناطق، حيث أكملت الهيئة إعداد استراتيجيات للتنمية السياحية مداها عشرون عاماً، وخططا تنفيذية خمسية لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة، مع ربطها بالاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية وخطتها التنفيذية، وذلك بالتعاون المباشر مع الأجهزة والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في تلك المناطق. وقد أقرَّ مجلس إدارة الهيئة تلك الاستراتيجيات.
في حين تضمنت المرحلة الرابعة تنفيذ استراتيجيات التنمية السياحية في المناطق مرحلة التنفيذ، حيث ركزت تلك المرحلة على تنفيذ مشروعات وبرامج الخطط التنفيذية لاستراتيجيات المناطق بشكل منظم ومنضبط بهدف النهوض بالسياحة الداخلية، وتطوير الوجهات السياحية في مناطق المملكة المختلفة.
وقد استغرق إعداد مشروع تنمية السياحة الوطنية 47 شهراً من العمل المكثف والمتواصل خلال الفترة من ذي الحجة 1421ه، إلى جمادى الأولى 1426ه وأسهم فيه 621 مؤسسة حكومية وخاصة، و295 موظفاً ومستشاراً وطنياً، و217 استشارياً دولياً، وتضمن إعداد المشروع 813 نشاطاً بحثياً ومسحاً رئيساً، و248 برنامجاً ورحلة ميدانية لجمع المعلومات، و92 استطلاعاً لأفضل التجارب الدولية في التنمية السياحية.