أبعاد الخفجى-محليات:
أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبدالله بن محمد آل الشيخ، أنه في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها أمام التحديات التي تواجهها المنطقة، وواجهتها بالقرارات الحازمة، وحرصت في الشأن الداخلي على إرساء مؤسسة الحكم.
وقال آل الشيخ في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم “يصادف يوم الثالث من شهر ربيع الآخر لهذا العام، الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، عام مضى أرسى فيه -رعاه الله- عهداً جديداً مضيئاً آمناً عامراً بالمنجزات التي تتوالى على بلادنا”.
وأضاف: “لقد عاصر الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ نشأته والده المؤسس الملك عبدالعزيز وتربى في مدرسته -طيب الله ثراه- فتعلم الحكمة وبعد النظر والرؤية المستقبلية، وتميزت شخصيته بالقوة والحزم في اتخاذ القرار، كما عاصر الملك سلمان إخوانه الملوك وكان حاضراً دائماً في المشهد السياسي، وقريباً من مركز القرار مما أكسبه الخبرة الإدارية والقيادية.
وتابع “مزج الملك سلمان بن عبدالعزيز ذكاءه الفطري، بالاطلاع على تاريخ الجزيرة العربية، وما مرت به من أحداث مكنته اليوم من الحفاظ على أمن المملكة وجيرانها، متحلياً ببعد النظر في التعامل مع الأمور والتحديات التي تتربص بالأمة الإسلامية، وهو ما تجلى في قراره التاريخي بإطلاق عاصفة الحزم بمشاركة قوات عربية لدعم الشرعية في جمهورية اليمن، ونصرة أبناء الشعب اليمني الشقيق وهو تحالف عربي يمهد الطريق لعودة التضامن ووحدة الصف العربي”.
وأكد رئيس مجلس الشورى أن جهود المملكة تواصلت في محاربة الإرهاب على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي وذهبت إلى أبعد من ذلك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب ضم 34 دولة، موضحاً بأن الجهود التي تبذلها المملكة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين جهود ظاهرة لا يمكن النظر لها بمعزل عن سعيها الدائم لتعزيز التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع مختلف دول العالم، يتضح هذا جلياً في الزيارات التي قام بها زعماء الدول الشقيقة والصديقة للمملكة، إضافة إلى استضافة المملكة مؤخراً للقمة الرابعة للدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية، ومشاركات المملكة في اجتماعات قادة مجموعة دول العشرين التي كان آخرها في تركيا.
وقال آل الشيخ “وفي الشأن الداخلي حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز في مستهل عامه الأول على إرساء مؤسسة الحكم، فجاء أمره الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع”.
وأضاف “ومن ثم أوكل -رعاه الله- مهمات كبيرة كانت موزعة في 16 مجلساً وهيئات عليا إلى مجلسين هما مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة سمو ولي العهد، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي ولي العهد، واختصر دورة العمل الروتينية لصنع القرار وتطبيقه حرصاً منه -يحفظه الله- على إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، أخذاً بمبدأ التطوير المستمر لأجهزة الدولة.
وأكد رئيس مجلس الشورى أن شعب المملكة ينتظر المستقبل في هذا العهد الزاهر ليرى مزيداً من النجاحات في حل العديد من الملفات التي تمس حياته اليومية، فها هو خادم الحرمين الشريفين يبادر عامه الأول بمعالجة مشكلة الإسكان بالموافقة على نظام الرسوم على الأراضي البيضاء، كما يولي -حفظه الله- التنمية الاقتصادية اهتمامه بإيجاد المحفزات بتنويع مصادر الدخل الوطني من غير قطاع البترول، ويؤسس -رعاه الله- لمرحلة جديدة في بلادنا تشهد فيها مؤسسات الدولة وأجهزتها تحولاً وطنياً ومستقبلاً مشرقاً بإذن الله للوطن والمواطن.
وقال “نحن في مجلس الشورى نؤكد عزمنا على مواصلة الجهود لنواكب رؤية خادم الحرمين الشريفين في التطوير مستلهمين من إرادته -حفظه الله- القوة نحو التطوير، ومن توجيهه السديد ومن مساندته وثقته ودعمه المتواصل نجاحنا”.
واختتم رئيس مجلس الشورى كلمته سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعونه وتوفيقه على حمل المسؤولية، وأن يسدد خطاه على دروب الخير، محققاً لشعبه ما يصبو إليه من أمن وعز ورفاه.