أبعاد الخفجي – عامر المالكي:
حققت شركة شيفرون العربية السعودية التابعة لشيفرون العالمية ، تقدماً في مشروع ضخم يهدف إلى إجراء مسح كامل للجزء اليابس من المنطقة المقسومة بين المملكة العربية السعودية والكويت. ويستخدم مشروع المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد أحدث التقنيات لتحديث الصور الجيولوجية التي تم التقاطها منذ أكثر من عقدين وباتت تحتاج إلى تحديث.
وقد صرح رئيس شركة شيفرون العربية السعودية د. أحمد العمر قائلا:”ويعد هذا المشروع واحداً من أكبر البرامج الجيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد التي تم تسجيلها في قطاع الطاقة على اليابسة.”
وأضاف د. أحمد العمر قائلاً: ” ويبدأ اكتشاف النفط وإنتاجه باكتساب معرفة التشكيلات الجيولوجية التي تحتوي على النفط، ونحن نقوم بتحديد موارد الطاقة المخزونة في أعماق طبقات الأرض قبل البدء في الحفر بوقت طويل. وهذه هي طريقة اكتشاف المواد الهيدروكربونية، من خلال فهم التركيبة الجيوفيزيائية لباطن الأرض أولاً “.
استكمال المسح الجوي
قبل البدء بعملية المسح- التي تشمل باطن الأرض تحت المساحات الصحراوية والمنطقة القريبة من الشاطئ في المنطقة المقسومة- يحتاج علماء الأرض أولاً إلى دراسة البيانات التي تم جمعها من الجو. وبالفعل قامت طائرة مسح جيوفيزيائي بالتحليق منخفضة ومجهزة بكاميرا فيديو وليزر ماسح ضوئي (نظام تحديد المدى) موجهين للأسفل، بجمع بيانات جيوفيزيائية لمساحة قدرها 6400 ميل (10000 كم) تقريباً، على شكل خطوط شبكية فوق تضاريس الصحراء، وكذلك لمساحة بحرية بعرض 7 أميال (11 كم) تغطي المنطقة المقسومة كاملة. وهذا المسح هو الأول من نوعه في المنطقة المقسومة، وتمثل هذه المبادرة خطوة مهمة لتحديد إمكانية استكشاف أعماق المنطقة، كما أنها ساعدت في الكشف عن تشكيلات ((غير هيكلية)) في طبقات الأرض الأقل عمقاً.
وقد ساعدت نتائج المسح الجوي على المضي قدماً بالمشروع نحو أول مسح جيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد لأرجاء المنطقة المقسومة كافة. وبعد إتمام هذا المسح سيكون المشروع واحداً من أكبر البرامج الجيوفيزيائية البرية ذات الأبعاد الثلاثية عالية الكثافة التي تم تسجيلها على الإطلاق في مجال الطاقة.
المرحلة الحالية للمشروع
يقوم المشروع حاليًّا بالحصول على البيانات الجيوفيزيائية على سطح الأرض، ويتوقع أن تكتمل مرحلته النهائية في منتصف عام 2016م وسوف يُمّكن البرنامج كلًا من: شركة شيفرون العربية السعودية والشركة الكويتية لنفط الخليج اللتين تعملان معاً في تشغيل العمليات المشتركة (بالوفرة) في المنطقة المقسومة، من تحقيق أهدافهما الاستكشافية في الحصول على بيانات الشبكة الجيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد عالية الكثافة المطلوبة لتنفيذ استكشاف كامل للمنطقة المقسومة.
وقد صرح المهندس محمد حمد المري، وهو النائب الأعلى للرئيس للشؤون الإدارية لشيفرون العربية السعودية، قائلاً: ” سوف توفر الحملة الجيوفيزيائية حجر الأساس لخطط استكشاف العمليات المشتركة (بالوفرة) من خلال توفير بيانات من شأنها إيجاد مفاهيم جديدة ومعرفة كاملة للمكامن والاحتمالات الإنتاجية في الأعماق البعيدة وأيضاَ إمكانات استكشاف العمليات المشتركة بالوفرة “.
في السابق كانت البيانات الجيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد التي تغطي أقل من نصف الجزء اليابس من المنطقة المقسومة، بينما يتم تغطية الباقي من خلال بيانات جيوفيزيائية ثنائية الأبعاد متفرقة. ولقد تم تصميم البرنامج الحالي لتوفير بيانات جيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد تغطي الجزء اليابس من المنطقة المقسومة كاملاً.
وللحصول على بيانات جيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد، يتم إرسال موجات طاقة إلى الأرض من مصادر الطاقة الجيوفيزيائية، ثم يتم تسجيلها بواسطة سماعات أرضية (جيوفون).. وتنتقل موجات الطاقة تحت الأرض، ثم ترتد مرة أخرى في أنماط مميزة يتم تحديدها من واقع أنواع التراكيب الجيولوجية التي اعترضتها. ثم يتم تسجيل الأنماط المنبهة، ومعالجة البيانات لحذف المعلومات غير ذات الصلة، وبعد ذلك يجري تفسير البيانات بحثاً عن مؤشرات للطبيعة الجيولوجية التي في باطن الأرض.
وأضاف المهندس محمد حمد المري قائلاً: “سوف ينفذ المشروع الجيوفيزيائي مع الأخذ في الاعتبار أقصى درجات السلامة الشخصية وتقليل أي تأثير محتمل على البيئة”.
وسيكون للموظفين السعوديين والكويتيين أدوار قيادية في التخطيط الاستراتيجي للحملة وأيضاً إدارتها، إضافة إلى قيامهم فيما بعد بتفسير البيانات وتحديد التوقعات وتقديم التوصيات للبرنامج الاستكشافي.
ويتوقع للمشروع الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد الذي تقوم على إدارته شركة الخدمات الجيوفيزيائية ويسترن جيكو الدولية المحدودة، أن يستمر حتى يونيو 2017م. ويدخل من ضمنه عمليتا الاستحواذ على البيانات المتحصل عليها ومعالجتها.