أبعاد الخفجى-رياضة:
فضلت الغالبية العظمى من فرق “دوري عبداللطيف جميل” إقامة معسكرات خارجية خلال فترة توقف الدوري نظراً لمشاركة المنتخب الأولمبي في كأس آسيا “23 عاماً”، واتفقت الفرق الثمانية التي اختارت التحضير للدور الثاني من الدوري وبقية المسابقات المحلية من خلال معسكرات خارجية في دول الخليج، إذ عسكرت أندية الشباب والأهلي في العين، والاتحاد في دبي، ونجران في أبو ظبي، والخليج في عجمان”، فيما اختارت أندية الفتح وهجر والتعاون قطر، في المقابل هناك ستة فرق رفضت أن تعسكر خارج حدود الوطن، واختارت المعسكرات الداخلية، خمسة منها في مقراتها هي الهلال والنصر والوحدة والرائد والقادسية، بينما فضل الفيصلي أن يقيم معسكره الداخلي في الرياض.
مثل هذه المعسكرات مفيدة للفرق خلال فترة التوقف إذ تعتبر فرصة لكل فريق لمراجعة حساباته، على صعيد الأمور الفنية أو حتى العناصر المحلية والأجنبية، كما أنها تلعب دوراً مهماً في إنسجام اللاعبين الجدد المنضمين في كل فريق خلال فترة التسجيل الشتوية ومعرفة المدربين بإمكانياتهم وبقية اللاعبين من خلال التدريبات وحتى المباريات الودية.
لكن السؤال الذي يفرض ذاته هو عن سبب اختيار الفرق السعودية الثمانية للمعسكرات الخارجية في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها كل الأندية؟، ففي الصيف وقبل بداية الموسم قد نجد العذر لأنديتنا بسبب الأجواء الحارة والطقس غير المناسب في معظم مناطق مملكتنا وإن كانت هناك مناطق باردة في الصيف مناسبة لمثل هذه المعسكرات، لكن خلال هذه الأيام ومع الأجواء الرائعة في معظم مناطق السعودية والتي تسمح للفرق بإجراء تدريباتها على فترتين صباحية ومسائية قد تكون مثل تلك المعسكرات الخارجية مستغربة، إذا علمنا أن أنديتنا تمتلك منشآت مناسبة لإقامة مثل هذه المعسكرات سواءً الخدمية منها أو الرياضية.
فعلى سبيل المثال بإمكان الأهلي أن يعسكر في الرياض، ويجري تدريباته في ملعب الملك فهد الدولي، والفتح مثله أيضاً ويتدرب في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، وأن يحضر الشباب إلى جدة ويعسكر داخلياً ويتدرب في ملعب مدينة الملك عبدالله، وينطبق ذلك على بقية الفرق التي غادرت للخارج من أجل الإستعداد للمرحلة المقبلة من المسابقات المحلية.
والمثير للعجب أن الأندية التي عسكرت فرقها خارجياً تعاني مادياً وأغلبها رفعت ضدها شكاوى في لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم ولديها رواتب متأخرة للاعبيها والعاملين فيها ولن تستطيع التسجيل حتى الآن في الفترة الشتوية، ومع ذلك تُنفق مبالغ طائلة ل “سماسرة المعسكرات” من أجل هذه المعسكرات التي كان بالإمكان أن تستبدل بمعسكرات في مقراتها، أو داخل حدود الوطن، بهدف تقليص الإنفاق المالي في ظل ديون الأندية المتراكمة، بالإضافة إلى استفادة بلادنا من الأموال التي تدفعها الأندية، بدلاً من أن تُصرف في الخارج.
الأندية السعودية تعاني مادياً واستثمارياً كون المصاريف أضعاف الموارد المالية، وهو ما انعكس عليها مؤخراً من خلال كثرة مشاكلها المالية وارتفاع حجم الديون، وهو الأمر الذي يحتم على المسؤولين عن الرياضة السعودية التحرك سريعاً لإدارة الأمور المالية في الأندية، لأن الفترة الماضية أثبتت أن من يديرون أنديتنا ليسوا على قدر المسؤولية ولا يفكرون إلا في أنفسهم دون النظر في المستقبل، والشاهد على ذلك الديون التي اثقلت كاهل أنديتنا.