أبعاد الخفجى-اقتصاد:
شغلت شركة صدارة للكيميائيات “صدارة” أول مصنع للبولي إيثيلين “Solution PE” في الشرق الأوسط في شهر ديسمبر الماضي. وهذا الإنجاز يعتبر نقطة مفصلية وأساسية في مسيرة صدارة لوضع نماذج جديدة في قطاع الصناعات الكيميائية والتحويلية في كل من المملكة والمنطقة.
وقد عرضت الشركة -التي رعت وشاركت في منتدى جيبكا السنوي للبلاستيك 2016 المقام تحت عنوان “التحوّل في الصناعات البلاستيكية في دول مجلس التعاون الخليجي: الدمج بين التقنية والأعمال”- كيفية إسهام مجموعتها المميزة من المنتجات الكيميائية والبلاستيكية في إعطاء قيمةٍ مضافةٍ لعملائها، وكيفية إسهام مجمّع “بلاس كيم” المجاور لمجمّع صدارة الكيميائي في دعم نمو الصناعات الكيميائية والتحويلية والتنوع الاقتصادي في المملكة.
وبلغت أعمال البناء المنجزة في مجمّع صدارة الذي يجري بناؤه حالياً في مدينة الجبيل الصناعية الثانية أكثر من 97%. وتواصل صدارة عقب إطلاق أول منتج لها، البولي ايثيلين الخطي منخفض الكثافة (LLDPE)، أعمال التشغيل الأولي للوحدات الخمس وعشرين المتبقية بأمان وكفاءة وفعالية. ويبلغ عدد الوحدات التصنيعية التحويلية التي تدخل سوق المنطقة للمرة الأولى 14 وحدة من بين 26 وحدة تصنيعية عالمية المستوى في مجمّع صدارة.
وقال المهندس محمد العزاز -مدير تطوير الصناعات الكيميائية والتحويلية في صدارة- خلال العرض الذي قدّمه في منتدى جيبكا: “تسهم قائمة منتجات صدارة في ملء فجوة ملحوظة في الصناعة الكيميائية في المنطقة، حيث لا يبلغ انتاج المواد الكيميائية المتخصصة في دول مجلس التعاون الخليجي 1%. في حين تشكل المنتجات السلعية الغالبية العظمى من القدرة الإنتاجية السنوية. وستبدأ صدارة بملء تلك الفجوة موظّفةً لتحقيق ذلك التقنيات الرائدة في مجال تصنيع المنتجات الكيميائية المتخصصة وأكثرها تقدّماً، بالإضافة إلى المعرفة والخبرة اللتين اكتسبها فريق العمل من خلال برامج التدريب العملية المكثفة في منشآت كلٍّ من أرامكو السعودية وشركة داو للكيماويات في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف العزاز: “سيؤدي ذلك إلى تنامي قطاع الصناعات التحويلية، وبالتالي دعم رؤية المملكة لتنويع الاقتصاد وخلق فرص جديدة للعمل”.
وتذهب جهود شركة صدارة لتحفيز تطوير الصناعات الكيميائية والتحويلية إلى مدى أبعد من مجرد إنتاج المواد الكيميائية التخصصية اللازمة، إذ تعمل صدارة أيضاً بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع على جذب المستثمرين إلى مجمّع “بلاس كيم” المجاور لمجمّع صدارة. ومجمّع “بلاس كيم” منطقة صناعية مخصصة بالكامل الصناعات الكيميائية والتحويلية التي تستخدم -بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر- منتجات شركة صدارة والمواد الخام من الموردين الآخرين في منطقة الجبيل.
وقد وقّع عدد من المستثمرين بالفعل اتفاقيات للاستثمار في مجمّع بلاس كيم، بما في ذلك اتفاقية توريد أكسيد الإيثيلين وأكسيد البروبيلين، مع شركة مصادر كيماويات الطاقة (ECSC) وهي مشروع مشترك بين شركتي هاليبرتون وشركة طاقة لإنتاج المواد الكيميائية المستخدمة في الحقول النفطية؛ بالإضافة إلى اتفاقيّتَي توريد مع شركة إبراهيم أحمد الجفالي وإخوانه، الأولى منهما لتوريد مادة الميثيلين ثنائي الفينيل الدي إيزوسيانات (MDI) لاستخدامها في أنظمة مادة البولي يوريثين المستخدمة في تطبيقات عديدة مثل الإنشاء والأثاث وأجزاء الأجهزة المنزلية، والثانية لتوريد مادة البوتيل ثلاثي جلايكول الأثير (BTG) لاستخدامها في إنتاج سوائل كوابح السيارات وغيرها من المنتجات الكيميائية التخصصية.
وشركة “صدارة” تمثل مشروعاً مشتركاً تم تطويره من قبل شركة “أرامكو السعودية” وشركة “داو كيميكال كومباني”، لإقامة أكبر مجمع صناعي على مستوى العالم يتم بناؤه في مرحلة واحدة، في مدينة الجبيل الصناعية الثانية، باستثمار يبلغ 20 مليار دولار أمريكي تقريباً. ويتكون هذا المجمع من 26 وحدة تصنيعية ذات مستوى عالمي، وسيكون له السبق بمنطقة الشرق الأوسط في استخدام السوائل النفطية مثل النافثا كلقيم خام. وسيكون بمقدور صدارة، من خلال استخدامها لأحدث تقنيات تكسير السوائل النفطية المستعملة كلقيم خام، أن تسهم في دعم العديد من الصناعات سواءً غير الموجودة حالياً في المملكة أو تلك التي تعتمد على استيراد احتياجاتها من اللقيم من خارج المملكة. ومن المنتظر أن يسهم مجمع “بلاسكيم” المجاور لمشروع مجمع صدارة للكيميائيات، الذي يُعتبر ثمرة للتعاون الفريد بين “صدارة” و”الهيئة الملكية للجبيل وينبع”، في جذب العديد من الاستثمارات في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة. وهذا بدوره يدعم خلق العديد من الفرص الاستثمارية والإبداعية غير المسبوقة، وتحقيق النمو الاقتصادي، فضلاً عن آلاف الفرص الوظيفية.