أبعاد الخفجى-رياضة:
تشهد منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم تقلبات متواصلة وإثارة وندية لا تتوقف مع استمرار ما يسمى بلعبة الكراسي الموسيقية سواء في الصدارة أو وسط الترتيب وحتى المراكز الأخيرة بعد نهاية الجولة ال 18، وإن كانت بعض فرق القمة في مستوى واحد، إذ واصل ضمك التشبث بصدارة الترتيب مع تقلص فارق النقاط مع ملاحقيه ودخول المجزل بقوة على الخط بالرصيد ذاته من النقاط بعد الخروج أمام مضيفه أحد في الجولة الماضية بتعادل ثمين في اللحظات الأخيرة، وهو الذي لايزال يسجل علامات استفهام لدى جماهيره والمتابعين بتلقيه ثلاث خسائر متتالية وتعادل في آخر مبارياته، وتراجع “فارس المدينة” إلى المركز السادس ب 27 نقطة عقب أن كان في المركز الثاني لجولات منصرمة.
وقاد المستوى المميز والقوي للمجزل في الجولات السبع الأخيرة، وتحقيقه ل17 نقطة متوالية بواقع خمسة انتصارات، وتعادلين لاقتحام الصدارة وبقوة بالتساوي مع ضمك ب 34 نقطة في الترتيب العام، وهو الذي كان من فرق الوسط في الدور الأول، ومرشح خلال الجولات المقبلة للانفراد بالقمة نظراً لما يملك من فريق متجانس.
ولم يكن الباطن بأفضل حال من أحد بعد أن سجل هبوطاً وتراجعاً واضحاً فقد على إثره العديد من النقاط في الجولات الأخيرة كان آخرها الخسارة من الرياض 3-1، ساهمت في إزاحته من صدارة الترتيب العام في الجولات الثلاث الأخيرة من الدور الثاني بعد أن كان متمسكا بها في العديد من الجولات الماضية، والتراجع لثالث الترتيب.
وبدأ الدوري يأخذ منعطفاً مهماً بعد مرور ثلاث جولات من الدور الثاني وباتت الفرق ال 16 منقسمة نصفين بين من يبحث عن المقدمة والمنافسة، وآخرون يبحثون عن النجاة من شبح الهبوط، بسقوط ثلاثة أندية، وبينهم فرق تبحث عن البقاء في مراكز الوسط، والمعالم لم تتضح بعد، خصوصا مع تبقي 12 جولة وإن كان حجز مقعدي الصعود ل “دوري عبد اللطيف جميل” يبتعد عن خمسة فرق، في المقابل فإن الهبوط ربما يهدد أكثر من ستة في حالة استمرار صحوة الرياض والشعلة الدوري.
وشهدت الجولة استمرار هبوط المعدل التهديفي ب17 هدفاً في سبعة لقاءات انتهى خمسة منها بالانتصار وتأجيل لقاء الاتفاق والفيحاء، فيما لم تهتز الشباك في الجولة التي سبقتها سوى في 16 مرة، وهذا يؤكد مدى حرص الأندية على تأمين الدفاع على حساب النواحي الهجومية بحثا عن حصد النقاط، في ظل تقارب نقطي يجمع أكثر من طرف في مقدمة الدوري، وتفصل 12 نقطة فقط بين المتصدر وصاحب المركز العاشر، ولا يزال الثلاثي الأخير قابعا في مؤخرة ترتيب الدوري، مع تقلص الفارق النقطي بين القاع ومنطقة الوسط.
ولا يزال قطبا الشرقية النهضة والاتفاق يسجلون مستويات متذبذبة أمام جماهيرهما العريضة بمستوياته المتذبذبة، فالاتفاق الذي لم يلعب هذه الجولة لتأجيل لقائه مع الفيحاء يقبع في المركز الثامن ب 23 نقطة، فتارة يفوز بجدارة، وأخرى يخسر بغرابة، لكن التفاؤل يحدو الجميع بعد الاستعانة بالمدرب الخبير التونسي جميل القاسم، وإقامة معسكر خارجي خلال فترة التوقف الماضية، في المقابل يحتل النهضة مركزا غير لائق وهو الرابع عشر ب 19 نقطة، وتلقى في الجولة الأخيرة خسارة قاسية على أرضه وبين جماهيره من المجزل بثلاثية، أكدت مدى حجم المعاناة، ودخوله في نفق مظلم.
وظل الحزم والنهضة والباطن أبرز المتعثرين في هذه الجولة، بعد خسارة أبناء الرس من الجيل والتي جددت عهده بمناطق الدفء بعيدا عن المنافسة، مع فرق مثل الطائي والوطني، وساهمت نقاط الحزم التي اقتنصها الجيل في تقدمه لخامس الترتيب، والدخول في سباق المنافسة، وتلقى الباطن والنهضة أقسى خسارة بالجولة وبالثلاثة من الرياض والمجزل، بينما كانت باقي النتائج متوقعة.
ويبدو الصراع مثيرا جدا في المراكز الأخيرة كما هو في المقدمة، لكن تبقى صحوة الرياض الذي لازال يتواجد في المركز قبل الأخير هي الأبرز بين الفرق التي كانت تحتل المراكز الأربعة الأخيرة، إلى جوار النجوم والنهضة والدرعية، وتقليص فارق النقاط، ما يؤكد بأن انتصاره على ثالث الترتيب سيكون وقوده لاستعادة مستوياته بدرجة تدريجية ووصوله للنقطة ال 15، في المقابل الدرعية صاحب المركز الأخير، بست نقاط يبدو انه بدأ يستسلم للواقع الذي يعيش فيه.