أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أعلنت الشركة السعودية للصناعات الاساسية “سابك” عن نتائجها المالية للربع الرابع، وكامل العام 2015، وبلغ صافي الأرباح 3.08 مليارات ريال، بانخفاض قاربت نسبته 29.36%، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، التي حققت فيها الشركة أرباحاً بلغت 4.36 مليارات ريال.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة سابك، الرئيس التنفيذي المكلف يوسف البنيان، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد في مقر الشركة أمس للإعلان عن نتائجها للربع الرابع، إن النتائج تعتبر جيدة، على الرغم من التحديات التي واجهها الاقتصاد العالمي خلال 2015، مبيناً أنه في الوقت تعزى فيه بعض أسباب الانخفاض في الأرباح عن الفترة المماثلة من 2014، إلى الانخفاض الحاد في أسعار المعادن، إلا أن الجانب الايجابي يتمثل في أن قطاع المعادن يعمل بكامل طاقته الانتاجية، وأن الشركة تحتفظ بثقة زبائنها.
وأوضح البنيان أن مستوى صافي الربح لكامل عام 2015 بلغ 18.78 مليار ريال، بانخفاض قدره 19.57% مقارنة بالعام السابق، الذي حققت فيه الشركة صافي ربح بلغ 23.35 مليار ريال، مشيراً إلى أن الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها القطاع الصناعي حول العالم، تمر القطاعات الصناعية التي تعتمد على لقيم النفط والغاز، مثل صناعة البتروكيماويات، بدورات اقتصادية مع ارتفاع الاسعار وانخفاضها، موضحاً أن ذلك يعد أمراً طبيعياً بالنسبة لبيئة الاعمال، لافتا إلى أن سابك مؤهلة للتعامل بحرفية مع هذه الدورات التي تعرضت لها من خمس إلى ست دورات على مدى تاريخها.
وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك استطاعت الشركة زيادة الإنتاج بمقدار1% عن العام 2014 و4% في المبيعات عن العام نفسه، مؤكداً أن ذلك دليل على قدرتها في التواصل مع زبائنها والاستفادة من وجودها وانتشارها العالمي وقدرتها التنافسية، بالإضافة إلى تباطؤ الطلب على المنتجات بسبب تقلص النمو في الاقتصادات الناشئة في آسيا والاقتصادات الناضجة في أوروبا.
عملية تحول لمواجهة التحديات
وأفاد البنيان أن “سابك” تخضع لعملية تحول لجعلها أكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات، وأنها ستواصل المكاسب المترتبة على هذا التحول من خلال انتشارها عبر قطاعات الشركة، مع الإسهام في تعزيز الربحية، مضيفاً أن المشروع يجعلها أكثر حيوية وفعالية من حيث التكلفة وأفضل استعدادًا لبيئة الأعمال العصرية سريعة التغير، لافتا إلى أن عملية التحول على تقييم وحدات الأعمال لجعلها أكثر اتساقاً من أي وقت مضى مع احتياجات ومتطلبات الزبائن، مشيراً إلى أن ذلك لخفض عدد وحدات العمل الاستراتيجية من ست إلى خمس وحدات، مبيناً أن هذه الخطوات تنسجم مع استراتيجية الشركة الرامية لتحسين باقة منتجاتها القائمة على مواصلة الاستثمار في الابتكار، من خلال موظفيها لضمان حصولهم على المهارات اللازمة لريادة الصناعة.
ولفت إلى أن الشركة ستكثف جهودها الرامية إلى التركيز على الحاجة لزيادة القدرة التنافسية محلياً وإقليميا وعالمياً لضمان تصاعد النمو، إلى جانب توليها اهتماما خاصاً بالتقنية والابتكار، عبر زيادة كفاءتها وتقديم الحلول للزبائن، إضافة إلى تعزيز جاذبية باقة المنتجات من خلال زيادة عددها، وتحقيق استراتيجيتها للعام 2025 الرامية لجعل الشركة أكثر تكاملاً وتعزيز منظورها العالمي، مع التركيز على العمل مع الزبائن لتزويدهم بحلول تساعدهم على تحقيق طموحاتهم.
الحديد
وبيّن أنه على الرغم من انخفاض أسعار الحديد، إلا أن مصنع “حديد” يعمل بالطاقة التشغيلية الكاملة، مقارنة بإنتاج المصانع العالمية والتي يبلغ انتاجها حوالي67% من طاقتهم الانتاجية، لافتا إلى أن قطاع المعادن لدى الشركة يعتبر من القطاعات المهمة للتنمية الاقتصادية في المملكة، وبالتالي سوف تستمر سابك في دعمها وأن الاستراتيجية في الدعم ستبقى كما هي.
تجدر الاشارة ان قطاع المعادن في سابك حقق خسائر بقيمة 1500 مليون ريال.
وحول ارتفاع التكاليف في أسعار اللقيم، أوضح البنيان أن 5% نسبة التكلفة الإجمالية لزيادة رفع الطاقة، منوهاً إلى أنها لا تنظر إلى التكلفة، بل إلى كيفية تقليل هذه الزيادة على الهامش الربحي لسابك، مؤكداً أن الزيادة لن تؤثر على تنافسيتها محلياً وعالمياً.
وحول التحديات الاقتصادية من خلال دخول دول جديدة للأسواق كإيران والصين وامريكا، أوضح البنيان أن سابك لديها القدرة على تجاوز ذلك، وهي تركز على التنافسية، التي تحول التحديات إلى إيجابيات وخلق فرص، كاشفاً أن المحدد الرئيس الاستثمارات التي ترصدها في كافة الاسواق، هي تناسبها مع خطة الشركة الاستراتيجية وتحقيق العائد الاستثماري، ملمحاً إلى أنه يصعب بشكل عام زيادة صناعة البتروكيماويات في فترة وجيزة، مبيناً أن ذلك يحتاج إلى أكثر من خمسة سنوات للانتقال إلى مرحلة الانتاج، موضحاً أن سابك لن تدخل في انتاج صناعات تنافس بها عملائها.
سنتكيف مع أي إمدادات بتروكيماوية
وأكد البنيان إن بإمكان الشركة التكيف مع أي إمدادات بتروكيماوية جديدة تدخل السوق من خارج المملكة، وقال لا تتوافر لديه معلومات كاملة حول قدرة قطاع البتروكيماويات الإيراني في الرجوع إلى السوق سريعا لكن بوجه عام عادة ما يستغرق الأمر ما بين ثلاثة وخمسة أعوام لدخول السوق وبدء الإنتاج ثم زيادته ثم تطويره بعد ذلك.
وفي رد على سؤال عما إن كانت لديه مخاوف من أن يعاني قطاع البتروكيماويات من تخمة في المعروض خلال السنوات المقبلة قال البنيان “البيئة التنافسية دائما ما توفر مناخا صحيا للعمل وهذه هي طريقتنا المفضلة… ليس لدينا أي مخاوف على الإطلاق”.
وقال البنيان إن مبيعات سابك في الصين لم تتأثر على الإطلاق وذلك على الرغم من أن الطلب تباطأ على المنتجات بسبب تقلص النمو في الاقتصادات الناشئة في آسيا والاقتصادات الناضجة في أوروبا.
ووصلت قيمة مبيعات سابك في الربع الأخير من 2015 إلى 34.16 مليار ريال بانخفاض 21.9 بالمئة عن مستواها قبل عام.
وخلال 2015 بأكمله بلغت قيمة مبيعات الشركة 148.17 مليار ريال انخفاضا من 188.99 مليار في 2014. لكن البنيان قال إن حجم مبيعات الشركة زاد أربعة في المئة في 2015.
وأوضح أن الشركة تتطلع في المستقبل للتوسع في أفريقيا وفي أسواق جنوب شرق آسيا بما في ذلك فيتنام واندونيسيا وماليزيا حيث تسعى لتحويل أنشطتها في تلك البلدان إلى التصنيع وعدم الاكتفاء بالتواجد الحالي الذي يتمثل في تسويق وبيع البتروكيماويات.
كيان وابن رشد
وفيما يتعلق بشركتي “كيان وابن رشد” أكد البنيان أن سابك وضعت خطة في العام الماضي، لتكون الشركات في مصاف الشركات المثيلة في منظومتها، مبيناً أن خطة العمل تضمنت إعادة هيكلة من الناحية التقنية والتشغيلية والإدارية والتكاليف والمبيعات، موضحاً أن المردود الايجابي سيظهر في 2016-2017، كاشفاً أنه سيتم الاعلان عن بعض المشروعات التي تقوم بها.
بدوره قال نائب الرئيس التنفيذي للمالية لشركة سابك مساعد العوهلي، إن هبوط سوق الاسهم يعتبر أمراً طبيعياً نتيجة تأثره بالعرض والطلب، كونها تشبه الأسواق العالمية في انخفاض المؤشرات، متوقعاً أن يحقق سهم الشركة أداءً جيداً كونه يعطي المستثمرين الثقة بالشركة التي لديها القدرة على امتصاص الأزمات والتعامل معها، لافتا إلى أن المرونة في الوقت الحالي لشراء أسهم الشركة ليست موجودة، موضحاً نظام الشركات الجديد عندما يتم اقرار المرونة، سوف تستغل الشركة تلك المرونة في تقوية الاداء، من أجل إعطاء المساهمين الثقة بأن لهم عائد قوي.