أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكد نور سليمان المدير التنفيذي دي إتش إل إكسبرس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انه خلال ال20 عاماً الماضية، تصاعد النمو في الشرق الأوسط بصورة مطردة بحيث أصبحت هذه المنطقة تمثل مركز عالمي بمجال التجارة والنقل، وبين أن منطقة الخليج العربي شهدت نمو كبير بحيث أصبحت حلقة وصل مهمة تربط دول العالم، والفضل في ذلك يعود إلى إستثمار دول مجلس التعاون في البنية التحتية، حيث أصبحت توفر حلول لوجستية ذات طراز عالمي عبر زيادة المنافذ، سواء الجوية أو البحرية مثل مطار الملك فهد الدولي بالرياض ومطار دبي مؤكدا أن هذا الاستثمار جعل المنطقة مهمة للغاية في إعادة التوزيع والخدمات اللوجستية، مما جعلها قوة دافعة للنمو الاستراتيجي.
وأضاف أن حركة الشحن الجوي في منطقة الشرق الأوسط بلغت 5% من الحمولة العالمية وأكثر من 4% من العائدات العالمية التي وصلت إلى أكثر من 60 تريليون دولار أمريكي، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط تضم عددا من أكثر الاقتصادات نمواً وتطوراً تقودها المملكة و الإمارات وقطر بفضل معدل الاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها وكذلك المحاور اللوجستية، مسلطا الضوء على تقرير الربط الذي أعدته دي إتش ال عام 2014 والتي احتلت فيها عدد من دول الخليج العربي (الإمارات المتحدة المركز ال12، والبحرين المركز 27، والمملكة العربية السعودية 37، وقطر المركز ال39) في المراكز ال40 الأولى من بين أكثر من 140 دولة حول العالم.
وأضاف سليمان أن المملكة تواصل هيمنتها في المنطقة بفضل اقتصادها الصلب، إذ أنها تمثل منطقة جذابة للمستثمرين الأجانب بفضل احتياطها الهيدروكربونية، وقطاع البناء الذي يبلغ حجمه 1 تريليون دولار أمريكي وخططها الاستراتيجية طويلة الأمد للتطوير الصناعي وتنويع مصادر الدخل، ويضاف إلى ذلك التوسع السكاني، مضيفا أن المملكة أكبر سوق بالنسبة لقطاع النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة، حيث تبلغ قيمة هذا القطاع فيها 18 مليار دولار أمريكي، وشهدت زيادة سنوية بلغت 20% في قطاع النقل والخدمات اللوجستية التي تشمل تلك المقدمة محلياً ودولياً.
مبينا أن الإمارات سجلت أكثر من 60% من حركة النقل الجوي في منطقة الخليج العربي، مع صعود مطار آل مكتوم الدولي ليحتل أحد المراكز في قائمة أكثر 20 مطاراً إشغالاً في العالم في مجال الشحن الجوي.
وعن مستقبل سوق النقل في المنطقة أكد أن منطقة الشرق الأوسط أظهرت نموا غير متوقع وهي في طريقها لترسيخ مكانتها كمركز عالمي في توفير الخدمات اللوجستية خلال السنوات الخمس القادمة، وأَضاف أن سوق الشحن العالمي اكتسب زخماً كبيراً في عام 2014 بفضل ارتفاع مستوى الثقة فيه، وكانت الغالبية العظمى من هذا النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط والتي ساهمت بنسبة 46٪ و 29٪ على التوالي.
مبينا أن التوقعات تشير إلى أن حركات الشحن في منطقة الشرق الأوسط ستزداد بمعدل سنوي مركب قد يصل حوالي 5% سنويًا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، وحركة الشحن الجوي في الشرق الأوسط ستقود عملية نمو الشحن الجوي العالمي بحلول عام 2018.
وبين المدير التنفيذي دي إتش إل إكسبرس ان الموقع الجغرافي لهذه المنطقة يعتبر عامل أساسي في جعلها مركز جذاب ونقطة توزيع مهمة لحركة الشحن بين الشرق والغرب مما تقدم فرص فريدة للغاية للشركات اللوجستية العالمية وقطاع التجارة، على مدى السنوات القليلة المقبلة، مرجحا أن يتحول النمو في الطلب من كفة الاقتصادات الغربية التقليدية إلى كفة الاقتصادات الناشئة في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، متوقعا ان تعيد الممرات التجارية الجديدة بين آسيا، أفريقيا وأوروبا تعريف سلاسل التوريد العالمية وتعزيز أهمية هذه المنطقة كبوابة استراتيجية للتجارة البينية وسهولة الوصول إلى الأسواق ذات العوائد المرتفعة مثل أفريقيا والصين والهند التي تعتبر من الاقتصادات الهامة التي ستعيد تشكيل المجال التجاري ومظهره لدول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2020.
وتوقع أن تقلب شبكة السكك الحديدية الموازين وتؤثر على اللاعبين الحاليين في سوق الخدمات اللوجستية، وخاصة في قطاع النقل، مشددا على أن التجارة الإلكترونية أصبحت تحرز تقدماً كبيراً، ومن المتوقع أن تلعب دوراً حيوياً في المستقبل وخاصة في قطاع التجزئة الذي يشهد نمواً سريعاً مع إجراء الكثير من المعاملات عبر الحدود والمطالبة بإيصالها في الوقت المحدد. وهذه الاتجهات الجديدة يغذيها التدفقات النقدية الضخمة التي يتم ضخها من قبل حكومات المنطقة لتعزيز البنية التحتية الداعمة والقدرات متعددة الوسائط، والأطر التنظيمية والربط من أجل أن تستمر هذه المنطقة في التقدم كمركز للخدمات اللوجستية العالمية.