أبعاد الخفجى-اقتصاد:
تزامناً مع بدء أعمال معرض ومؤتمر الصحة العربي السنوي خلال الأسبوع الجاري، توقّعت شركة إرنست ويونج نشوء ست فرص استثمارية كبرى في سوق الرعاية الصحية بدول مجلس التعاون الخليجي في عام 2016، باعتبارها مجالات تشهد نمواً وارتفاعاً في الطلب في المنطقة، وبحسب التقرير الذي أصدرته EY أمس بعنوان “رهانات الاستثمار الكبرى – الرعاية الصحية وعلوم الحياة في دول مجلس التعاون الخليجي”، تعتبر مراكز التميز المتخصصة، وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، والرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل، وتكنولوجيا الطب الحيوي، وتصنيع المستلزمات الطبية، وخدمات رعاية الصحية الأولية من الاتجاهات الرئيسية في قطاع الرعاية الصحية بالمنطقة.
وقال أميت زوتشي الشريك المسؤول في EY “شهد قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً كبيراً، حيث بلغ معدل نموه السنوي فوق 01٪، كما برز مؤخراً توجه نحو التأمين الصحي الإلزامي، خصوصاً في قطر والسعودية وبعض الإمارات في الإمارات العربية المتحدة، ومع ذلك لا تزال دول مجلس التعاون الخليجي تحظى بأعلى التصنيفات في العالم من حيث عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، والقلب والأوعية الدموية، والسمنة. وأصبح الاستثمار في المجالات الرئيسية الكفيلة بتعزيز تطور قطاع الرعاية الصحية في المنطقة أمراً في غاية الأهمية”.
ويشهد الطلب على مراكز التميز المتخصصة نمواً سريعاً مع تحوّل أعباء الأمراض من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتعمل معظم المستشفيات العامة بدول مجلس التعاون الخليجي بأكثر من 80٪ من سعتها السريرية، مما يفرض ضغوطاً على القطاع الخاص والعيادات المتخصصة لخدمة عدد أكبر من المرضى، ويسعى عدد كبير من المرضى أيضاً إلى الحصول على علاجات متخصصة في الخارج، مما يجعل تطوير المزيد من مراكز التميز محلياً كفيلاً بتلبية احتياجاتهم الفريدة وتقليل حاجتهم للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، كما أن تطوير المزيد من مراكز التميز يدعم السياحة الطبية ويسهم في جذب واستبقاء المواهب السريرية ذات الكفاءة والخبرة العالية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال أحمد فياز مسؤول الخدمات الاستشارية للرعاية الصحية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY “بحلول عام 2020 من المتوقع إنفاق ما بين 3.5 – 4.8 مليار دولار على خدمات الرعاية الصحية المنزلية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، مع توقعات بنمو كبير على صعيد تطبيقات الصحة المتنقلة وخدمات التشخيص والعلاج الطبيعي المنزلية”.
ولا يزال حجم خدمات الرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل (LTPAC) في دول مجلس التعاون الخليجي صغيراً جداً في الوقت الراهن بحيث لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد، وبالإضافة إلى محدودية توافر مرافق مخصصة للرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات في المواقع القائمة التي تقدّم معظم خدمات الرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل، وحالياً تتم معالجة غالبية المرضى الذين يحتاجون لخدمات رعاية تأهيلية ورعاية حادة طويلة الأجل في مستشفيات الرعاية الحادة ويشغلون أسرّة مخصصة للحالات الحادة، وبذلك أصبحوا يحجزون الأسرّة في المستشفيات الحكومية لفترات طويلة من الزمن، ويتم حالياً استخدام 20-30٪ من أسرّة المستشفيات العامة بدول مجلس التعاون الخليجي من قبل مرضى إعادة التأهيل والرعاية اللاحقة طويلة الأمد.
وأضاف فياز “وتقدّر الفجوة في أعداد الأسرّة لحالات الرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل في دول مجلس التعاون الخليجي بما بين 2000 – 2400 سرير، مع أكثر من 50٪ منها في السعودية، وبينما اتخذت بعض الحكومات الخليجية بالفعل خطوات للاستثمار في خدمات الرعاية التأهيلية والرعاية الحادة طويلة الأجل، لا تزال هناك الكثر من الخطوات اللازمة لتأسيس عمليات مستقلة ودمج هذه الخدمات في المستشفيات العامة والخاصة”.