أبعاد الخفجى-اقتصاد:
يعد وقت التداول في أسواق المال العالمية من الامور المهمة، التي تعتبر من عوامل الجذب للدخول الى الاسواق من قبل المستثمر المحلي والاجنبي، وبحسب مطلعين فإن اسواق المال في غالبية دول العالم تبدأ في حدود الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي لهذه الدول، وهذا يعني ان بداية التداول في سوق المال السعودية متأخرة عما هو معمول في كثير من اسواق المال العالمية، سواء المتقدمة أو الناشئة.
وفي هذا الصدد يرى “عبدالله الجبلي” – عضو الاتحاد السعودي والدولي للمحللين الفنيين – ان موضوع وقت التداول مهم جداً للمتداولين، وللوضع العام للسوق، فمتى ما كان الوقت مناسبا للمتداولين أعطى ذلك زخما كبيرا لحركة السوق، ويشير الجبلي إلى أنه عندما كان السوق يتداول على فترتي تداول قبل العام 2006 كان هناك مساحة كبيرة للمتداولين الأفراد، خاصةً في الفترة المسائية للتداول بكل حرية حيث إن هذه الفترة خارج أوقات الدوام الرسمي وهذا ما عزز عمليات المضاربة التي شهدها السوق في تلك الحقبة، لكنه كان مضرا للصناديق والمحافظ الاستثمارية الكبيرة.
ويعتقد الجبلي أن الزخم سيكون أكبر للمحافظ الاستثمارية والصناديق لو تم تقديم وقت التداول حتى الساعة العاشرة صباحاً وينتهي الساعة الثانية والنصف، ومع انه سيضر المتداولين الأفراد حيث إن فترة التداول كاملة ستكون خلال أوقات الدوام سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص، ولحل هذه الاشكالية يمكن زيادة وقت التداول ساعة إضافية بحيث تبدأ الجلسة الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي الساعة الثالثة والنصف عصراً، وبهذا يكون مناسباً لجميع فئات المتداولين بل وحتى المتداولين من خارج المملكة والذين يجد بعضهم حالياً صعوبة في التواجد أثناء جلسة التداول.
أما الاقتصادي “صالح الروضان” – فيؤكد أن الاشكال ليس فقط في بداية ونهاية فترة التداول الحالية بل يشمل ايضا مدة التداول، فبالنظر الى حجم السوق السعودي ومقارنته بالاسواق الاخرى فإننا نجد أنه يحتاج الى اعادة دراسة لتوقيت الافتتاح والاغلاق ومدة التداول، فثلاث ساعات تكفي لكل ما يمكن فعله في هذه الاربع ساعات ونصف، قياسا إلى حجم السوق وعدد المتداولين، والذي يتبين أنه وقت طويل جدا فالمستثمر لا يحتاج هذا الوقت لتنفيذ قراراته والمضارب او المتاجر اليومي يكفيه وقت أقل للبيع والشراء، اما بدايته فيفضل تقديمه ساعة او ساعتين ليتوافق مع بدء دوام البنوك ويتوافق كذلك مع افتتاح الاسواق الخليجية.
من جهته يؤكد المستثمر عبدالله الكثيري، أنه من المفضل تغيير الوقت الحالي إلى أوقات أفضل، مراعية لمصالح المتداولين في السوق السعودي، ومتناسقة مع الأسواق الدولية، ويقترح الكثيري أن تبدأ فترة صيانة الأوامر من الساعة التاسعة صباحا حتى العاشرة ولمدة ساعة، كما هو معمول به حاليا ولكنها تبدأ في النظام الحالي من العاشرة إلى الحادية عشرة، ويضيف الكثيري عن بداية التداول أنه يقترح ان تبدأ فترة التداول عند الساعة العاشرة، وتعلق لمدة نصف ساعة (30 دقيقة) من الساعة الثانية عشرة حتى الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، وهذا ما يطلق عليه في الغرب “Coffee Time” يكون وقت راحة للمتداولين، ويعتبر للمتداولين وقتا لأداء صلاة الظهر والراحة، ثم يستأنف بعد الثانية عشرة والنصف لمدة ساعتين ليقفل السوق عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر.
اما المستثمر محمد البكري – فيرى أنه من المفضل تعديل وقت التداول، ليتفق مع ما هو معمول به في معظم اسواق العالم، والتي تبدأ عادة بعد ساعة من الدوام الصباحي، وبالنسبة للموظفين فيمكنهم التداول من أي مكان مع وجود خدمة التداول عبر الإنترنت من خلال الجوالات، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية والتي وفرتها شركات الوساطة، ويؤكد البكري أن الوقت الحالي غير سيئ تماما ولكنه يعتقد أن تقديمه ساعة أو ساعتين أمر جيد، لكي يقترب او يتطابق مع ما هو معمول به في أسواق العالم.