أبعاد الخفجى-اقتصاد:
فتح النجاح المكتسب الذي اغتنمته أرامكو السعودية مؤخراً بدخولها بقوة تنافسية هائلة في تحالف في ملكية وتشغيل مصفاة “تشيلاتشاب” في جزيرة جاوة الإندونيسية وتطويرها، الأفق أمام شركة النفط الهندية “إيسار أويل ليمتد” التي بدورها بدأت تخطط للدخول مع أرامكو في تحالف في مصفاتها في الهند من خلال بيع 49% من حصتها مقابل ثلاثة مليارات دولار، في وقت تبلغ القيمة السوقية للشركة 5.5 مليارات دولار، وتعد من أكبر مصافي النفط في الهند.
وتأتي خطط الشركة الهندية لبيع جزء من حصصها في أعقاب تأثر أرباحها بسبب هبوط في أسعار السلع الأساسية، وضعف الطلب، وانخفاض معدلات استهلاك الطاقة في أعمالها، إضافة إلى نوايا الشركة الاستفادة من عوائد البيع لسداد بعض قروضها المتكتلة وفق ما المح به ملاك الشركة.
وقد دفع خطط الشركة الهندية لجذب أرامكو بعد إعلان أرامكو عزمها مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي في قيمة النفط الخام، حيث تخطط ارامكو إنفاق 226.5-300 مليار ريال على عمليات الاستحواذ والاستثمارات الخارجية في البتروكيماويات والتكرير خلال السنوات الخمس المقبلة حيث تشكل هذه الاستثمارات جزاً من نوايا وتوجهات الشركة لإنفاق 562.5 مليار ريال، في استثمارات محلية ودولية ضخمة إلى عام 2019، من خلال التركيز على القارة الآسيوية.
وقررت بالفعل أرامكو تصعيد حجم استثماراتها في قطاعات التكرير والبتروكيماويات محليا وعالمياً سعياً لتزعم إنتاج النفط والبتروكيمياويات على حد سواء في العالم بحلول نهاية العقد الحالي، ونجحت أرامكو في الآونة الأخيرة في شراء حصص بقيمة ملياري دولار في شركة أس أويل الكورية التي تعد ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.
وكان آخر نجاحات أرامكو في توسعة استثماراتها الخارجية في المشاركة في ملكية مصفاة “تشيلاتشاب” في إندونيسيا وتطويرها لتكرير كميات أكبر من أنواع النفط الخام المر، إضافة إلى إنتاج البتروكيميائيات الأساسية والزيوت الأساسية، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 370 ألف برميل في اليوم الأمر الذي يمكن إندونيسيا لتلبية انتعاش الطلب المتنامي على المنتجات المكررة وزيوت التشحيم الأساسية والبتروكيميائيات، ومن المقرر بدء إجراء دراسة التصميمات الهندسية الأساسية لأعمال تطوير المصفاة في الأيام القريبة القادمة والانتهاء منها بحلول عام 2016م.
ووضعت أرامكو أيضا نصب عينها التوسع في كوريا من خلال مشروعها المشترك مصفاة أونسان التابعة لشركة إس أويل والتوجه لتوسعة المصفاة من خلال أعمال التكرير، ودمج مرافق البتروكيميائيات، والدخول في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يضمن أكبر العوائد والأرباح وفتح افق تسويقية ارحب في آسيا لتشمل الهند واليابان وأستراليا، ضمن استراتيجيتها لتنويع التسويق.
ولم تغفل أرامكو ضمن خططها التوسعية في اسيا مصفاتها المشتركة في الصين في فوجيان التي نجحت أرامكو في تحسين ربحية المصفاة وأرباح التكرير ورفع معالجتها التكريرية لأكثر من 230 ألف برميل وسطياً في اليوم من الزيت الخام وإنتاج أكثر من 11 مليون طن من المنتجات المكررة وأكثر من 3 ملايين طن من البتروكيميائيات المختلفة.