أبعاد الخفجى-سياسة:
انطلقت، مساء أمس الاثنين، أعمال اليوم الأول من الدورة الرابعة ل”القمة العالمية للحكومات” بمدينة جميرا بدبي، والتي جاءت بعنوان “استشراف حكومات المستقبل”، بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم بواقع 3000 مشارك و125 متحدثا وأكثر من 70 جلسة مختلفة يديرها كبار الشخصيات، وقادة وخبراء القطاعين الحكومي والخاص في العالم، وقد شهد فعاليات اليوم الأول الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية
بينما ترأس وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وفد المملكة العربية السعودية المشارك في القمة العالمية للحكومات، ويضم الوفد السعودي المشارك معالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور أحمد الشعيبي، ومعالي نائب وزير الخدمة المدنية الأستاذ عبدالله ملفي وعدد من المسؤولين.
فيما ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مباشرة من البيت الأبيض، الكلمة الرئيسية للقمة، حيث تشارك الولايات المتحدة في هذه الدورة بصفتها ضيف الشرف السنوي، وقد هنأ أوباما الشيخ محمد بن راشد، لتنظيم دولة الإمارات لهذا الحدث السنوي الذي يعتبر التجمع الحكومي الأكبر على المستوى العالم، واستهل كلمته في الثناء على التجربة الإماراتية في مجالي الصحة والتعليم والخدمات الحكومية المتميزة بما يرقى لتطلعات المواطن ويحقق كرامته، حيث أكد على دور الحكومات في رعاية حقوق الإنسان قائلا: “الإمارات من الدول الملتزمة برعاية المواطنين صحياً وعلمياً، وهي تتخذ خطوات مهمة بالطاقة النظيفة، ونحن يسرنا أن نكون شركاء مع الإمارات بهذه الإنجازات”.
وأضاف قائلا: “الحكومات موجودة من أجل دعم الناس ومحاولة تحسين حياة المواطنين وعندما تستثمر الحكومات في الإنسان وتحديداً في صحته وتعليمه وتدافع عن حقوق الإنسان تصبح الدول أكثر سلماً وأمناً وازدهاراً”.
وأكد الرئيس الأمريكي على أهمية الأمن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي مشيرا إلى الأوضاع الأمنية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أعرب عن سعادة الولايات المتحدة الأمريكية بشراكتها الإستراتيجية مع الإمارات العربية المتحدة.
تلت كلمة أوباما مداخلة لرئيس الوفد الأمريكي ضيف شرف الدورة الرابعة من قمة الحكومات العالمية ستيفان سيليج قال فيها: “يشرف الولايات المتحدة أن تكون ضيف الشرف في القمة العالمية للحكومات هذا العام”.
وأشار سيليج خلال كلمته أمام الحضور أن أميركا تدعم البحوث العلمية والفضائية للإمارات خاصة بعثة الفضاء “الأمل” التي تحققت بفضل الرؤى الحكيمة لسمو الشيخ محمد بن راشد، وأكد رئيس الوفد الأمريكي أن التجديد والابتكار مهم لذلك سنوقع مذكرة تفاهم مع دولة الإمارات التي تعتبرها أميركا الشريك العظيم، على حد تعبيره، والمضي قدما في التعاون لزيادة فعاليات الحكومات وتعزيز مؤسساتها بتهيئة الأرضية اللازمة للوصول للتنمية والتطور المنشودين، حيث من المنتظر توقيع اتفاقيات مع الإمارات في هذا الخصوص.
وأعطى رئيس الوفد الأميركي مقارنة بين الاقتصاد قديما وما يشهده حاليا من تغيرات، حيث كان يعتمد على المنشآت الصناعية التي تحدد العوائد الاقتصادية والاجتماعية، إلى التوجه إلى اقتصاد أكثر وعي لتغير طبيعة الحكومات التي تتبع نهج اشراك المواطن وتمكينه مما يضمن تحقيق أهدافها.
وقدم سيليج أمثلة حية في مجالي الصحة والتعليم في أميركا في ظل انفتاح تام على الانترنت وتوسيع نطاقها بدون اغفال حماية الملكية الفكرية؛ كما دعا إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على التعاون الدولي في حل الأزمات التي يواجهها المجتمع الدولي، والتركيز على التنمية المستدامة من خلال فرض بنود ومواثيق على الدول لتبني خيار الطاقة البديلة للتقليل من الانبعاثات الضارة للحد من التغير المناخي الذي يشهده العالم حاليا.
ومن جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي أنه على الحكومات العربية بداية تحديد الرؤيا والتماسك في كلمة جامعة لاستعادة عزتها والتي يجب أن تتلخص بتوفير البيئة المزدهرة لكل الدول العربية، وفي المرحلة الثانية يجب القضاء على الإرهاب والقضاء على مصادره وحماية أبنائنا عبر تبني نهج تربوي واقتصادي واجتماعي شامل، والمحور الثالث وفقا للدكتور الزياني يتمثل بتقديم الدعم الإنساني لملايين اللاجئين في الدول العربية، وأضاف؛ “من العار أن يموت أطفال مضايا في سوريا جوعا، وأن يموت أطفال تعز والأنبار”.
كما أكد الزياني على ضرورة فرض القانون الدولي مشددًا على ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي الشؤون الداخلية للدول وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ونوه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على الاستعداد لمرحلة ما بعد تحقيق السلم وتحقيق المصالحة الوطنية في الدول العربية المتضررة من الحروب والصراعات الدائرة.
وشدد الزياني على واجب الحكومات الخليجية أن تطهر اليمن من الجماعات الإرهابية وتحقيق الأمن فيها، موضحا أن الهدف من استخدام القوة في اليمن هو العودة إلى المسار الصحيح وعودة الشرعية، وأضاف؛ “أشعر بالفخر كوني أحمل المواطنة الخليجية”.
إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في كلمته بالقمة العالمية للحكومات التي انطلقت أعمالها أمس الإثنين في دبي، أن الذهاب الإماراتي إلى حرب اليمن لم يكن بداعي الحرب المجردة، أو السعي للدمار، بل جاء كمسعى حتمي وواجب لإعادة الأمل وإعادة الاعمار في بلد شقيق وجار، مستعرضاً ما تم إنجازه من ركائز وبنى تحتية في اليمن شملت قطاع التعليم والخدمات الصحية والأمن والشرطة والدفاع المدني وغيرها.
وأضاف الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، «إن ما حققته الإمارات وتحققه من منجزات وطنية كبرى في مختلف القطاعات، يعود الكثير منه إلى العقيدة التكاملية التي تبناها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه من الرعيل الأول بناة الاتحاد، وسار على نهجهم رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مواصلاً مسيرة الازدهار والبناء.
وختم الشيخ سيف كلمته بمقاربة مجملة قائلاً: «مثل ما أطفينا حريق الفندق ومنعنا امتداده، ولتبقى منطقة برج خليفة أرقى كيلومتر في العالم، سنطفئ حريق اليمن ونحافظ على حلمنا وأملنا في خليج آمن مزدهر موحد، بعيدا عن تدخلات المتربصين والحاقدين، وسيعود اليمن السعيد آمناً سعيداً بحكمة القيادة السياسية، وعزم أبنائنا وأشقائنا في قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية».