أبعاد الخفجى-رياضة:
حط المدرب اليوناني جيورجيس دونيس رحاله في معقل الهلال، واستهل مشوار البطولات في ختام الموسم الماضي أمام النصر في نهائي كأس الملك ونجح في تحقيق أولى ألقابه مع الأزرق بعد أن احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، في بداية الموسم الجاري حقق القادم من بلد الفلاسفة لقبه الثاني بهزيمة النصر في السوبر السعودي بلندن، وبدأ الموسم بصدارة الدوري، وحقق بالأمس القريب كأس ولي العهد واضعاً قدمه في دور الثمانية لأغلى الكؤوس المحلية.
تحت قيادة دونيس تبّدل حال الهلال عن موسمه الماضي ونجح بانتشال الفريق سريعاً وإعادته إلى حيث اعتاد الوجود في منصات الذهب ومناطق الكؤوس.
في النهائي الأخير ظهر الفريق بوجهٍ مختلف فاجأ به الجميع وسيطر على ملعب المباراة بشوطيه، وقدم أداءً مبهراً طيلة الدقائق ال90 وكان قادراً على هزيمة الأهلي بأكثر من الهدفين وعلى الرغم من فقد دونيس لاثنين من أهم أوراقه قبل النهائي إذ غاب عنه الثنائي الأجنبي البرازيلي إيلتون ألميدا ورودريغو ديغاو إلا أنه استطاع تجهيز البديل في الهجوم والزج بناصر الشمراني الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته مع الهلال وكان عنصر حسم وفي الخطوط الخلفية غير طريقة اللعب وأعادها إلى أربعة مدافعين لينجح بكسب النهائي أداءً ونتيجة اطمأن لها الهلاليون على مستقبل فريقهم، ليثبت ذو ال46 عاماً أنه المدرب المناسب في المرحلة الحالية والدليل تحقيقه ثلاثة بطولات وكان على مقربة من الوصول إلى نهائي آسيا، وإلى جانب التميز الفني الذي يظهره اليوناني فإنه يظهر نوعاً من الصرامة والانضباط داخل الفريق، لا يقبل الفوضى والانفلات ويرفض اللامبالاة داخل تدريبات الفريق، ففي ال19 من أكتوبر الماضي قرر إبعاد الحارس خالد شراحيلي عن قائمة الفريق التي واجهت أهلي دبي في الإمارات بعد أن تغيب عن الحصة التدريبية الأخيرة من دون سابق عذر رافضاً جميع الشفاعات لإشراكه وفرض عليه برنامجاً انفرادياً لفترة زمنية قبل أن يعيده للفريق الأول ليظهر بمستويات متميزة كانت أحد أسباب توهج الهلال في حصد البطولات، فيما سبق واستبعد لاعب الوسط نواف العابد بعد تغيبه عن مرافقة البعثة إلى إيران وفرض عليه برنامجاً انفرادياً.
نجح اليوناني بشخصيته الهادئة وقراراته الصارمة أن يعيد الهلال بطلاً بشكل سريع، لا يفقد إحداثية المنصات، يتلذذ بالذهب كما هي العادة الزرقاء، لم يكن الأمر سهلاً لفريق سقط خاسراً قبل النهائي بأيام أن يعود ويظهر بأجمل صورة فنية أمام فريق لم يخسر منذ عامين، هذه العودة والظهور الفني القوي والسيطرة على مجريات المباراة جاءت نتاج عمل كبير أداه اليوناني دونيس رفقة طاقمه الفني في تدريبات الفريق التي سبقت النهائي الكبير.