أبعاد الخفجى-اقتصاد:
تفقّد المهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء أمس المشروع التجريبي لإنتاج الكهرباء من الرمال الساخنة (مشروع مستقبل تسخين الجسيمات PHR) والذي يتم تنفيذه حالياً بوادي الرياض بجامعة الملك سعود، وهو المشروع الذي ابتكره الدكتور هاني الأنصاري الأستاذ بكلية الهندسة بالجامعة وحصل على براءة اختراعه من الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف إلى توفير الطاقة الكهربائية من خلال الرمال الساخنة والتي يمكن الاستفادة منها بصفة خاصة في القرى النائية للحد من استخدام وقود الديزل المكلف والملوث للبيئة.
وتعد فكرة إنتاج الكهرباء من خلال الرمال الساخنة واحدة من أحدث طرق توليد الكهرباء في العالم وتستهدف إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة من خلال تركيز أشعة الشمس على الرمال المتساقطة داخل فتحة أعلى برج التسخين من خلال عدد من المرايا العاكسة، لتبدأ هذه الرمال في تسخين المبدل الحراري ودفع الهواء المضغوط لتدوير التوربينات وإنتاج الكهرباء، وهي الفكرة التي شجعتها الشركة السعودية للكهرباء وعملت على دعمها وتنفيذها، لتوفير مصادر بديلة لإنتاج الطاقة الكهربائية. وأوضح الشيحة أن برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع الذي تنشده الشركة، يستهدف من ضمن برامجه التحول للاستفادة من مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، حيث تستهدف الشركة جعل شعار “طاقتنا من شمسنا ورمالنا” هدفاً لها، وذلك للحد من استخدام الوقود التقليدي المكلف والملوث للبيئة، مما يعمل على دعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى أن هذا النوع من المشاريع يلائم طبيعة القرى النائية التي تحتاج لتكاليف عالية لربطها بالشبكة الكهربائية، مشيراً إلى أن تجربة إنتاج الكهرباء من الرمال الساخنة أثبتت جدواها الاقتصادية، حيث يمكن للمشروع الواحد إنتاج ما يعادل 10 ميجاوات من الطاقة الكهربائية تكفي لتزويد القرى الصغير باحتياجاتها من الكهرباء.
وأكد أنه تم تكليف مسؤولي إدارة الأبحاث بالشركة بدعم المشروع وتقديم كافة التسهيلات له، لسرعة تنفيذه من خلال شركاء الشركة من المصنعين والموردين.
من جهته بين الدكتور هاني الأنصاري مبتكر الفكرة، أن (مشروع مستقبل تسخين الجسيمات PHR)، الذي تم تسجيل براءة اختراعه في الولايات المتحدة الأمريكية يركز على استغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء من خلال تركيز أشعة الشمس على برج ترفع فيه الرمال الحمراء لتسخين حبيبات الرمل إلى حوالي 1000 درجة مئوية بواسطة تقنية PHR، ليتم تمرير الهواء المضغوط بعد ذلك في أنابيب محاطة بالرمال الساخنة، ليكتسب الهواء سرعة وضغط أكبر ومن ثم يجري ضخه إلى التوربين، ليبدأ بعد ذلك انتاج الكهرباء، كما أن المشروع يعمل على تخزين الرمال الساخنة في البرج لإنتاج الكهرباء في الليل ولمدة 8 ساعات، مشيراً إلى أنه تم اختبار تصميم ال PHR مخبرياً وبنجاح في كلية جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.